كرم جبر رحلات الرئيس الخارجية لا تعرف الراحة، لا يترك لحظة واحدة إلا وفيها لقاء أو مؤتمر أو برنامج، وتحركاته الميدانية في الدول التي يزورها محسوبة بدقة وعناية بالغة، وعيناه دائما علي مصر، وماذا يمكن ان تستفيد، وكيف تنتقل إليها الخبرات الدولية. ثلاث رحلات مكوكية، في الأشهر القليلة الماضية، وضعت مصر في الصدارة.. الصين والولايات المتحدةوروسيا الثلاثة الكبار في العالم، الشرق والغرب يفتح ذراعيه لرئيس مصر ويستقبله بما يليق بشخصه ومكانة بلده. في أربع سنوات فقط، قفزت مصر فوق الحواجز والعقبات، وتحولت من دولة »منكسرة» إلي »مرفوعة الرأس» ومن بلد كان مستهدفا بالخراب، الي امة قوية تقف علي ارض صلبة، وتبني وتعمر. من أحاديث الرئيس وتصريحاته، نستشف إيمانه الكبير بفكرة »الدولة الوطنية» وعقيدته مستمدة من المؤسسة العسكرية التي نشأ فيها، فأصبح حب الوطن عنده يعني شيئا واحدا، فداء الأرض والعلم والنشيد بالأرواح والدماء. هوية مصر الوطنية، كانت سببا في بقائها وفناء اعدائها، وآخرهم الجماعة الارهابية، التي تصورت إمكانية طمس حضارة وتاريخ وفن وثقافة وتسامح ومآذن وكنائس، واستبدالها بهويات متطرفة، تري الوطن مجرد »لوكاندة» للاقامة المؤقتة. السبب الأكبر لثورة المصريين علي الإخوان، هو محاولة »أخونة مصر» فقالوا لهم »لا» مصر للجميع وليست للجماعة وجيشها فيه ملامح ورائحة شعبها، لا يرفع سلاحا إلا في وجه اعدائها مصر لا تعرف الفرق ولا الاحزاب ولا الميليشيات ولا الأهل والعشيرة. ليس من قبيل المصادفة، أن يختتم الرئيس خطبه بعبارة »تحيا مصر» ثلاث مرات، فحياة مصر تعني سلامة وأمن شعبها وسلامة الوطن عند المصريين مسألة حياة أو موت، وعندما افتقدوا الأمن بعد 25 يناير، عرفوا معني »تحيا مصر» كانت المرة المؤثرة التي قال فيها الرئيس »تحيا مصر» في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أول زيارة لها، فصفق له زعماء العالم، وادمعت عيوننا جميعا وهم يرددون خلفه »تحيا مصر» فمصر عزيزة وغالية عند شعوب العالم. الشراكة الاستراتيجية مع روسيا ليست علي حساب العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا، وليست ضد التعاون الاستراتيجي مع الصين، انها صياغة جديدة، لمفهوم »عدم الانحياز» في عالم القطب الواحد، وملخصها أن مصر تنحاز لمصالحها الوطنية، ولا تنحاز لقوة علي حساب أخري. أكثر ما يشد الانتباه في تحركات الرئيس الخارجية اهتمامه الشديد بإبراز »الكرامة الوطنية» فمصر لا تمديدها لأحد، ولا تستعطف أحداً، وانما تسعي للصداقة، والتعاون والشراكة بمبدأ »الاستفادة للجميع» لدينا ما نعطيه مقابل ما نأخذه. شي جين بينج وترامب وبوتين رؤساء الصينوأمريكاوروسيا حفاوة الاستقبال والترحيب برئيس مصر، تؤكد ان »رأسنا برأسهم» ويقف الرئيس معهم علي قدم المساواة وأن عصر الابتزاز واملاء الشروط قد انتهي بلا رجعة. ترامب في آخر لقاءاته مع الرئيس السيسي، لم يأت كما تعود سابقوه بقائمة النشطاء المحبوسين، ولا بمزاعم حقوق الانسان وانما قال جملته الشهيرة، »أشكرك نيابة عن الشعب الأمريكي، في حربكم ضد الإرهاب واستمع بإنصات». العالم لا يحترم إلا الاقوياء، ولا يمد يده للضعفاء ومصر قوية ومحترمة بعد ان افلتت من مصيدة »الجحيم العربي» التي اخذت في طريقها دولا وشعوبا. إلا مصر التي وقفت علي قدميها بسرعة، واستردت دولتها الوطنية. يا من تهاجمون بلدكم.. انظروا حولكم شرقا وغربا، من دول الربيع العربي، حتي دول الثراء البترولي، وقولوا »الحمد لله» اين كنا وكيف اصبحنا؟.. الله وحده هو الذي أنقذ مصر من الذئاب ويريد لها الخير. أعشق هذه الكلمات »مصر تتحدث عن نفسها».. أنا إن قدر الاله مماتي، لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي.. ما رماني رام وراح سليما.،، من قديم عناية الله جندي.