محمد عبدالوهاب واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاجآته لأمريكا والعالم كله باتخاذ قراراته المثيرة للجدل لكن هذه المرة الأمر يتعلق بالداخل الأمريكي أكثر من أي مكان آخر حيث جاء إعلان ترامب لحالة الطوارئ الوطنية لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك ليثير الجدل بشكل واسع النطاق في مختلف الولاياتالأمريكية فلم يكد الشعب الأمريكي يخرج من أزمة الاغلاق الحكومي الأطول التي أعلنها الكونجرس الشهر الماضي حتي فوجئ الجميع بقرار إعلان الطوارئ وقرار ترامب سابقة حدثت اكثر من 55 مرة في العقود الاخيرة. لكن المثير أنه قرار غير مقنع وبلا ضوابط فعلها الرئيس الأسبق فورد عام 76 بعد استقالة الرئيس نيكسون بسبب فضيحة وترجيت ثم كارتر عام 1979 بعد احتجاز الرهائن الأمريكيين في إيران وأعلن كلينتون الطوارئ 17مرة عقب أحداث سبتمبر وتدمير برجي التجارة العالمي وقرر بوش الابن فرضها 12 مرة مع حرب العراق حتي أوباما قرر الطوارئ 13 مرة لكن قرارات الطوارئ كانت لأسباب تتعلق بفرض عقوبات مالية علي ارهابيين يمثلون تهديدا للامن القومي. ترامب متمسك بوعوده للناخب الأمريكي وهومقبل علي انتخابات الرئاسة 2020 ويرغب في البقاء رئيسا لولاية جديدة والجدار الحدودي مع المكسيك أحد أهم وعوده الانتخابية ويصر علي تحدي مجلس النواب والديمقراطيين لتنفيذه لأنه من وجهة نظره بوابته للبقاء علي كرسي الحكم ترامب الذي أقر أكبر ميزانية عسكرية في تاريخ أمريكا حققت فائضا لأول مرة قدره 5مليارات دولار وهوذات المبلغ الذي يحتاجه لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك ويرفض أي حلول للتراجع حتي أن المظاهرات التي اندلعت في 16ولاية والدعاوي القضائية التي انطلقت لوقف قراره لم يعرها أي اهتمام وأصر علي موقفه. ترامب متسلحا أن أحدا لن يجرؤ علي إيقاف قراره الذي يحتاج أغلبية ثلثي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وهوما يستحيل لان الجمهوريين الذين ينتمي إليهم يسيطرون علي الأغلبية فهل يعود الاغلاق الحكومي الأطول في تاريخ أمريكا مرة أخري وتعم الفوضي أم ينتصر ترامب وينفذ قراره حتي يضمن البقاء في رئاسة الدولة الأقوي بالعالم وهورهان ترامب.