الأسبوع قبل الماضى كتبت عن جامعة خاصة، هى أول جامعة ألمانية خارج حدود ألمانيا، أُنشئت منذ عشرين عامًا وكان دورها لا يقتصر على التعليم فقط، وإنما بجانب تخريجها لدفعات متميزة فى جميع التخصصات الحديثة، تلتحق بسوق العمل فى جميع أنحاء العالم، فهى تقوم بدور وطنى وبحثى فى التنمية المستدامة، وهذا الأسبوع أعتقد أنه من الإنصاف أن أُلقى الضوء على جامعة أخرى شرفت بحضور حفل تخريج وتكريم الدفعة الثانية عشرة من طلابها، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى. إنها الجامعة العربية المفتوحة بمصر، وهى جامعة عربية إقليمية غير ربحية، وتُعد هذه الجامعة من أحدث الجامعات فى الوطن العربى، ولها تسعة فروع فى الدول العربية، حيث تعتمد على الإنترنت فى التواصل مع طلابها الذين توفر لهم أنسب الوسائل التعليمية، كما أنها تتميز بالاستقلالية، وتعتمد على مساهمات الشركات والمؤسسات والتبرعات والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية وعوائد الدراسات والخبرات العلمية، كما حرصت الجامعة العربية المفتوحة على أن يكون التعليم الذى يتم تقديمه للطلاب مختلفًا، وفلسفتها تقوم على إتاحة التعليم لجميع الطلاب فى الوطن العربى، خاصة الذين فاتتهم فرصة التعليم لسبب أو آخر، وقامت هذا العام ( 2017 - 2018) بتخريج «222» طالبًا وطالبة يمثلون «18» جنسية - من بينها مصر - بالإضافة إلى «46» خريجًا فى الدبلوم المهنى لرياض الأطفال، والطريف فى هذا النوع من التعليم أنه لا يشترط سنًا معينة للالتحاق به، حيث كان من بين الخريجين هذا العام أم وابنتها، وآخر تجاوز الخمسة وخمسين عامًا، بالإضافة إلى من هم دون «24» عامًا، ومن منطلق شعور المسئولين عن هذه الجامعة بالمسئولية الوطنية، قامت الجامعة العربية المفتوحة بتقديم «200» منحة دراسية لوزارة التربية والتعليم بواقع «50» طالبًا وطالبة كل عام، تقوم الوزارة باختيارهم. إن التعليم المفتوح أو التعليم عن بُعد هو المستقبل، وأن الجامعات الحكومية التقليدية فى طريقها للاختفاء، ليحل محلها التعليم عن بُعد والتعليم الإلكترونى متمثلًا فى الجامعة العربية المفتوحة التى تمثل نموذجًا ناجحًا للاستثمار العربى المشترك فى الإنسان.. وتحيا مصر.
