بين جنبات معرض الكتاب تكمن قصص وحكايات عديدة، ورحلات بحث عن تلك العناوين الجاذبة التي قرأ عنها عشاق المعرفة ولم يلتقوا بها وجها لوجه، وحيث إن كثيرا منها صادر في بلاد تفصلنا عنها المسافات البعيدة، يعتبر المعرض محطة لقدوم هذه الإصدارات، وفرصة لاستقبالها في بلادنا، ومكانا للقاء قد يطول انتظاره، ولذلك يعد القراء وفي مقدمتهم المفكرون والمبدعون قائمة بالكتب التي يخططون لاقتنائها في المعرض، ولكن كم من مناسبات سعيدة تحدث بين جنبات هذه النافذة المطلة علي ثقافات العالم، حيث يعثر الباحثون فجأة علي عناوين أخري باهرة لم تكن في حسبانهم، ويفاجأون أثناء تجوالهم بكنوز علي الأرفف، لم يتوقعوا رؤيتها، فيقررون تغيير خططهم واقتناءها بدلا من العناوين التي جاءوا لشرائها، وفي السطور التالية نتعرف علي هذه المناسبات السعيدة لدي عدد من المفكرين والأدباء الذين صادفتهم مثل هذه الأحداث الرائعة.. في البداية يقول الشاعر الكبير أحمد سويلم: عثرت بالمصادفة علي كتاب اسمه »مصر ولع فرنسي» لروبير سوليه ترجمها لطيف فرج، والكتاب يحكي عن مصر بعيون فرنسية حيث يتعرف روبير علي تاريخ الحضارة المصرية، ويتحدث عن فترة دخول الحملة الفرنسية إلي مصر، وكيف كانت علاقة الفرنسيين بالمصريين بأسلوب كأنك تقرأ رواية. بينما يقول رائد أدب الخيال العلمي الأديب د.رؤوف وصفي: اكتشفت طبعة قديمة من أحد مؤلفات الأديب والعالم الراحل د.عبد المحسن صالح، ويحوي أسئلةعلمية مهمة، وكنت قد اقتنيت أعماله الكاملة إلا هذا الكتاب الذي عثرت عليه مصادفة. ويقول الأديب د. محمود عبد الغني: المصادفة لعبت دورا عظيما في جولاتي بالمعرض منها حين وجدت رواية »ببغاء فلوبير» لجوليان باريس، وهو أديب إنجليزي وأحد البارزين في مدرسة الحداثة، وهو يخوض الكتابة التجريبية بشجاعة، وتعتبر تك الرواية الأكثر تجريبا، والمصادفة الثانية عندما عثرت علي كتاب »الجنس الآخر» لسيمون بفوار، وكان هذا العمل ناقصا في مكتبتي، وكنت سعيدا بأنني وجدت الترجمة الكاملة لهذا العمل، ومرة أخري صادفت رواية »الدم البارد» للأديب الأمريكي ترومان كابوتي التي تعتبر أحد أفضل الأعمال الإبداعية المستوحاة من حدث واقعي. وتقول الأديبة ضحي عاصي: كتب كثيرة بالنسبه إلي، أعتبرها كنزا بعد قراءتها غالبا، من اهم الكتب: »نساء يركضن وراء الذئاب» ترجمة مصطفي محمود وموسوعه »فلسطين» ترجمة بشير السباعي. وتقول الأديبة أماني خليل: وجدت بالصدفة كتاب »حياتي» وهو مذكرات راقصة الباليه الأمريكية ايزادورا دانكان، وسبق أن رأيت فيلما بطولة فنيسيا ريد جريف مأخوذا عنها، وأعتبره الكتاب الأروع في مكتبتي، فهي فنانة وراقصة بارزة، وحالة إنسانية فريدة تؤرخ لفترة مهملة في التاريخ الأمريكي. وتوضح الأديبة سلمي أنور قائلة: اكتشاف الأعمال الكاملة لمحمود درويش كنز، وكذلك نصوصه تجعلك تعرف نفسك، فمفرداته التي تعبر عن رؤيته لنفسه وللعالم والحرية والمقاومة بالغة الروعة. فيما تقول الأديبة نورا ناجي: وجدت كنزا هو الأعمال الكاملة لسامي السلاموني لأنها غير متوافرة ونسخها محدودة جدا، حيث رشحها إلي الأديب الكبير الراحل د. أحمد خالد توفيق فهو يراها أفضل مقالات نقدية عن الأفلام المصرية والعربية في الستينيات والتسعينيات من القرن الماضي بأسلوب ساخر ورائع. وتقول الأديبة د.سالي مجدي: لي تجربة محفورة في الذاكرة تتعلق بمعرض الكتاب حيث وقفت عند روايات مصرية للجيب لأجد سلسلة حديثة للأديب د.أحمد خالد توفيق جذبتني لسبب ما، وشعرت انها ستكون مميزة، فاقتنيت منها الأعداد السابقة، وبدأت أقراها، بانبهار، وشعرت أنني أتمني أن أصير في يوم ما أديبة بسبب تلك السلسة القصصية التي أدمنتها، وصرت اقتني عددها فور صدورها. وفي الختام يقول الأديب أحمد صابر: عثرت بالصدفة علي رواية »حكاية خادمة» للأديبة الكندية مارجريت اتودد، في جناح صندوق التنمية الثقافية، والرواية من الإصدارات القديمة للمركز القومي للترجمة، وكنت أبحث عنها منذ فترة طويلة، ووجدت في المعرض نسخا قليلة منها، وتدور الرواية عن أوفريد، الخادمة التي تعيش في مجتمع يحكمه رجال الدين، بعد استيلائهم علي السلطة في الولاياتالمتحدةالأمريكية.