قليلاً ما تنتابني هذه الحالة من زحمة الأفكار وتسابقها علي احتلال مساحة هذا المقال، هل أتناول مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي في نسخته الخامسة الذي انعقد في الأسبوع الماضي، أم الإطلالة المفاجئة للرئيس السابق حسني مبارك التي أثارت جدلاً واسعاً، أم حكاية التابلت المدرسي وإجبار أولياء الأمور علي استلامه كعهدة يؤدي تبديدها أو فسادها بهم إلي السجون، فلتكن شذرات عن كل موضوع.. بضعة سطور قد تفي بالغرض. مؤتمر أخبار اليوم وأبدأ بتسجيل تحية لداري الحبيبة وربان سفينتها ياسر رزق الذي قرر أن يحوّل دار أخبار اليوم من مجرد دار صحفية عريقة وناجحة تكافح بضراوة من أجل البقاء كشقيقاتها من دور الصحافة المطبوعة لتصبح واحدة من أهم خلايا التفكير في مصر؛ تضارع مثيلاتها في العالم المتقدم من ال Think tanks التي تقوم بدور مهم في مساعدة القيادة السياسية علي توجيه دفة القرارات السياسية والاستراتيجية بتقديم توصيات الخبراء والمتخصصين ورؤيتهم المستقبلية لتنمية الأوطان. ويتواصل الدور المجتمعي لأخبار اليوم الذي وضع لبنته الأولي الراحل العظيم صاحب الدار ومؤسسها الأستاذ مصطفي أمين بتأسيس مشروعات تكافلية إنسانية تتصل اتصالاً وثيقًا بمصالح الناس كليلة القدر ولست وحدك وعيد الأم. نظام خلايا التفكير تتبعه الدول الكبري في رسم استراتيجياتها عبر الاستعانة بالمنتديات ومراكز البحوث في المجالات المتنوعة. ويأتي تنظيم المؤتمرات التي تنتهي بتوصيات مهمة ترفع للرئيس واحداً من الأنشطة التنموية لداري الحبيبة. كم أنا فخورة بالانتماء لها. إطلالة مبارك لا يقل ظهور الرئيس السابق حسني مبارك في محكمة الجنايات للإدلاء بشهادته في قضية اقتحام السجون إبان ثورة يناير إثارة عن إفاداته الكثيرة التي أدلي بها. قليلون من أنصاره هم الذين استطاعوا الرد بصوت خافت علي حملة الهجوم والتهكم التي غزت السوشيال ميديا وصاحبت ظهوره بين ولديه في المحكمة صالباً طوله علي عكس صورته السابقة أيام محاكمته محمولاً علي سرير من المشفي الذي نزل به أيام محبسه، وصمتت أصوات المحسوبين عليه حتي عن الكلام المباح. هل كان مرضه تمثيلية لاستدرار التعاطف؟ هل تجوز شهادته قانوناً وهو المدان قضائيًا في بعض القضايا؟ كيف سمح بتسلل 800 حمساوي عبر الحدود المصرية استطاعوا إرباك الدولة وهدم أجهزتها؟ وهل طلبه الإذن من الرئيس بكشف الأسرار دليل علي أنه رجل دولة حقاً مقارنة بالمعزول القابع وراء الأسوار، أم أنها تمثيلية جديدة يراد بها تجميل صورته؟ هل يمكن النظر إلي رأيه في ثورة يناير علي أنه شهادة للتاريخ، أم أنه إنكار لخطاياه بعناده المعروف ومحاولة اقتصاص ممن أجبروه علي التنازل عن الحكم واستفزاز لهم بتجاهل الملايين الغفيرة التي خرجت عليه وتحريض عليهم بتصويرهم وكأنهم جميعاً من الإخوان؟ يا الدفع.. يا الحبس يبدو أن وزير التعليم يصر علي استفزاز أولياء الأمور وتهديدهم باعتبار التابلت المدرسي عهدة يتحمل الطالب أو بالأحري ولي أمره تسديد ثمنه في حالة ضياعه، أو تحمل تكاليف إصلاحه لو أصابه العطب وإجبار الأهالي علي التوقيع والإقرار بذلك. معروف قانونًا أن ضياع التابلت يعتبر تبديدًا قد يؤدي بصاحبه إلي السجن شأنه شأن قضايا الغارمات. ويتمادي الوزير في تهديده لمن يرفض استلام التابلت بعدم تمكنه من أداء الامتحان الإلكتروني وأن عليه البحث عن طريقة يحصّل بها دروسه. طيب يا سيادة الوزير مادام الحل متوفراً وجاهزاً في ذهنك هكذا فلماذا الإثقال علي خلق الله أم أن العكننة مزاج عندك؟ لماذا لا تحذر من يفقد التابلت أو بالأحري علي من يبيعه (كما تفكر في قرارة نفسك) لن يتمكن من أداء الامتحان الإلكتروني وسيكون عليه أن يبحث عن وسيلة أخري؟ ساعتها سيكون الأهالي هم أحرص الناس علي عدم ضاع التابلت وعلي صيانته وإلا سيضطرون لشراء غيره ليتمكن أبناؤهم من مواصلة تحصيل العلم. ولماذا يكون الحصول علي التابلت المدرسي إجبارياً ألا يحتمل أن يتمكن بعض الأهالي من توفير تابلت أرخص من التابلت بتاعك، ولن يتطلب الأمر سوي إعداده وضبطه علي شبكة المدرسة؟ ثم هل تمكنت معاليك من توفير أجهزة لكل طلاب مصر؟.