أعتقد أن واحدة من القرارات الهامة التي اتخذتها د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، هو القرار الخاص بالاحتفال بالفائزين بجوائز الدولة في مختلف فروعها، التي تم الإعلان عنها منذ شهور. الأهمية من وجهة نظري، أن ما كان يتم لسنوات طويلة سابقة، لا يتناسب مع قيمة هذه الجوائز واسمها، باعتبارها جائزة الدولة المصرية لمبدعيها، أيا كانت الآراء حول أسماء فازت بها ونري أنها غير جديرة بذلك، فهو أمر لا يتطرق إلي جوهر أهمية وقيمة هذه الجوائز، بل إن الانتقادات في جزء منها، تأكيد لأهميتها عبر مسيرتها الطويلة، التي خضعت خلالها لتغييرات كثيرة ، سواء في طريقة منحها، أو في عددها، وكذلك في قيمتها المالية، التي تضاعفت كثيرا في السنوات الماضية، كما تم إضافة جوائز جديدة، فبعد أن كان لدينا لسنوات طوال الجوائز التقديرية والتشجيعية، أضيفت جوائز التفوق، وهذه منحت لأسماء، ربما كان من الطبيعي أن تفوز بالتقديرية، لكن طريقة الترشيح ، وهي أن تتم عبر جهة من جهات الترشيح، حجبت أسماء عديدة، بعض هذه الأسماء تنفس من خلال جوائز التفوق، التي يسمح فيها بأن يتقدم المترشح بنفسه، بالإضافة إلي حق الجهات في الترشيح، مما أعطي مساحة لفوز أسماء رشحت نفسها في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية. ومن ضمن التغييرات التي شهدتها الجوائز عبر مسيرتها، أن أضيفت جائزة مبارك في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وهي الجائزة التي تغير مسماها لجائزة النيل بعد ثورة يناير 2011، وفي الدورة الماضية حدث تغييرا في جائزة النيل، بإضافة جائزة النيل للمبدعين العرب، وشهد هذا العام – أيضا – تغيرا في طريقة المنح، حيث تم الاختيار من القائمة القصيرة، التي تقدمت بها لجان الفحص. كل ما ذكرته خطوات هامة نحو نزاهة وشفافية الجائزة، وأعتقد أن هذه الحفلة جزء أصيل أغفل عنه لسنوات، في أن تستكمل الجائزة علنيتها، بأن يكرم الفائزون بها، لأن الوضع الحالي، ربما كان أغرب وضع لطريقة منح الجوائز، وهو أن يتم تحويل المبلغ المالي للفائز علي البنك أو البريد، وأن يستقبل الأمين العام الفائزين، بشكل فردي، لكي يستلموا ميداليات الفوز، التي حددها القانون، الحقيقة كان وضعا مخيبا للآمال، أن يتم الاحتفاء بجائزة الدولة المصرية بهذه الطريقة، لذا بالفعل أعتبر أن الإعلان عن الحفل وتوزيع الجوائز يوم 20 ديسمبر خطوة هامة، وأتمني أن يتضمن البرنامج ما يدعم قيمة هذا الاحتفال، مثل إصدار كتيب يضم السير الذاتية للفائزين، وتاريخ هذه الجوائز منذ الخمسينيات، وببليوجرافيا بأسماء الفائزين بها، والتطورات المختلفة التي شهدتها، سواء في التوسع في عددها وأسمائها، وكذلك قيمتها المالية، وكذلك إعداد فيلم تسجيلي عن تاريخ جوائز الدولة والفائزين بها عبر تاريخها العائد للخمسينيات. تحية واجبة للدكتورة إيناس عبد الدايم، وللدكتور سعيد المصري الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة، الذي أظن أنه آن الأوان لكي نقترب أكثر مما يتم الآن في المجلس، فهناك خطوات كبيرة تستحق التوقف عندها، اتفاقا أو اختلافا.