المُعاق هو من فقد الإرادة لتحقيق حلمه، وليس من يعانى من إعاقة حركية أو سمعية أو بصرية، وهذا ما أثبتته التجارب، فترى فاقد الذراعين يتسلق الجبال ويعبر المانش، وترى فاقد اليدين يلعب تنس طاولة وغيره..11 مليون فرد فى المجتمع صرخوا بأعلى صوت وقالوا (لا )للمستحيل، وأغلبهم لا يعترف بأنه معاق من الأساس، لأنه قادر على تحقيق حلمه، وهؤلاء «قادرون». الرئيس عبدالفتاح السيسى خصص عام 2018 لمتحدى الإعاقة ومؤخرًا التقاهم وكرّمهم واستمع لمطالبهم، وذلك خلال احتفالية «قادرون باختلاف» التى نظمها الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية، بمناسبة اليوم العالمى لذوى الإعاقة، بالمشاركة مع وزارتى الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعى، وتحت رعاية الرئيس السيسى بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية «المنارة». اللقانى بطل كاراتيه محمد اللقانى يعانى من إعاقة حركية، ورغم ذلك فاز بالمركز الثانى خلال بطولة العالم فى الكاراتيه بإسبانيا، وكرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى،ويقول «اللقانى»: «لم أكن معاقًا منذ طفولتى، وحتى عامى العشرين، تعرضت لحادث سير أثناء سفرى لراس سدر، وتُوفىّ كل من كان معى فى السيارة، وأصبت بشلل فى قدمى، لكن لم أستسلم لليأس، وحاليًا أدرس محاضرات تنمية بشرية منذ تخرجى، وتخرجت في كلية التجارة جامعة عين شمس، وحاليًا فى ال38 من عمرى، ولم أشعر خلال ال18 عامًا أننى عاجز، ولذلك قررت أن أكون ناجحًا، حتى وإن كنت غير قادر على الحركة، فليس كل من يتحركون ناجحين، وليس كل المعاقين فشلة». وأضاف: «أنا شخص طبيعى 100 % فى كل ما أقوم به فى يومى منذ استيقاظى حتى نومى، وأبدأ يومى فى الساعة السابعة صباحًا، وأول ما أقوم بفعله هو الاطمئنان على زوجتى، التى تعانى من شلل أطفال، واطمئن أيضًا على ابنى حمزة، وأغلب من حولى يقولون إن منّ يعانى إعاقة وخاصة الحركية فإنه يبحث عن شريك له يساعده فى حياته اليومية، لكنى دائمًا أقول لهم طالما أن هناك توافقًا فى الفكر لا يوجد صعاب، فأنا وهى نعانى نفس الأزمة، ولكننا نعرف متطلبات بعضنا بعضًا، ونساعد بعضنا منذ أن تقابلنا». ويتابع «اللقانى»: أمارس رياضة ألعاب القوى، وأحاضر فى التنمية البشرية، وأتدرب رياضيًا كل يوم على يد الكابتن محمد العكارى، وأحضر فى بعض البرامج التليفزيونية. يعتبر «اللقانى» سيارته، شقته المتنقلة، والتى تضم ملابس التمرين، وملابس خاصة بالبرامج الإذاعية والتلفزيونية، موضحًا أن سيارته بها حقائب خاصة لكل برنامج ما بين ملابس مناسبة لمحاضرات الجامعة، وملابس التمرين، وملابس اللقاءات التليفزيونية. اللقانى يقول: إنه يستمد قوته من حب أسرته وزوجته تقدر عمله وتشجعه باستمرار، وهى كانت السبب فى تفوقه على 179 مدرب تنمية بشرية على مستوى الوطن العربى، كلهم أسوياء باستثناء شخص واحد فقط من ذوى الإعاقة. عطية: الكاراتيه له ناسه انتهت حياة صبرى عطية قبل أن تبدأ، فهو فقد بصره وهو ابن 4 سنين بسبب خطأ طبيب أثناء إجراء عملية جراحية له بالعين، لم يجد عطية أى حل أمام هذه الإعاقة، سوى العزلة عن جميع من حوله حتى عن أسرته، وإخوته وظل كذلك 16 عامًا. دخل عطية جامعة الأزهر ودرس أصول الدين، وبعدها شعر أن لديه طاقة عليه تفريغها، فحاول ممارسة لعبة كمال أجسام لمدة ثلاث سنوات من 1997 إلى مطلع الألفية الجديدة، لكنه فى النهاية لم يقتنع بها، وبعد ذلك تعرف على مدربه الحالى، وسأله: «هل تدريب الكاراتيه يحتاج إلى نظر؟ وجاء الرد سريعًا إنه لا يحتاج سوى الإحساس فقط». أرسل عطية سؤالًا إلى الاتحاد الدولى للكاراتيه: «هل هناك كفيف يمارس اللعبة على مستوى العالم»؟ ولم يتلق ردًا، ومنها انطلق «عطية» لممارسة اللعبة ليكون أول كفيف على مستوى العالم يمارس لعبة الكاراتيه. «عطية» يبدأ يومه فى السابعة صباحًا، يطمئن على أبنائه، ويذهب إلى عمله بشركة الكهرباء يوميًا دون مساعدة، إذ إنه يعرف عدد الخطوات بين منزله، وأول الطريق، ومنها ينتظر صوت «التباع على سيارات الميكروباص ليستقل سيارة تنقله إلى مكان عمله وهو «شيخ جامع» داخل الشركة». وبعد عودته من عمله بنفس الطريقة وتناول وجبة الغداء يذهب إلى مقر النادى الذى يتدرب فيه والذى يبعد عن منزله ساعة ونصف الساعة، لكن خلال هذه الرحلة لا يعتمد على التباع فى التعرف على الحافلة التى تقله للنادى، وإنما يطلب من أى شخص يشعر أنه قريب منه أن يخبره برقم الباص الذى يحتاجه ليصل إلى التمرين ويكرر ذلك يوميًا. يتمرن عطية قرابة الأربع ساعات يوميًا فى حالة اقتراب أى بطولة، لكنه فى العادة تصل ساعات التمرين إلى ساعتين، وفور انتهائه يعود إلى منزله بنفس الطريقة، ليتابع واجباته كأب، ويؤكد أنه لا يستطيع أن يُذاكر لأبنائه، لكنه يتابع زوجته أثناء المذاكرة لهم، وبعدها يسهر لمدة ساعة تقريبًا ليتابع مواقع التواصل الاجتماعى،وذلك عن طريق تليفون حديث ينقل له كل ما يحدث من أحداث وأخبار وتعليقات بشكل حرفى. لا يستعين «صبرى» بأى شخص للاتصال بشخص آخر، أو إرسال رسائل قصيرة إلى زملائه فى التمرين أو العمل، موضحًا أنه يمارس عمله بشكل طبيعى جدا وندم على عمره الذى ضاع فى العزلة والذى يقارب ال18 عامًا. صبرى عطية كان أحد الأشخاص المكرمين من الرئيس السيسى، والذى طلب منه الاهتمام بذوى الإعاقة، والرعاية لأنهم فئة مهمشة فى المجتمع «على حد قوله»، إذ قدم عرض الكاراتيه أمام الرئيس مع زملائه ومنهم اللاعبة مروة حسين. مروة حسين وتفوق غير عادى مروة حسين خريجة الأكاديمية البحرية، قسم نقل بحرى، رغم ضعف البصر الشديد الذى تعانيه منذ ولادتها، فإنها حاولت منذ صغرها التمرد على ضعف النظر بقوة البدن، وبدأت ممارسة الكاراتيه منذ سن صغيرة جدًا، كنوع من حماية النفس. «مروة» قالت إن والدتها ساعدتها خلال مشوارها فى الحياة، وترى أن عجز البصر لم يكن عائقًا أمام نجاحها، إذ إنها درست النقل البحرى،والدولى، لكن أغلب دراستها كانت نظرى والعملى فيها كان قليلًا جدًا، وكانت أمها تستيقظ يوميًا فى الصباح الباكر لتذاكر لها، وتذهب بها إلى الجامعة وتعود مرة أخرى لإعادتى للمنزل، حتى تخرجت العام الماضى. بطلة العالم فى الكاراتيه تؤكد أن يومها ملىء بالأحداث، وتقول: «أستيقظ فى الصباح الباكر، وأمارس رياضتى المفضلة، وبعدها أساعد والدتى فى أعمال المنزل، وتقلنى أمى إلى النادى لممارسة التمرين الخاص بى والذى يستمر لمدة ساعتين». عند عودتى للمنزل أتابع فيس بوك، وأحاول قراءة الكتب عن طريق الموبايل، والذى يمكن أن تصل إلى ساعتين يوميًا، كما أن أختى التوأم تساعدنى فى أغلب حياتى اليومية وخاصة أثناء الخروج للشارع والتنزه، وأنا أرى لكن بشكل ضعيف للغاية. أكدت بطلة الكاراتيه أنها أثناء تقديم عرض الكاراتيه أمام الرئيس طلبت منه أن يساعدها فى تقديم منحة دراسة فى الخارج لاستكمال الماجستير والدكتوراه فى النقل البحرى، والدولى، مشيرة إلى أن أمها قالت لها إنه فور نزوله من المسرح وحديثها هى وزملاؤها معه كتب هذه الطلبات فى ورقة أمامه على الطاولة. مصطفى أبوالفتوح أحد المشاركين فى احتفالية الرئيس والذى يعانى من إعاقة ذهنية طفيفة، أكد أنه يبدأ يومه فى الخامسة صباحًا ليصلى الفجر، ومنها يخرج للجرى قرابة الساعتين يوميًا، ومنها يعود لمنزله مرة أخرى لتناول وجبة الإفطار والانطلاق إلى عمله فى المتحف المصرى. يعود مصطفى لمنزله لحمل حقيبة تدريبه، ويذهب للنادى لممارسة تمرينه والذى يمتد لأكثر من ساعتين، حيث شارك مصطفى فى بطولة العالم للكاراتيه بإسبانيا والذى حصل فيها على المركز الثالث.