جلسات مكثفة يجريها البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى سباق مع الزمن ليصل إلى قرارات حاسمة فى اختيار أساقفة للمناطق المعلقة بدون أسقف إلى الآن. رسامات جديدة ستجرى قبل انعقاد المجمع المقدس منتصف الشهر الحالى، تنقلات كثيرة ستتم ويعلن عنها قريبا، ومنها ما تم الإعلان عنه فعليا، غير أن الواضح منها أن هناك خطة منظمة يجرى تنفيذها لترتيب البيت الكنسى من الداخل فى أعقاب الأزمات الأخيرة، تتزامن هذه العملية مع الذكرى السنوية السادسة للقرعة الهيكلية التى اختير فيها البابا تواضروس على رأس الكنيسة فى 4 نوفمبر 2012. قبل يومين التقى البابا الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبوقرقاص الذى أكد عقب اللقاء أنه باق بالمنيا، وذلك بعد أن سرت شائعات عن نقله إلى خارج مصر وتحديدا كندا، كما التقى أيضًا بكهنة دمياط وكفر الشيخ فى وجود الأسقف المنتدب لهم الأنبا بولا حيث من المقرر فصلهما ورسامة أساقفة عموم لهما. أما الأنبا يوسف فقد رشح للأسقفية الراهب القمص مكسيموس أفا موسى لقطاع فلوريدا وتكساس والراهب القمص بيشوى أفا موسى لقطاع الباما وأريزونا، حيث ستتم رسامتهما أساقفة عموم لمساعدته فى خدمة الإبيارشية التى تضم 13 ولاية جنوبالولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن الواضح أن هناك توجهًا من قبل البابا تواضروس أن تكون جميع رسامته أساقفة عموميين وليس تجليسا على إيبارشية بعينها، حيث يكون من السهل تغيير الأسقف بسهولة أو نقله للخدمة فى منطقة أخرى. قبل أيام صدر قرار البابا رقم 22 لسنة 2018 بانتداب الأنبا بيتر أسقف شمال وجنوب كارولينا للإشراف على كنائس فرجينيا رعويا وروحيا وماديا وهى التى كانت تخضع لإشراف الأنبا مايكل صاحب المشكلة الأشهر، وذلك لوقوف الأنبا أغاثون فى مواجهة البابا بسببه مما دعا البابا لأن يلوح بفكرة إرجاع الأنبا مايكل والأنبا إغاثون إلى الدير مرة أخرى وهى الخطوة التى بدأها البابا بالفعل حينما قرر استبعاد الأنبا مايكل ليحقق أكبر كابوس كان يهرب منه. بداية الأزمة تعود لبداية حبرية البابا تواضروس الثانى حينما أراد أن يعترف البابا تواضروس بمنطوق حبريته على منطقة فيرجينيا ولكن البابا تمسك بمنطوق سلفه البابا شنودة الثالث بأنه أسقف عام والفارق بينهما مخيف بالنسبة للأنبا مايكل. فإذا اعترف البابا تواضروس بأنه أسقف على هذه المنطقة فسيظل بها إلى يوم وفاته ولا أحد يستطيع نقله منها، أما إذا ظل يتعامل على أنه أسقف عام فمن حق البطريرك أن ينقله أو يستدعيه أو حتى يقوم بإرجاعه الدير مرة أخرى وهو الشىء الذى لا يقبله الأنبا مايكل بعدما قضى كل هذه السنوات فى الخارج. الأزمة التى يواجهها الأنبا مايكل أنه يعى تماما الآن أنه لا أحد سيقف معه خاصة بعد أن أصبحت كل الأوراق مكشوفة للجميع الآن، كما أن طريقة الحوار الأخيرة التى حدثت بينه وبين البطريرك وطريقة تدخل الأنبا أغاثون جعلت الكثير من أعضاء المجمع أنفسهم يرون أن الاثنين أخطأ فى حق البطريرك وسيصوتان ضده إذا لزم الأمر. قرار انتداب الأنبا بيتر ليس الوحيد الذى اتخذه البابا، حيث قرر نقل الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس عين شمس ليكون مسئولا عن إحدى مناطق محافظة الإسكندرية بجوار الأنبا بافلى هناك. كما هناك اتجاه قوى لنقل الأنبا إسحق الأسقف العام للفيوم ليكون مسئولا عن إيبارشية عين شمس بدلا من الأنبا هيرمينا وبذلك يكون قد أنهى الخلاف الدائر بين الأنبا إبرام والأنبا إسحق الذى ترك الخدمة فى أبو ظبى تلبية لطلب الأنبا إبرام ليساعده فى تدبير الإييارشية. البابا الذى يضع نصب عينيه ترتيب البيت من الداخل وهو دارس للإدارة واضح أنه قرر عدم تثبيت أسقف بعينه على منطقة واحدة إلا فى حالات معينة، وذلك بعد أن عانى مع أساقفة كبار رفضوا رسامة أساقفة مساعدين أو تقسيم إيبارشيتهم فى ظل شكوى مستمرة من أبناء الإيبارشية وتصاعد مشكلات كثيرة بها، وبهذا التوجه الجديد يكون البطريرك الحالى قد حل إشكالية كبيرة تخص لائحة انتخاب البطريرك، حيث يصبح من حق جميع الأساقفة العموم الترشح للكرسى البطريركى. ومن الواضح أنه لن تقتصر الاختيارات على رسامات أساقفة فقط بل هناك أخبار عن ترقية بعض الأساقفة الحاليين لدرجة مطران وأبرز الأسماء المتداولة الأنبا بولا أسقف طنطا والأنبا إبرام أسقف الفيوم والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى. البطريرك الذى تحدث عن أهمية التجديد فى التعليم الأرثوذكسى أثناء لقائه بأساتذة الكليات الإكليريكية وفى وجود أغلب أعضاء المجمع المقدس الكبار يؤكد دخول الكنيسة فى منحنى جديد، وذلك بعد انتهاء الأزمات القديمة برحيل قطبى الصراع الأساسيين إلا أنه من الواضح بداية صراع جديد خاصة مع تلويح الأنبا مايكل بالانضمام للكنيسة الإثيوبية إلا أنه فى النهاية يبدو كما لو أنه من السهل القضاء عليه فى مهده. ومن الواضح أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ستشهد الفترة القادمة ثورة تجديد فكرى من المتوقع أن يقبلها الجميع خاصة مع تركيز كل أسقف على منطقته الحالية وعدم دخوله فى صراع لأجل غيره؛ بل خضوعه لرؤية البابا الجديدة الذى أعلن عن مسابقة التجديد فى الكلية الإكليريكية مقابل مكافأة مادية.