على جانب آخر من السياسة لم تسرق رابطة العنق الحمراء لمايك بنس أو الحلى الأنيقة للسيناتور كامالا هاريس الأضواء وتغطية صحافة الترفيه حول العالم فى ليلة المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس بالانتخابات الأمريكية.. بل ذبابة سقطت وقفت لدقيقتين كاملتين على رأس نائب الرئيس مايك بنس وشعره ناصع البياض كالثلج فلم يتمكن أحد من تجاهلها سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو بوسائل الإعلام. كمثل كل شيء فى الحياة العامة بذل الثنائى مجهودا كبيرا ليخرجا بصورة مثالية أمام الرأى العام بدءا من الإيماءة والابتسامة والمظهر ليبدوا مناسبين للمنصب العام، وعلى غير ما يتوقع الكثيرون ليس ما يقولانه حول السياسة العامة هو الشيء الوحيد الذى قد يؤثر على المتلقى، فأشياء مثل ما ترتديه والثقة فى النفس وغيرهما قد تكون أكثر تأثيرا من الكلمات. وفقا لمحررة الموضة الشهيرة فى نيويورك تايمز فانيسا فريدمان فإنه على عكس ما يشيعه العامة وشكواهم أن تلك الأمور سطحية وغير مهمة هى بالفعل مهمة لهم وتشكل اختياراتهم وينتهى بهم الوضع بالحكم على الأشخاص مما يرتدونه. لذلك فنعم لم تساعد الذبابة التى استقرت على رأس بنس الرجل فى الخروج بالشكل المناسب من تلك المناظرة وضجت وسائل التواصل الاجتماعى والإعلام بالسخرية من الذبابة التى خطفت الأضواء خلال تلك المناظرة وأفسدت المظهر العملى الأنيق الذى حرص الرجل فى الظهور به من خلال ارتدائه بدلة داكنة ورابطة عنق حمراء. وقد استغلت إحدى شركات بيع أزياء الهالوين اللقطة الشهيرة لنائب الرئيس الأمريكى مايك بنس خلال مناظرته الأخيرة مع النائبة الديمقراطية كامالا هاريس، بعد وقوف ذبابة على رأسه لدقائق، وقامت الشركة بطرح باروكة بيضاء مع دبوس بشكل ذبابة للبيع على موقعها، وذلك بعد انتشار الصورة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى مع العديد من التعليقات الساخرة منها. أما هاريس فخرجت من المناظرة بصورة السيدة الأنيقة التى دخلت التاريخ كأول امرأة سمراء تترشح لهذا المنصب، بدلة داكنة وإيماءات بسيطة بالرأس عكست عدم رضاها وربما سخريتها من وجهة النظر المضادة. اختارت هاريس بطريقة ارتداء ملابسها أن تشير لجيل جديد ولعصر جديد.. مظهر لا يعكس سيدة ليبرالية متطرفة إلا ارتدت اللؤلؤ تماما مثل باربارا بوش وميشيل أوباما وجاكى كينيدى. ظهرت كامالا كامرأة مستقلة تعبر عن نفسها تماما متجردة من التبعات الحزبية التقليدية والصورة النمطية للسياسية البيضاء كهيلارى كلينتون أو نانسى بيلوسى وحتى تخلت عن الصورة التى قد تقدمها سيدة من أصول أفريقية لها شعبية واسعة كميشيل أوباما. ونعود هنا لأبرز ما ميزها خلال تلك المناظرة دون الحاجة أن تتكلم.. تعبيرات وجهها الساخرة. تلك التعبيرات التى عكست شعارا ربما دون أن تتحدث «لقد تعبت من الرجال الذين لا يسمحون للنساء بالتحدث»، فالسيدة أبدت استياءها بابتسامة ونظرات بسبب مقاطعة بنس لها وهنا تعطينا درسا آخر أن المظهر العام أكثر دلالة من الحديث الذى لم يتوقف بنس عنه طوال المناظرة حتى وصل لحد مقاطعته لها عدة مرات. الذبابة وصلت المناظرة لتنتصر للأكثر ذكاء وهى هاريس التى لم تشغل نفسها بإيصال رسائل عبر الحديث فقط ونجحت فى تصدير صورة للمرأة التى يرغب الكثير فى مشاهدتها والوثوق بها دون أن تتحدث. موقع Mashable الأمريكى الشهير دعا بنس للوقوف أمام المرآة والتدرب على تعبيرات الوجه ليتمكن من مواجهة هاريس بدلا من الجلوس مثل الروبوت على خشبة المسرح بوجه خال من المشاعر. هاريس نجحت بمظهرها وتعبيرات وجهها فقط ثم مساعدة الذبابة الشهيرة فى إيصال رسائل وصلت للملايين حول العالم وليس فقط الأمريكيين، وللتأكد من ذلك ليس عليك سوى تصفح مئات المواقع الإخبارية ومواقع المشاهير ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فستجد آلاف الكلمات والصور استخدمت تعبيرات هاريس وصورة بنس والذبابة فى السخرية السياسية وغير السياسية وسيظل هذا المشهد من المناظرة وحتى الآن أبرز مشاهد تلك الانتخابات بلا منازع.