السائق الشهم اثناء تكريمه التكريمات تتوالى على البطل الشاب .. وتشجيع المواطنين على التصرف بايجابية ببراءتها المعهودة وابتسامتها التي لا تفارق وجهها، وقفت الطفلة الجميلة "حلا" أمام سوبر ماركت أسفل منزلها، وكأن القدر لعب دورا كبيرا لتأخيرها. ظلت تلعب وتنظر على الطريق لفترة بسيطة، حتى انشقت الأرض، وخرج هذا الذئب البشري. بدأ يلعب معها، ويبتسم لها ابتسامة عريضة صفراء، وفجأة انقض عليها فى هدوء ووضع منديل على أنفها لتفقد الطفلة وعيها للحظات وبعدها هددها بمطواة ليضمن عدم استغاثتها وصراخها. بسرعة استوقف سائق تاكسي، وهنا بدأت رحلة خطف ومحاولة اغتصاب طفلة بريئة وربما قتلها فيما بعد و لكن ذكاء وشجاعة سائق التاكسي منعا هذه الجريمة البشعة. وإليكم تفاصيل ماحدث. حلا طفلة جميلة نشأت فى أسرة متواضعة، الأب يعمل رئيس أمن فى شركة تابعة للمقاولون العرب، لها 3 شقيقات، كانت تلعب بكل براءة أمام منزلها بعد أن استأذنت والدتها للذهاب لشراء قطعة حلوى من المحل التجاري أسفل المنزل، لم تكن تعلم أن هناك ذئب بشري يرصد تحركاتها البريئة، عيناه لم تكن تفارق الطفلة حلا، قدماه تتحرك فى بطء دون أن يشعر به أحد، فجأة قفز أمام الطفلة، ظل يداعبها فى صمت، وببراءة شديدة كانت الطفلة تنظر له بابتسامة صافية وبريئة، فهى لم تكن تعلم مايدور فى خاطره ناحيتها ومايكمنه لها هذا الرجل داخل قلبه من شر وأذى ناحيتها، فهى بريئة لا تعرف كل هذا الكم الكبير من الأذى والشر فى نفوس أمثال هذه النوعية من البشر الذين يهون أمامهم كل شيء من أجل الشهوة والمال دون التحكم فى مشاعرهم، وشهواتهم، لم يرد بخاطرها وتفكيرها أن هذا الرجل يخطط لجريمة ناحيتها، يتعقب خطاها من أجل خطفها واغتصابها وقتلها بعد ذلك، ولكن القدر كان رحيما بها عندما أنقذها سائق تاكسى من محاولة خطف وتم ضبط خاطفها. "أخبار الحوادث " التقت بالشاب محمود الذي أنقذ الطفلة "حلا" داخل منزله بقرية نفيشة بمحافظة الإسماعيلية، ليروى تفاصيل الواقعة قائلا:" الواقعة بدأت بأن أحد الأشخاص استوقفه لتوصيله لمنطقة مجاورة لإدارة المرور، وفور ركوبه شعر بخوف الطفلة التي لم يتجاوز عمرها 8 سنوات.. يقول محمود: »دار بيننا حديث وقلت له إوعى تقول إنها بنتك لأنها مش شكلك خالص، فقالي دي بنت المهندس اللي شغال معاه، ووصف لي مكان قالي إنه مقر سكنه. نزلته عنده وراقبته من بعيد ووجدته أخذ الطفلة ودخل بها منطقة الجناين عند الجامعة الجديدة، وبعد كده تحرك بها عند بوابة المرور، وبعدها تحرك بها على بعد 500 متر من مدرسة السلام الإنجيلية. واكتشف محمود كذب الرجل فترجل من سيارته وطلب من شخصين مساعدته فخشيا وجود سلاح معه واتفقوا على نجدته حين يطلب منهما. يقول: "توجهت إليه وكان ينظر لي بحذر وترقب وحينما شاهدني بادر بضرب الطفلة في صدرها وفر هاربا، وجريت وراه وتمكنت من ضبطه وساعدني بعض الأهالي وطلبوا الشرطة، وتوجهت لقسم الشرطة، برفقة الطفلة وحضرت والدتها، وبدأت تحكى اللحظات الأخيرة لابنتها وأن هذا المتهم خطفها من أمام البيت بعد تهديدها بالسلاح الأبيض وطلب منها استقلال التاكسي دون التحدث أو الصراخ والاستغاثة بأحد حتى لا يطعنها بالمطواة فى بطنها وذبحها ثم الهرب، ولأنها طفلة صغيرة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، انساقت