«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم، ففى هذه الآية الكريمة من سورة «التوبة» دعوة للعمل الصالح الذى يظهر ويتجسد فى الحياة الواقعية، وهذا ما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى عمل بجد، وبقوة، وبشجاعة وبعدل، وبعزة وبكرامة طوال عامين كاملين منذ حرب 7 أكتوبر 2023 وحتى هذه اللحظة- فقد قام بإدارة الأمور بدبلوماسية عظيمة بشهادة جميع دول العالم، وصبر وحنكة سياسية عاقلة متزنة، إلى أن وصل بالقضية الفلسطينية العادلة إلى مدينة شرم الشيخ مدينة السلام للتوقيع على وثيقة اتفاق غزة الذى وصفه «دونالد ترامب» رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنه الاتفاق الأكبر والأهم بالشرق الأوسط، وبحضور كبير من قادة ورؤساء بعض الدول العربية والأوروبية والآسيوية والإسلامية، ومن حُسن الطالع أن يتم الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بعد سنتين من القتل والتجويع والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى المناضل من قِبل عدو صهيونى غاشم، قام بعمل كل شىء من قتل وتهجير وتجويع شعب غزة والقطاع ولكن وبفضل صمود الشعب الفلسطينى أولاً، وجهود ووساطة الدول العربية الشقيقة والدول الأوروبية التى اعترفت بحل الدولتين، وضغطت بقوة على الولاياتالمتحدةالأمريكية التى قامت بدورها بالضغط على دولة الاحتلال لوقف ضرب النار، وبفضل رفض مصر من البداية مبدأ تهجير الفلسطينيين، كل هذا أدى إلى المرحلة التى اعتبرتها شخصيًا - بداية حقيقية لانطلاق إعادة بناء غزة والدولة الفلسطينية، ومن حسن الطالع أيضًا أن فى نفس ذات اليوم «13 من أكتوبر 2025» عاد ما يقرب من ألفى فلسطينى - قامت دولة الاحتلال باعتقالهم - منذ بداية الحرب على غزة إلى أهلهم، ممن تم الحكم عليهم بعقوبات تصل إلى المؤبد فى مشهد مهيب عبر عن مشاعر لقاء العائدين من السجون الإسرائيلية بذويهم فى غزة، علاوة على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين كانوا فى قبضة «حماس»، وعم الفرح فى شهر أكتوبر العظيم العزيز على قلب كل مصرى ومصرية كل أرجاء غزة، كما كانت فى كلمة الرئيس السيسى واستقباله لكل هذا الكم من ملوك ورؤساء العالم وعلى رأسهم رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وترأس كل منهما توقيع اتفاق السلام والبدء فى وضع خطة تعمير غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة فورًا، كل هذا جعلنا - كمصريين- نشعر بالفخر والاعتزاز بأننا مصريون، وأننا كنا على حق وصادقين طوال الخمسين عامًا السابقة فى مساندة القضية الفلسطينية حتى الآن رغم كل الأكاذيب التى أطلقتها ضدنا دولة الاحتلال، أو الأكاذيب الأخرى التى قذفتها ضدنا جماعة الإخوان المحظورة، وإذا كانت مصر اليوم قد احتضنت مؤتمر توقيع اتفاقية السلام بمدينة السلام، إلا أنها لن تقف عند هذا الحد، وإنما ستقوم مصر - خلال الأيام القليلة القادمة- بالتحضير لاستضافة مؤتمر آخر «للتعافى المبكر وإعادة الإعمار والتنمية فى غزة»، بعد عامين من حرب أدت إلى تدمير القطاع بالكامل، وذلك بالتنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وجميع الشركاء، وذلك لوضع الأسس المشتركة للمضى قُدمًا فى إعادة إعمار قطاع غزة بدون إبطاء. وتحيا مصر.