من منتصف الثمانينيات وضعت وزارة الكهرباء والطاقة استراتيچية الطاقة الجديدة والمتجددة اعتماداً على طاقة الشمس والرياح، وقتها كتبت فى روزاليوسف، أن مصر من أكثر الدول فى السطوع الشمسى وفى المستقبل القريب سوف نبيع الشمس للعالم ونصدر الطاقة الشمسية لمن يحتاجها من دول الشمال.. ومرت سنوات وحُلم بيع الشمس لا يفارقنى وتأجل الحلم نتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية وحروب المنطقة العربية المتزايدة، واستطاعت خلالها دول أقل كثيراً من مصر في السطوع الشمسى أن تقيم عشرات المحطات والوحدات الشمسية وتباعد الحلم بفعل الثورات المزعومة وفرض خطة الشرق الأوسط الجديد.. لكن رغم الحرب المقدسة التى تخوضها مصر ضد الإرهاب ومواجهة المؤامرات الدولية تولدت الإرادة السياسية لإرساء التنمية الشاملة لضمان مستقبل مزدهر للبلد، وكان من أهم المشروعات التى تم الإعداد لها وسرعة تنفيذها إقامة أكبر محطة للطاقة الشمسية بأفريقيا والشرق الأوسط فى قرية بنبان بمحافظة أسوان على مساحة 37 كيلو مترًا مربعًا يقام بها 32 محطة شمسية لإنتاج 1465ميجاوات والأسبوع الماضى تم افتتاح المرحلة الأولى بإنتاج 50 ميجاوات، ومن المتوقع أن يتم إنتاج جميع المحطات نهاية عام 2019 ليتم بهذا المشروع الضخم تفعيل استراتيجية الطاقة الجديدة والمتجددة بنسبة 37 % من إجمالى إنتاج الطاقة فى مصر بحلول عام 2035. عودة الحُلم فى عدم اقتصار الاستفادة من شمس مصر محلياً فقط ولكن فى تصدير الطاقة الشمسية عالمياً أصبح واقعًا بعد أن اعترفت الدول المتقدمة أننا أصبحنا أعضاء فى النادى الشمسى وأنه على المدى ليس بالبعيد ستبدأ مراحل التصدير مع زيادة استثمارات القطاع الخاص المصرى والأجنبى.. وتجسد الحُلم فى انتشار التنمية بمعظم أرجاء الدولة، فلم تعد هناك منطقة مهمشة وكل محافظة أُعد لها وبدأ بها مشروع قومى كبير وتوقف سيل الهجرة إلى العاصمة والمدن الكبرى لتوفر فرص العمل بتلك المشروعات، وقد أثلج صدرى أصحاب الوجوه السمراء الجميلة الذين أقاموا محطة بنبان بسواعدهم وعلمهم وإرادتهم التى لا تعرف المستحيل.. وللحديث عن الطاقة الجديدة والمتجددة فى مصر بقية.
