قمة السعادة والقلق أيضا، حينما تنتظر ولادة حفيدك أو حفيدتك، وسلامة ابنتك، بعد تسعة شهور من فرحة الانتظار والترقب، لكن عندما تري الخوف في عيون طبيبك وهو يربت علي كتفيك بابتسامة مشوبة بالقلق.. مبروك الأم بخير، لكن الطفل في حاجة ضرورية لحضانة، ثم يضغط علي فكيه وهو يمرر الكلمات بحزم، الآن وفوراً. يصاب الجميع بالارتباك، وتنقبض الفرحة إلي حين، ويجند الشباب للبحث عن حضَّانة.. القطاع الخاص يوفرها بمبالغ »تقطم الوسط»، والبحث في مستشفيات وزارة الصحة والجامعية يفقدك الأمل في الحصول علي حضَّانة لأنها بلا استثناء ملأي بالأطفال المبتسرين وحديثي الولادة.. بعد عناء ومعاناة أفاض علينا الكريم جل وعز بحضَّانة بمستشفي أبوالريش المنيرة التي استقبلت حفيدتي »مريم» وهي تعاني من ارتفاع كبير في »الصفرا». بالمستشفي أربع وحدات للأطفال المبتسرين تقوم علي العناية بهم ورعايتهم أ.د.زهراء عز الدين رئيس قسم المبتسرين وحديثي الولادة وبمعاونة طاقم تمريض تستحق الإشادة والشكر، خاصة إذا علمنا أن سعة الحضَّانات في 2015 كانت 23 حضانة بلغت في 2018 وبفضل مجهودات أ.د. زهراء ومعها متبرعون أفاضل 53 حضانة.. مرت الأزمة بسلام وعادت الحفيدة بموفور الصحة.. لكن يبقي أن نؤكد علي أن المستشفي في حاجة إلي دعم رجال الأعمال الشرفاء وأصحاب الأيادي الكريمة التي تعشق الإنفاق في سبيل الله.. مستشفي أبوالريش المنيرة يسعي إلي إنشاء وحدات جديدة للأطفال المبتسرين وحديثي الولادة، وتوفير حوافز مالية لأطقم التمريض التي تسهر ليل نهار علي رعاية أطفالنا وفلذات أكبادنا بعيداً عن حضانات القطاع الخاص التي لا يلجأ إليها إلا المضطرون والأغنياء.