الطيبة الشديدة و»الجدعنة» و»الحمشنة» أيضا أهم ما يتميز به أهل ميونخ عاصمة ولاية بافاريا بالجنوب الألماني.. مثلهم ككل أبناء مدن الجنوب، لدرجة أن الألمان يُطلقون عليهم »الدعابات» التي تنم عن تلك الصفات الجميلة علي طريقة »بلدياتنا» في مصر!! وميونخ ثالث أكبر مدن ألمانيا من حيث السكان، يبلغ تعدادهم نحو مليون و500 ألف نسمة، وهي تشكّل إحدي أغني مدن أوروبا، فبها مقرات لعدد من أضخم الشركات والمصانع الألمانية للسيارات والصناعات الكهربائية والاتصالات والمركبات الثقيلة، وهي أيضا مركز للموضة وللثقافة والأدب وفيها مئات المتاحف والمعارض الفنية، والقصور الأثرية والكنائس،وعشرات المسارح وقاعات الموسيقي ويوجد بها مقرات لنحو 9 محطات للإذاعة والتليفزيون وحوالي 350 دارا للنشر. وهناك شهران في السنة.. لن تجد لقدمك فيهما موضعا علي الأرض لو زرت خلالهما المدينة.. الأول في الخريف من كل عام، وهو ما يُعرف ب»مهرجان أكتوبر» الذي يُعد أكبر مهرجان شعبي يقام بالشوارع علي مستوي العالم.. والثاني نهاية الشتاء، وتقريبا في منتصف فبراير وهو مؤتمر »ميونخ للأمن» الذي يحتفل هذا الشهر بعيده ال 56، والذي وصفته جامعة بنسلفانيا الأمريكية بأنه أخطر وأهم مؤتمرعلي المستوي الدولي. وبررت الجامعة تلك الأهمية بأنه ليس فقط مؤتمرا عاديا للأمن، ولكنه منصة فريدة من نوعها، تُعد المكان الوحيد »ربما»، الذي تجتمع فيه أعداد كبيرة من ممثلي الحكومات، بما فيها المعادية لبعضها البعض!. والأهم هي الإمكانية التي يوفرها المؤتمر للتواصل بشكل »غير رسمي» في ردهات الفندق العتيق الذي يشهد الجلسات وتبادل الآراء داخل الغرف المغلقة، واطلاق بالونات الاختبار ورسم الخطوط الحمراء، وتبادل الأفكار لحل النزاعات، كما يضم كبار الشخصيات الدولية في مجالات الأمن و»الاستطلاع» وهي الكلمة »المُخففة» لمعني النشاط الاستخباراتي، بجانب رجال السياسة ومكافحة الارهاب. من هنا.. وفي ظل قيادة مصر للاتحاد الإفريقي في 2019 أتمني توجيه الدعوة لأمانة »مؤتمر ميونخ» لعقده استثنائيا خلال سبتمبر بشرم الشيخ بالتبادل مع »المؤتمر الأم» في ألمانيا.