الذى لا يرى من الغربال يبقى لامؤاخذة.. والوزيرة الإسرائيلية تعلن من مصر - قلب العروبة النابض - أن سيناء المصرية هى الموطن الطبيعى للفلسطينيين.. هو تصريح مدروس - ليس عفو الخاطر.. وليس زلة لسان.. هو تصريح مقصود به توصيل رسالة.. وهو استكمال للمخطط الواضح.. بأن سيناء هى الهدف وهى المراد من رب العباد! وهل لاحظت أن التنظيم الداعشى الذى فجر المسجد بالمصلين فى سيناء الأسبوع الماضى.. لم يطلق رصاصة واحدة فى إسرائيل! بوضوح وعلى بلاطة.. فإن القوى التى أطلقت داعش ودعمتها وسلحتها فى سوريا والعراق.. هى ذاتها القوى التى تطلق وتسلح نفس التنظيمات الداعشية فى مصر.. وهى ذاتها القوى التى تشعل الحرب فى ليبيا واليمن! وفتش عن المستفيد.. وسوف تطل إسرائيل برأسها.. وتشعر يا أخى أن الجماعات الداعشية المسلحة تخدم المشروع الصهيونى وإعادة المشروع الأمريكانى المرفوض بفصل سيناء عن مصر لتوطين الفلسطينيين بها.. بما يعنى أن المشروع الذى رفضته مصر بالأمس بالأدب والأصول.. يعاودون طرحه بالقوة المسلحة.. وعن طريق التنظيمات الداعشية.. وهناك قوى كبرى تقف وراء الستار.. تدعم من تحت الترابيزة.. والهدف تقسيم مصر وإدخالها لساحة الفوضى الخلاقة.. تمامًا كما حدث بالأمس فى ليبيا وسوريا والعراق. الذى لا يرى من الغربال يستحق ما يدبر له.. ولا تنس تصريحات الخواجة الواضحة القاطعة بأن اتفاقيات سايكس بيكو قد سقطت وانتهت.. والواجب إعادة تقسيم المنطقة من جديد طبقاً لمصالح الخواجة. ولا مؤاخذة.. الأعداء بالخارج واضحون.. ونحن مستهدفون من ذات نفس الخواجة الذى يرفع رايات العداء ويدق طبول الحرب.. والهدف فصل سيناء عن مصر.. واقرأ تصريحات الوزيرة الإسرائيلية من قلب مصر.. أعداء الخارج واضحون إذن.. أما أعداء الداخل فاستر يا رب.. وجماعات الإخوان والسلفيين والأحزاب الدينية السرية والعلنية لا تنس أنك أجهضت مشروعهم الواضح والصريح لبيع الوطن.. والخيبة أن بعضنا يردد كلام الخواجة بضرورة فتح صفحة جديدة مع الجماعات التى تمارس العنف مع سبق الإصرار والترصد.. ومن المؤكد أن أنصار الحوار ودعاة المصالحة يحتاجون إلى درس خصوصى فى الحساب والسياسة والجغرافيا.. ليدركوا أن أعداء الداخل متحالفون تمامًا مع أعداء الخارج.. وتحديدًا الصهيونية العالمية! جماعات التخريب بالداخل.. تضم فصائل سلمية.. لكنها تسعى لخلخلة المجتمع وإدخاله فى حالة من الفوضى المدروسة.. بدليل فتاوى معاشرة البهائم وغيرها.. وأبصم بالعشرة.. أننى أعرف رأى حسان وإسحاق والجندى وغيرهم فى العديد من القضايا الساخنة.. كالخمر والنساء وكيفية دخول الحمام.. وهل الأحوط الدخول بالقدم اليمنى أو اليسرى.. أعرف رأيهم فى زواج الرضيعة.. وإرضاع الكبار ونكاح الوداع.. لكنى لا أعرف رأيهم أبدًا فى إطلاق الرصاص والقنابل على المصلين والشيوخ والأطفال فى المسجد.. ولا أعرف فى عرفهم هل يجوز تكفير من يطلق الرصاص على الآمنين.. أم أن الكفار عندنا من يخالفوننا فى الدين؟! إن الحلال بين والحرام بين.. واعرف عدوك.. وسيناء المصرية مستهدفة.. وهى على خريطة المصالح الأجنبية.. وأناشد بعض النخبة.. الذين سارعوا فور حادث مسجد الروضة بسيناء.. بإطلاق الدعوة لإخلاء سيناء حتى يمكن التعامل مع الإرهاب المتحصن هناك.. وإخلاء سيناء يعنى أننا نقدمها لقمة طرية لمن يتربصون بها.. وقديمًا قالت جدتى الحكمية.. إن من لا يرى من الغربال.. يبقى لامؤاخذة..!
