قرية حسن فتحي من أشهر التحف المعمارية بالوادى الجديد انتهي اليوم الاول من زيارة محافظة الوادي الجديد ودخلت الشمس في شفق ايذانا بموعد الغروب وهنا توقف التصوير لنتجه الي الخلود للنوم بعد عناء يوم طويل من العمل والسفر، لنبات ليلتنا الاولي في مدينة الخارجة، في الصباح وبعد تناولنا الافطار واحتساء مشروب الكركدية المميز للواحة استقلانا سياراتنا واتجهنا الي قطعة من الجنة ..حقا انها قطعة من الجنة ..انها واحة باريس التي تبعد عن مدينة الخارجة بحوالي 90 كيلومترا، طيلة الطريق المناظر الطبعية لا تنقطع من جمال بالصحراء الرملية لامعة الالوان واشجار النخيل المنتشرة علي جوانب الطرق، بعد اقل من ساعة ونصف وصلنا الي واحة باريس لنتجه الي احد اشهر الطرز المعمارية بمحافظ ةالوادي الجديد وهي قرية المعماري حسن فتحي . ففي بداية واحة باريس تقع القرية لتزين مدخل الواحة الباريسية، هي عبارة عن مجموعة من المنازل المتجاورة والمتلاصقة بناها المعماري حسن فتحي في الستينيات من القرن الماضي وكان الهدف من بنائها هوعمارة الفقراء اي بناء منازل للفقراء تتناسب مع الطبيعة في الواحة، ومعظم المنازل داخل القرية مبنية من خامات الطبيعة، فالحوائط مبنية من الطوب اللبن، والاسقف صنعت من النخيل، والبيوت بالقرية علي شكل قباب بها فتحات عليا ليدخل منها الهواء، وتحتوي القرية علي سوق تجاري ومسرح لم يكتمل بناؤه بعد ويقول صلاح محمود علي مدير بيت ثقافة باريس ان القرية بناها المعماري حسن فتحي ولم يبن مثلها الا في قرية الجورنا بمحافظة اسوان، وكان الهدف من بنائها هوعمارة الفقراء وتكون نموذجا للاجيال القادمة للبناء، وتم انشاء القرية عام 1963، واستمر العمل فيها 4 سنوات ليتوقف بعد ذلك بسبب حرب يونيو1967، مشيرا ان اهم ما يميز القرية هي فكرة الثلاجات التي انشأها المعماري حسن فتحي بالبيوت حيث اعتمد علي مساقط للهواء في كل منزل يدخل من خلاله الهواء الي المخازن لتتحول الي ثلاجات طبيعية ويضيف مدير بيت الثقافة : ان الوحدة الواحدة بالقرية تتكون من 4 غرف وريسبشن وهول ومطبخ و2 حمام وتصل مساحتها الي 400 متر مشيرا الي ان المهجرين من سيناء عام 1972 اقاموا بتلك القرية وانشأوا خياما بها وبلغت مدة اقامتهم 3 سنوات وعادوا مرة اخري الي سيناء اتجهنا بعد ذلك الي معبد دوش الذي يبعد عن قرية حسن فتحي بحوالي 30 كيلومترا ويبعد عن مدينة الخارجة بحوالي 130 كيلومترا، ويعد معبد دوش من ابرز المعالم السياحية في واحة باريس،ويقف معبد »دوش» كنموذج لفنون العمارة القديمة، والذي أطلق عليه اسم القرية التي أقيم علي أرضها، وهي قرية دوش بمدينة باريس، حيث حملت القرية القديمة أسماء عدة، كانت البداية مع اسم »كشت»، وتحرفت إلي »جشت»، ثم إلي »دشت» التي جاء منها اسمها الحالي »دوش»، وكانت قديمًا مدينة زراعية مزدهرة جدا. ويعود تاريخ معبد »دوش» إلي العصر الروماني، عهد الأباطرة »دومتيان، وهادريان، وتراجان»، وهويقع داخل بقايا حصن أثري مكون من أربعة طوابق، ويطل الحصن علي طريق الدروب والقوافل التجارية الأشهر بالواحات قديمًا »درب الأربعين»، الواصل بين وادي النيل عند أسيوط حتي دارفور في السودان. المعبد مبني من الحجر الرملي، بينما الحصن والسور والمباني الإضافية والملحقة حولها مبنية من الطوب اللبن، والمعبد مخصص ل»الثالوث العام» (أوزيريس - حورس - إيزيس)، ولكن في هيئاتهم وصفاتهم الرومانية المعروفة ب(سرابيس - حربوقراطيس - إيزيس). المعبد يقع علي محور واحد، يمتد من الشمال إلي الجنوب، وأقدم أجزائه المعروف ب»قدس الأقداس» بُني في عهد الإمبراطور الروماني »دومتيان»، ونقش الإمبراطور »هادريان» النقوش الخاصة بجدران المعبد، وكذلك الصالات من الداخل والخارج. المعبد يحتوي علي أغلب مناظر المعبودات المصرية التي تبرز تقديم الإمبراطور القرابين المختلفة لأرباب المعبد، كنوع من التقرب للمعبودات المصرية، وإرضاءً للكهنة وأهالي الواحات ومصر كلها، وكذلك للتقرب بين المعبودات ومعبوداتهم الخاصة في بلادهم. معبد »دوش» يشبه في تخطيطه وعمارته المعابد التي كانت تبني في مصر القديمة، من حيث وجود »بوابات» ثم »الصالات» التي تضم أعمدة علي 3 صفوف تقود إلي »قدس الأقداس»، ويوجد في نهاية الصالات سلم للصعود إلي الطابق الأعلي، ويوجد علي البوابة الرئيسية الأولي للمعبد النص التأسيسي من عصر الإمبراطور »تراجان»، والمذكور به اسم الحاكم العسكري للمنطقة وقتها، ووقت التشييد، دلالة علي سيطرة الرومان علي المنطقة قديمًا، حيث كانت منطقة الواحات عبارة عن حاميات تابعة للإمبراطورية الرومانية. تقع بالقرب من تلك المنطقة منطقة أخري مهمة، المعروفة بمنطقة »عين مناور»، وبها معبد مخصص للمعبود »أمون رع».