"الخال والد" هذا المثل الشهير يطلق علي شقيق الأم الذي يعد بمثابة الأب الثاني لكن في هذه الواقعة ضرب الخال بهذا المثل عرض الحائط وقرر التخلص من نجل شقيقته بعد أن وصلت الخلافات العائلية بينهما لطريق مسدود حتي ينهي الخلاف تماماً فقتله بمطواة كانت بحوزته لكنه وقع في قبضة رجال المباحث في أقل من 24 ساعة. المجني عليه في هذه الواقعة دفع حياته ثمناً للخلافات بين شقيقه الأكبر وخاله والذي يعد في نفس الوقت زوج حماة شقيقه فالأحداث لم تكن وليدة اللحظة لكنها مبنية علي تراكمات منذ شهور بين محمد الشقيق الأكبر للمجني عليه محروس وخاله مصطفي الذي يعمل عربجي ويقيم بمنطقة كوبرى الرباط بالمحلة حيث أن محمد متزوج من ابنة زوجة خاله منذ عام تقريباً وبعد الزواج بدأت الخلافات بينه وبين خاله أو زوج حماته وبعد عدة أشهر من الزواج دخل محمد السجن لتورطه في احدى القضايا وأوصي شقيقه محروس بأن يراعي زوجته خاصه انها في فترة الحمل ووجدها الخال فرصة لقطع الصلة تماماً لكن محروس كان العقبة الوحيدة أمامه وحاول خاله أن يمنعه أكثر من مرة من الذهاب للمنزل لكنه كان يأبي ويصر علي الذهاب مراعاة لظروف شقيقه المحبوس حسب وصيته. وفي يوم الحادث قام محروس بزيارة شقيقه في محبسه والذي طلب منه أن يذهب لزوجته وان يصطحبها للدكتور للكشف عليها لمتابعة الحمل وشراء العلاج المطلوب ورغم تحفظ محروس بسبب تصرفات خاله لكنه توجه لزوجة شقيقه واصطحبها للطبيب واشتري لها العلاج دون علم خاله ثم عادا للمنزل حيث كانت والدتها تنتظرهما بشقة ابنتها وفور علم خاله بوجوده بالشقة أتى من شقته ونادي عليه ودار بينهما نقاش حاد ومشادة وعاتبه على اصراره على مساعدة زوجة شقيقه قائلاً له " إيه اللي جابك هنا مش عايزين منكم حاجة " فرد عليه محروس قائلاً " عيب يا خالي أنا في بيتك " لكن الخال لم يعي هذه الكلمة وتطور الأمر لمشاجرة واستل المتهم على إثرها مطواة من بين طيات ملابسه وقام بطعن المجني عليه عدة طعنات في الرأس والجسد فسقط على الأرض مغشياً عليه وسط بركة من الدماء بينما فر المتهم هارباً وقام الجيران بنقل المجني عليه لمستشفى المحلة العام بين الحياة والموت. تم علي الفور اخطار اللواء طارق حسونة مدير امن الغربية وانتقل رجال البحث لمكان الواقعة للمعاينة وتم تشكيل فريق بحث تحت اشراف اللواء السعيد شكري مدير ادارة البحث الجنائي بقيادة العقيد وليد الجندي رئيس فرع البحث بالمحلة وسمنود والمقدم أحمد العايدي وكيل الفرع والرائد أحمد عبد الشافي رئيس وحدة مباحث قسم ثان المحلة الكبرى وتوصلت التحريات أن المدعو مصطفى م ت وشهرته مصطفى قدريه 50 سنه "عربجي" ومقيم بكوبري الرباط بثان المحلة الكبرى وراء الحادث وتم اعداد عدة أكمنة لضبطه بعد التحري حول الأماكن التي يتردد عليها والتي يمكنه الاختباء بها وتمكن رجال البحث الجنائي من ضبطه قبل مرور 24 ساعة علي ارتكابه الواقعة وبمواجهته اعترف بجريمته وبعرضه علي النيابة العامة قررت حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق وتم تجديدهم 15 يوماً أخرى . "أخبار الحوادث" التقت بأسرة المجني عليه محروس حيث يسرد والده أكرم محمد البواب " مقاول سباكة " تفاصيل ما حدث قائلاً أن نجله مات بدون ادني ذنب ارتكبه غير أنه تدخل لمساعدة شقيقه مضيفاً أنه كان يعمل في مهنة السباكة منذ حصوله علي دبلوم التجارة وكان يعمل ليل نهار ويجتهد من أجل تكوين مستقبله وتحقيق حلمه بالزواج والاستقرار لكنه في نفس الوقت كان سخياً ولم يبخل علي أحد بالمساعدة خاصة شقيقه الأكبر محمد الذي تزوج منذ عام تقريباً من ابنة زوجة خاله رغم رفضنا اتمام تلك الزيجة مضيفاً أنه يوم الحادث تلقي اتصال هاتفي من أحد أصدقاء محروس يخبره أنه مصاب في المستشفى بعد مشاجرة مع خاله فأسرع مهرولاً للمستشفى لزيارته فوجده بين الحياة والموت فامسك يده وتحدث مع نجله الذي كان يبادله الحديث بصعوبة وأنهي كلامه وحياته كلها قائلاً لوالده "سامحني يابا " فانخرط والده في البكاء ثم لفظ المجني عليه أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته .