فماذا يهم الدعم يا ولدي والقرية عشوائية تحتاج إلي صرف صحي وتحتاج إلي مياه نظيفة غير هذه الطلمبات الحبشية وتحتاج إلي مستشفي قريب ومدرسة أقرب. في حالة الوجد تقود إلي تساؤل: أيهما أكثر متعة، من يعيش الحياة أم من يتأملها؟ كثيرون يعيشون الحياة حتي الثمالة ولايتأملون، وهناك من »يتأملون» مثلي ويتألمون! الإنصاف ينسف حالة التجاهل لدور مبارك في حرب أكتوبر، فلم يكن الرجل بالبيجاما يراقب من بيته المعارك الدائرة. كان حاضرا وفاعلا وله دور. موسيقي الثناء: إذا قال علماء النبات إن أغصانه وأوراقه تنتشي بالموسيقي، فما بال الإنسان والمرأة علي وجه الخصوص، إنها تنتشي بموسيقي الثناء وألحان التقدير، فهي تري الدنيا بأذنيها! هل حقا؟ هل حقا قضاء مصر الشامخ »مُسَيّس»؟ مصيبتنا أننا »انفعاليون» وتتقلص مساحة العقل والتفكير، لقلة الوعي وربما انعدامه. وقد نثور بالعدوي ونميل لتصديق الاشاعة لأننا مصابون بانيميا في الإدراك! عذابات عذابات الناس تتأرجح بين »الطمع» و»الطموح»، وبين »الراضي» و»الساخط» وبين »القنوع» و»الطفس»! إنها عادات إنها عادات نفسية وذهنية يجب التخلص منها ونري تجارب العالم بعيون مفتوحة. اليابان كانت تعاني من مراهقة صناعية وهي تقلد ألمانيا ثم صارت اليابان قوة اقتصادية في العالم. لنراقب فكر الشعوب حتي لا نتجمد بدعوي التقاليد والهوية. التقاليد التي تعرقل المسيرة، نسقطها! سألت سألت مرة مبارك في أحد حواراتي التليفزيونية. كيف تختار معاونيك فقال »الفراودة دول لازم اليقظة معاهم علشان أشوف الشيء بلونه الحقيقي»، فقلت: الولاء مطلب أساسي؟ فرد: قبل الولاء أمانة العرض، رئيس الجمهورية مش حيراقب تصرفات كل واحد، فيه أجهزة! تصالح تصالح مع الأشرار؟؟! قول للزمان ارجع يازمان. عقارب الساعة لن تعود للوراء! هذا هو اللامعقول. وناس مصر يقولون- حسب الحس الشعبي- في المشمش! الاستثناء الاستثناء الوحيد من ارتفاع الأسعار الفلكية والغلاء الطاحن هو »أغلي» نجم في مصر، عادل امام! تجربة تجربة مؤلمة عشتها بسبب »التهاب مفصلي نقرسي» تسببه أطعمة، كاللحم الأحمر والفول المدمس والطعمية والبقول والقهوة والشاي والكافيار. النقرس- بالمناسبة- مرض الملوك والصعاليك! ديمقراطية أكتب أحيانا باعتدال وبجرأة محسوبة بعض اقتراحات ذات دلالة لاينقصها الا النقاش المثمر وأفاجأ بعدم الرد من المسئول وزيرا أو محافظا، وأتضايق من التجاهل ولكني لا أفقد حماسي أبدا لأن ديمقراطيتنا »نص تشطيب»! المعايير عندي يقين أن المعايير التي علي اساسها اختيرت القيادات الاعلامية الجديدة المرتقبة هي: الكفاءة. التميز. التجربة. الشخصية. المهارات الخاصة. المهنية. الولاء! »أتمني ذلك». التعبير.. من مبادئ الوعي: ليس صحيحا ان »حرية التعبير» معناها الاتهام الجزافي أو الضرب تحت الحزام. ولكن حرية التعبير معناها عرض القضية بأبعادها دون انحياز حزبي أو عقائدي أو مصالح! العلم سألتني طالبة الإعلام. ماذا يفعل العلم في مجتمع؟ وقلت: إنه يضرب التخلف في مقتل ويذبح المفاهيم العبثية دون إراقة دماء ويغير نظرتنا للأشياء ويحقننا بالموضوعية وينسف الذاتية. الأخطر سألني الفيلسوف د. مراد وهبة: بما أنك مشتبك مع الحياة والناس ما هو الأخطر في المجتمعات؟ قلت: نفاق الجماهير هو الأخطر. كذب الأرقام هو الأخطر جهل الناس بواقع البلد هو الأخطر. تصديق الإشاعات هو الأخطر! أفتقد.. نعم، أفتقد في الحياة الأدبية د.يوسف إدريس فهو القادر علي تحريك بحيرة الأدب بمعارك ذات مذاق ثقافي. أفتقد المخرج حسين كمال و»صرعاته» الفنية غير المتوقعة وتحدث جدلا. أفتقد كمال الطويل وألحانه الجريئة فهو صاحب الجملة الموسيقية التي استراحت لها حنجرة عبدالحليم حافظ. ليلوش مكسب كبير أن يأتي أحد رواد السينما الفرنسية كلود ليلوش إلي مهرجان القاهرة السينمائي عميد المهرجانات السينمائية لمصر. وعندما ترتفع أصوات بأنه ذهب لإسرائيل وهذا سبب كاف للنفور منه فمعني ذلك أننا سوف ننعزل عن العالم ويجب أن نفهم ان الفنان وطنه الفن ودعوته لاسرائيل أو قطر أو تركيا ليست مبررا لرفضه. هذا تفكير عقول ضيقة. يصدق توفيق الحكيم يوم قال: إن باب الفن واسع وعقول بعض الناس هي الضيقة. لقد سافر زويل يوما لإسرائيل، وليلوش مخرج فرنسي عالمي، ودعوته لأي دولة لاتضعه عندنا في القائمة السوداء! قطبا العالم حين يستقبل ترامب أو بوتين »قطبا العالم» رئيس مصر السيسي وأشهد مراسم استقباله أشعر بفخر، مصدره قيمة وقامة رئيس مصر في حدقات عيون العالم، أشعر أنه طار إلي واشنطن أو موسكو حاملا معه هموم مائة مليون مصري في رقبته. يجلب استثمارات للبلد. يوقع اتفاقات للبلد. يحرض علي عودة الطيران للبلد، المهم انه في كل خطوة لاتغيب سماء مصر عن رأسه. هناك أيضا شعور خاص بأن رئيس مصر يحوطه الاحترام والتقدير، ولِمَ لا وصيحته ضد الإرهاب مدوية في جنبات العالم. ولِمَ لا وعزمه علي بناء دولة محورية بحق وحقيق هو القسم الذي أقسمه امام شعبه. أعترض أعترض علي إخراج »خبر» حصول المصري علي دخل 6000 دولار في السنة! فالمصري هنا ينتظر هذه القفزة غير المسبوقة في دخله. كنت أريد أن يكون الخطاب موجها له »كشريك للحلم» وليس مجرد »مستقبل». الفرق كبير بين الاثنين فالشريك يعمل بجدية ليل نهار ليصل دخل الفرد الي ما تصبو إليه الحكومة، أما المستقبل فهو كالباحث عن نصيبه بالورقة والقلم من مليارات مبارك في الخزائن السويسرية اللي طلعت بمبة!!! ضريبة الفقر المصري تلقيت دعوة كريمة من د. غادة والي لأحضر جلسة خاصة ليس فيها مندوبو الصحف ولا المصورون، إنما تجمع بعض العقول للنقاش حول التكافل الاجتماعي الذي تقوم به الوزيرة. وعندما ذهبت فوجئت ان أحد المتحدثين كان د. محمد عثمان وهو وزير سابق واحترمت هذا التوجه فالوزراء السابقون عادة ينزوون ويدخلون خندق الصمت ويجلسون علي مقاعد المتفرجين، لكن محمد عثمان لازال مشتبكا مع الحياة ومثله أيضا الدكتور أحمد جلال وزير المالية السابق، إن هذا التقليد جميل ويعمق الإحساس بالمواطنة فالوزير هو في نهاية الأمر مصري تهمه العدالة في مصر، وفي الحقيقة كان المتحدثون يروون بالأرقام عدد الأسر التي امتد لها هذا التكافل وما يسمونه الدعم. وقد كنت أريد أن أتكلم ولكن تركت للندوة أن تستمر بالشخصيات الاعتبارية التي تكلمت. كنت أريد أن أعرف خريطة الفقر في مصر كم تبلغ نسبته علي وجه التحديد وما هي مؤشرات الفقر ومتي أقول هذا خطير وهل للفقر مقياس في الدخل وأبناء الطبقة الوسطي هل يهددهم الفقر ولكن الأهم عندي وما كنت سأحجبه بل كنت سأعلنه بكل صراحة حين تكتشف الوزيرة مجتمعا كله فقراء في قري الصعيد أو غيرها.. فماذا يهم الدعم يا ولدي والقرية عشوائية تحتاج إلي صرف صحي وتحتاج إلي مياه نظيفة غير هذه الطلمبات الحبشية وتحتاج إلي مستشفي قريب ومدرسة أقرب، فهذه الدلائل هي قوام مجتمع سليم، أما عدا ذلك فكأن العدالة هنا عرجاء، الدعم وحده لا يكفي للاحتياجات الإنسانية وأعرف عن غادة والي أن الإنسان المصري لديها له حق الحياة وحق التنفس وحق النوم المريح، فهل يبعث الفقر شيئا مريحا. كنت أريد أن أعرف المجتمعات الأشد فقرا وأظن أنها في بقاع الصعيد البعيد؟.. من يرعاها؟.. من يصل إليها؟ من يتولي أمرها؟.. إن الفقر مذل وصدق الذي قال لو كان الفقر رجلا لقتلته.