ينتابني شعور بأن حلمي وحلم كل المصريين في امتلاك سيارة مصرية بدأ يتحسس طريقه في الخروج الي النور ، ولما لا ومصر لديها المقومات لاقامة صناعة وطنية كاملة وظروفنا الاقتصادية والسياسية مهيئة الأن بشكل كبير ، وما جعلني أستبشر خيرا هو زيارة الفريق رضا حافظ وزير الانتاج الحربي لمصنع النصر للسيارات مع وفد من لجنة النخبة البشرية بمجلس الشوري برئاسة عبدالعظيم محمود ، وأثمرت الزيارة عن انطباع جيد لقدرة مصانع الشركة علي الانتاج بعد التطوير وضخ استثمارات مالية قوية سواءا من الداخل أو بمشاركة أجنبية ، والأهم هو استعداد وزارة الانتاج الحربي علي ضم الشركة اليها واعادة تشغيلها بسواعد مصرية . سعادتي كبيرة بهذه التطورات فقد أعطي لي شعور بأن كل ما أكتبه في هذا الشأن طوال الأشهر الستة الماضية ومنذ توليت رئاسة تحرير أخبار السيارات لم يذهب هباءا ، فهناك أذان صاغية ومسئولين لديهم هذا الحس الوطني الذي نشتاق اليه ، وفي عدد فبراير الحالي من مجلة السيارات أنشر الرسالة التي تلقيتها من الدكتور عادل جزارين الرئيس الأسبق لشركة النصر للسيارات ،والمتحمس لأفكاري ، والرسالة بها المذكرة التي أرسلها الي المسئولين المصريين عن كيفية تحقيق هذا الحلم ، داخل شركة النصر ، وأيضا كتاب " لقطات من حياتي " أربعون عاما من الصناعة في مصر "، والرجل أطال الله في عمره لديه من الأفكار الشابة والدافع القومي ما يجعله متحمسا لأفكارنا المتشابهه ، ولن أيأس في الكتابة عن هذا الحلم حتي يري النور علي أرض الواقع . ولكي نبدأ أولي الخطوات ، يجب الاستعانة بخبراء وطنيين لديهم من الفكر والخبرة لتنفيذ الهدف دون اللجوء لخيارات أخري يمكن أن تخدم مصالح أشخاصا أو مجموعات وليس وطنا ، فالقضاء علي شركة النصر كان مخططا له والمنتفعين كانوا متربصين ، ولكن الحمد لله نجت الشركة من مذبحة بيع القطاع العام ، ومازالت تحتفظ بمصانعها ، واذا كنا بحاجة للتكنولوجيا العالمية والاستثمارات الأجنبية فيجب أن تكون الشراكة الجديدة مع المستثمر الأجنبي أوالشركات المتخصصة ملزمة بالتصنيع الكامل ، وليس تجميع كما هو حادث الأن ، مع الوضع في الاعتبار شروط المنافسة للتصدير الي خارج مصر ، ولدينا تجربة ايران التي أخذت تصميم كيا برايد من الشركة الكورية ، و السيارة سمند الايرانية من شركة بيجوالفرنسية و قامت بتصنيع كلتا السيارتين في ايران وصدرتهما للخارج . بعد غد يعقد اجتماعا للجمعية العمومية للشركة القابضة للصناعات المعدنية المسئولة عن إدارة مصنع النصر للسيارات وأتمني أن يكون عرسا لوقف قرار تصفية المصنع و دراسة خطوات تنفيذ إعادة تشغيله مرة أخري حتي تكون بداية النهوض بالصناعة الوطنية وإتاحة فرص عمل للمواطنين ، ونكتفي باجتماعات المآتم العمومية التي كانت تصفي فيها الشركات وتباع معدات المصانع خردة !. مصر دولة كبيرة وعظيمة أعيدو لها مجدها ، ليكون نهاية عصر المصالح الشخصية ، ومافيا السوق ، فما أحوجنا للعقول الوطنية المخلصة ، مصر ملكا لنا وللأجيال القادمة فلا تتخلو عنها أبدا !!.