طائرة سفينة، جمل، كلاب، بطاطس، أرز، كرة قدم، زرافة، ملابس غريبة.. إلى غير ذلك من الهدايا الدبلوماسية المتبادلة بين رؤساء الدول تحمل رسائل، وإن شئت فقل شيفرات، لا يفهمها إلا الطرفان! تعامل قادة الدول مع بعضهم البعض يختلف تمامًا عن تعامل الأفراد مع بعضهم، لذلك فإن الهدايا المتبادلة بين القادة ليست بقيمتها ولكن برمزيتها، حيث يعتبر الخبراء الهدايا الدبلوماسية، شيفرات رمزية تحلل العلاقات بين الدول بعضها البعض. أغرب الهدايا فى مقر المفوضية الأوروبية مستودع يطلق عليه «كهف على بابا» الأسطورى، وهو بمثابة مخزن للهدايا الثمينة، حيث تبقى هناك لبضعة أشهر ثم تُرسل إلى المزاد، وفى هذا الكهف توجد بعض الأشياء الغريبة حيوانات محنطة؛ سيوف؛ دروع مزخرفة؛ أباجورات؛ سجاد برسومات غريبة؛ أدوات تجميل؛ زيوت وأقنعة إفريقية.
بطاطس وأرز لا يقتصر الأمر على السياسيين؛ فهدايا رؤساء العالم لا تقل غرابة؛ وأكثر الهدايا غرابة كانت من نصيب روسيا؛ فنجد أن رئيس وزراء بلغاريا أهدى الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» المولع باقتناء الكلاب ذات السلالات النقية كلبة تدعى بافي؛ وهى جرو عمرها 10 أسابيع، بينما أهدى رئيس الوزراء اليابانى «يوشيهيكو نودا» الرئيس الروسى الجرو يومى خلال قمة مجموعة العشرين فى المكسيك. وحصل «بوتين» أيضًا على كلب لابرادور أسود من جنرال فى الجيش الروسى، وكلب أكيتا من مسئولين يابانيين، ونمر لم يفصح عن مصدره، لكنه أهداها لمحمية طبيعية. قدم وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» حبتى بطاطس من ولاية أيداهو، كهدية لوزير الخارجية الروسى «سيرجى لافروف» لإثارة غضبه لكن الأخير اعتبرها مزحة؛ وقال «لافروف» إن البطاطس التى أهدانى إياها جون ضخمة ولها شكل يُمكّن إدراجها فى عبارة العصا والجزرة، لذا يُمكن استخدامها بشكل مختلف. قدّمت إيران لقائد القوات الجوية الروسية نموذجًا لطائرة استطلاع أمريكية بدون طيار؛ كدليل على أنها أسقطت الطائرة المسيّرة، وهو ما نفت الولاياتالمتحدة صحته. وبهدف السخرية من أمريكا وإسرائيل؛ أهدى الرئيس الصينى «شى جين بينج»؛ رئيس كوريا الجنوبية «لى جاى ميونج» هاتفين ذكيين، ثم مازحه بأنهما يحتويان على برامج تجسس.
أما أحدث هدايا «بوتين» الغريبة فهى دراجة نارية روسية من طراز Ural أهداها الرئيس لمواطن أمريكى يُدعى «مارك وارن».الواقعة حدثت فى أغسطس من العام الجارى بالتزامن مع قمة جمعت بين «بوتين» و«ترامب» فى مدينة أنكوريج بولاية ألاسكاالأمريكية عندما اشتكى «زارن» فى لقاء تليفزيونى أثناء قيادته لدراجته من طراز ural من صعوبة الحصول على قطع غيار لدراجته بسبب العقوبات على روسيا.الإعلام الروسى بث اللقاء فما كان من الرئيس «بوتين» إلا أن أمر بإهداء «وارن» دراجة نارية روسية حديثة من نفس الطراز.تلقى «وارن» اتصالًا من السفارة الروسية وأخبره ممثلو السفارة أن الرئيس «بوتين» أرسل له هدية وتسلم «وارن» مفتاح دراجته الجديدة. جملٌ امتنانًا لمساعدة فرنسا فى طرد المتشددين الإسلاميين من مالى، قدم الرئيس المالى لفرانسوا هولاند الرئيس آنذاك جملا من سلالة نادرة الهدية لم تعجب الرئيس وقرر هولاند أنه لا مكان لهذا المخلوق سريع الغضب فى قصر الإليزيه. ومن أغرب الهدايا قدم رئيس كينيا للرئيس الفرنسى ماكرون كيسين من البن والشاى وحصانًا للرئيس الصينى عمره 8 سنوات اسمه فيزوف خلال زيارته الأخيرة للصين. سفينة نوح شيدت كوريا الشمالية متحفًا كاملًا لا يحتوى إلا على الهدايا المرسلة للرؤساء من كيم إيل سونج، وكيم جونج إيل، إلى كيم جونج أون ومن بين أبرز المعروضات سيارة ليموزين مدرعة أهداها الزعيم السوفييتى جوزيف ستالين إلى كيم إيل سونج، كما أهدى الرئيس بوتين مؤخرًا سيارة روسية مدرعة لكيم جونج أون. وتشمل القطع المعروضة الأخرى سيفًا؛ وألواح شطرنج أرسلها الرئيس الليبى الراحل معمر القذافي؛ وعربة قطار كاملة من الرئيس الصينى ماو تسى تونج وحقيبة من جلد التمساح من الرئيس الكوبى فيدل كاسترو وكرة سلة موقعة من نجم كرة السلة الأمريكى، مايكل جوردان، كما حصل من زيمبابوى على هدية عبارة عن نموذج لسفينة نوح؛ تضم كل الحيوانات التى ذكرت فى قصة سيدنا نوح. هرم أهدى وزير الخارجية الدنماركى لارس لوك راسموسن؛ نظيره المصرى بدر عبدالعاطى هرمًا من الليجو وهى لعبة أطفال بالأساس تنمى الذكاء، وتعد من أشهر صادرات الدنمارك.. ومن المعروف أن الدنمارك هى موطن الليجو، وهى واحدة من الدول الأوروبية الأربع التى تُعرف بالاقتصاديات الأربع المحافظة ماليًا.