تعانى دولة الاحتلال الإسرائيلى فى الآونة الأخيرة بسبب العزلة الدولية، والتظاهرات العالمية التى انتشرت فى كل أرجاء المعمورة ضد حرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة وشعبها الأعزل، كل هذا بجانب تظاهرات يومية داخل إسرائيل من قبل أهالى المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، والذين يطالبون حكومة نتنياهو بإتمام هدنة وتبادل للمحتجزين والأسرى وإيقاف هذه الحرب التى جلبت الخراب على المنطقة بأسرها. الشارع الإسرائيلى بكل أطيافه ضد «نتنياهو» صحيفة «هآرتس» العبرية، نشرت الثلاثاء الماضى، عريضة موقعة من أكثر من 1300 أكاديمى إسرائيلى، دعوا فيها الحكومة إلى إنهاء الحرب على غزة والتى تستمر منذ السابع من أكتوبر الماضى، وإعادة المحتجزين لدى حركة «حماس». وحملت العريضة التى كتبت باللغة العبرية والإنجليزية عنوان: «دعوة الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء الحرب وضمان عودة الرهائن»، وجاء فيها: «نحن أعضاء هيئة التدريس والإداريين فى المؤسسات الأكاديمية فى إسرائيل، ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء الحرب فى غزة دون تأخير وضمان العودة الفورية للرهائن». وأضافت العريضة أن «إعادة الرهائن وإنهاء الحرب هى ضرورات أخلاقية وتتوافق مع المصالح الإسرائيلية». استنفاد هدف الدفاع عن النفس واعتبرت أن «الهجوم الذى شنته حماس فى 7 أكتوبر الماضى منح إسرائيل حق الدفاع عن النفس، ضمن حدود القانون الدولى، ولكن تم استنفاد هذا الهدف الأولى، ويرجع ذلك إلى أن الحكومة تجنبت عمدًا وضع رؤية استراتيجية لما بعد الحرب، واعتمدت طريقة من المحتمل أن تؤدى إلى وفاة الرهائن». وعن تداعيات التصعيد الإسرائيلى، قالت العريضة إن: «الحرب وسلوكها يتسببان فى ضرر جسيم للمدنيين فى غزة، وفى المجاعة، وتدمير غير مسبوق للبنية التحتية، وسقوط العديد من الضحايا الإسرائيليين، وإيذاء نفسى لمئات الآلاف، وأضرار اقتصادية هائلة، وتدهور شديد فى حكم القانون فى إسرائيل والأراضى المحتلة». وتابعت العريضة: «كما أنها تمنع استقرار الوضع فى شمال البلاد وعودة السكان النازحين، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تضر بشدة بمكانة إسرائيل الدولية». حرب دون نهاية واقعية العريضة أوضحت أن «الدفاع عن النفس لا يمنح الحق فى شن حرب دون نهاية واقعية، أو تهدف إلى البقاء السياسى للقيادة، ولذلك ندعو الحكومة إلى التحرك من أجل عودة الرهائن وإنهاء الحرب دون تأخير». ويتضح أن 1372 أكاديميًا إسرائيليًا وقعوا العريضة حتى صباح الثلاثاء الماضى، وفق قائمة مرفقة بأسمائهم. ويتزامن توقيع العريضة مع تصعيد متظاهرين إسرائيليين احتجاجاتهم للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق مع حماس، لا سيما مع إعلان الحركة موافقتها على مقترح الوسطاء لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار على مراحل، وسط تحفظ إسرائيلى. كما جاءت العريضة فى اليوم التالى بعد إعلان طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، إصدار أوامر اعتقال أمام الدائرة التمهيدية الأولى بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف جالانت، بناء على اتهامهما بارتكاب جرائم حرب فى غزة. وبوساطة مصر وقطر والولايات المتحدةالأمريكية تجرى الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة التى اندلعت فى 7 أكتوبر 2023، وخلفت أكثر من 115 ألفًا بين شهيد فلسطينى وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولى بوقف القتال فورًا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال «إبادة جماعية»، وتحسين الوضع الإنسانى بغزة. محكمة العدل الدولية تلاحق إسرائيل وتواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، التى أمرت تل أبيب، فى حكم مؤقت صدر فى يناير الماضى، بوقف أعمال الإبادة الجماعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين فى غزة. وعلى مدار الاسبوع الماضى، استمعت المحكمة الدولية لطلب جنوب إفريقيا، لتحديد التدابير المؤقتة الإضافية وتعديل الإجراءات التى سبق أن أمرت بها المحكمة. وقالت جنوب إفريقيا للمحكمة، الأسبوع الماضى، إن الوضع فى القطاع المحاصر وصل إلى «مرحلة جديدة ومروعة». وحثت الدولة القضاة على إصدار أمر بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، قائلة إن الهجمات على غزة «يجب أن تتوقف» من أجل ضمان بقاء السكان الفلسطينيين على قيد الحياة. 1 3