العلاقة الزوجية هي علاقة متعددة الجوانب عاطفية وعقلية واجتماعية وروحية وجسدية، ولذا يجب التعامل بتوازن وإيجابية وشمولية فلا تهملي جانبا علي حساب الاخروذلك لاستمرار حياتك الزوجية بلا مشاكل وخاصة اذا كان زوجك رجلا يشغل منصب مدير أو شخصية مهمة يحتاج التعامل معه منك بفن حتي لايقع زوجك في حب امراة اخري تسيطرعلي كيانه وخاصة اذا كان في بداية الحياة الزوجية شخصا عاديا ثم ترقي وأصبح مديرا أو مسئول في عمله ..ويحدثنا دكتور محمد رأفت العكش استشاري الصحة النفسية يقول: من أكثر المفاهيم المتوارثة في مجتمعنا ان المرأة خلف الرجل والدليل وراء كل رجل عظيم امرأة وليس بجانب كل رجل عظيم امرأة رغم أنها جملة بسيطة في كلماتها لكن الأثر الذي ترك في عقول المجتمع ان المرأة هي مساعدة او سكرتارية لكن في الحقيقة هي داعم وشريك حقيقي في حياة الرجل، وهذا الكلام له أثر علي مفاهيم كثيرة تناقلها الوعي الجمعي وكلها خاطئة للأسف مثل ان الزوجة دورها اقل اهمية من دورالزوج وبالتالي رأيها غير مهم ورغبتها لا تؤخذ بعين الاعتبار وأن مبدأ السمع والطاعة هو الأساس في التعامل بينهما، وهنا قبل ان نعرف الزوج واجباته لابد ان تعلم الزوجة حقوقها وأنها لها حقوق مثلها مثل زوجها في التعبير عن ذاته وأنها لها الحق في التعبير عن نفسها، وأنها قد بلغت من العلم والثقافة ما يجعل رأيها احيانا قرارا قويا ورائعا وصائبا ،وأبسط دليل علي ذلك في مواقف كثيرة كان رسول الله يأخذ برأي زوجاته دون التحقير او التهميش من آرائهن، والدليل ان الأمر ليس أمرا عابرا اومواقف فردية نادرة في حياتهن لكنها هي في الأصل مكنتهن من التعبير عن رأيهم دون الشعور بخجل أو ضعف ودون ذرة تردد كن يتحدثن للرسول الكريم وهن مقونات بان من حقهن التعبير وهناك بعض الزوجات يخطئن حين يجدن أزواجهن قد وصلوا إلي مناصب كبيرة يحاولن جاهدات لفت أنظارهم بالتنازل عن الكثير من كيانهين وشخصيتهين حتي لايتركها ويعجب بأخري في اي بيئة اخري، هذا التصرف للأسف ينم عن ضعف كبير للزوجة في تقدير الذات وعن رصيد كبير من القلق والمخاوف تعتري الزوجة لذا لابد ان تعرف المرأة ان الرجل لا ينجذب فقط للشكل وإنما ايضا للشخصية والثقة بالنفس ولذا يجب ان يكون تركيزها منصبا علي شخصيتها وحضورها وأنها ليست في حاجة ان تتنازل حتي تثبت شيئا لزوجها او انها تريد الحفاظ عليه لأن ببساطة قد يكون هذا هو السبب وراء ان يعجب بغيرها ولأن ذلك سوف يساعدها علي اثبات شخصيتها ووجودها بين أبنائها ويصبح لها حضور قوي بينهم قد تظن بعض الزوجات ان الشخصية المتكبرة او بمعني آخر النرجسية قد تكون في جينات الرجل لكن هذا غير صحيح فهي صفة مكتسبة ناتجة عن اخطاء في التربية او ناتجة عن سلسلة من التجارب والمواقف التي مر بها الرجل وقام بمعالجتها بشكل خاطئ أدي إلي ان يتحول لشخص متكبر.. والعلاج الحقيقي الذي ساعد علي إنجاح أسر كثيرة بعد الاستشارات النفسية يكون متمحورا حول الزوجة والتركيز علي شخصيتها وثابتها وتغذيتها لزيادة تقديرها لذاته وليس لأي سبب آخر ولا ننسي ان تقبل الاختلاف لا يعني ان وجهة نظر الزوج اكثر اهمية عن زوجته اهمية او العكس وإنما علي الزوجين ان يتقبلا الاختلاف حتي لاتصاب الحياة الزوجية بالإحباط واليأس من عدم اتفاق الزوجين في كل شئ وهذا التقبل نوع من التنازل الجميل بين الزوجين فقد يتمسك الزوج بأفكاره وآرائه ونظرته للأمور، وفي نفس الوقت يبدي الاحترام والتقدير والتفهم لرأي زوجته ويكون التنازل عن بعض القناعات أو الأفكار بين الزوجين ما لم تمس الثوابت شيئا مهما اذا كان هذا سيوصل الأسرة لبر الأمان.