خلفه فى صمت واستقلت سائق التاكسي ويسيطر عليها احساس بالرعب والفزع والخوف من المجهول". وجه السائق الشجاع والشهم رسالة، رسالة لكل أولياء الأمور والأمهات بعدم ترك أطفالهم يسيرون وحدهم وضرورة الحظر ومرافقتهم، لأن هناك "ولاد حرام" وفقا لوصفه لهم، ووجه الشكر للواء محمد على حسين، مدير أمن الإسماعيلية، الذي اتصل به وشكره ووعده بالتكريم، مؤكدًا أن ما فعله واجب على أي شاب، مطالبا الشباب وأى مواطن بترك السلبية في التعامل مع أي موقف يحتاج تدخله لإنقاذ إنسان. ويؤكد أن أسرة الطفلة حلا شكرته على ما فعل وتربطه بالطفلة علاقة طيبة وقدم لها هدية بمناسبة العام الجديد واعتبرها أخته. قال محمد زكي، والد الطفلة «حلا« بأنها نزلت يوم الحادث لشراء بعض احتياجاتها من "السوبر ماركت" أسفل العقار الذي تقطن فيه، وتقابلت مع المتهم الذي أخبرها بأنه صديق والدها، وعندما أمسك بها هددها بالقتل. وأضاف «زكي» أن المتهم رش كمية من المخدر على وجه الطفلة واستقل بصحبتها تاكسي، موضحا أن سائق التاكسي أنقذ الطفلة من القتل. وتابع: «الطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات ولديها 3 شقيقات وهم دينا معيدة بكلية العلوم جامعة سيناء وداليا طالبة بكلية الهندسة ومى طالبة بالثانوية العامة، مضيفا، أصيبت حلا بحالة انهيار بسبب الموقف الذي تعرضت له، ونسعى لإخراجها من الصدمة» موجها الشكر لسائق التاكسي على إنقاذ الطفلة. وأكد أن المتهم استقل التاكسي، وعندما سار به مسافة سأله السائق: «أنت رايح فين بالطفلة فقال له: أنا بواب العقار الذي تقطن فيه وكنت بأجيبها من المدرسة ولكن السائق شك في المتهم وعندما نزل من التاكسي في إحدى المناطق النائية تتبعه فاكتشف أن الطفلة تعرضت للخطف فهاجم المتهم وأنقذ الطفلة بعد مشاجرة وقعت بينهما. كما استقبل الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة الإقتصادية العامة لمنطقة قناة السويس محمود سيد أحمد مرسي الشاب الذي أنقذ الطفلة حلا من الاختطاف، وألقى القبض على المتهم وقدمه للشرطة بمساعدة بعض المواطنين، وأصر على تسليم الطفلة بنفسه لوالدتها. وتقديرًا لموقفه الشاب صدق الفريق مهاب مميش على تعيينه بالهيئة، قائلاً "إنه لشرف للهيئة أن تضم بين العاملين بها رجلا يتمتع بالشهامة والرجولة المصرية الأصيلة، لأن ما قام به ليس حماية لطفلة بريئة فقط، ولكنه حمى مصر كلها متمثلة في هذه الطفلة". وأكد الفريق مميش، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، يؤكد دومًا على ضرورة تقدير هذه النماذج المشرفة وإعطائها فرصة للحياة الكريمة، ليكونوا قدوة لباقي الشباب، وأن مصر تقدر من يخدمونها بإخلاص وشرف. وتقديرًا لدور المرأة المصرية، التي أنجبت وربت هذا البطل، كرم الفريق مهاب مميش والدة البطل، ومنحها درع قناة السويس الجديدة. وأعرب محمود سيد أحمد، عن سعادته التي لا توصف بهذا التقدير، مشيرًا إلى أنه كان حلم حياته أن يشرف بالانتساب إلى أسرة العاملين بهيئة قناة السويس لما يمثلونه من قيمة كبيرة، وأنهم نموذج للوطنية والإخلاص والفداء. من جانبها، وجهت والدة البطل، الشكر للفريق مهاب مميش على سرعة استجابته لأمنية محمود، وموافقته على إلحاق ابنها بالعمل بالهيئة وتكريمها بدرع قناة السويس.