أثارت مشاركة عدد من الكتاب المصريين فى مسابقة «كتارا» القطرية هذا العام حالة من الاستياء فى أوساط المثقفين، إذ تزامنت هذه المشاركة مع قرار المقاطعة الرسمية والدبلوماسية من جانب القاهرة للدوحة بسبب دعمها للتنظيمات الإرهابية فى بلدان المنطقة. جاء فوز الروائية منى الشيمى بجائزة «الرواية غير المنشورة»، وأحمد قرنى بجائزة «رواية اليافعين» ليضع المثقفين المصريين أمام سؤال تقليدى حول علاقة المثقف بقرار السلطة السياسية، خاصة أن حجم المشاركة المصرية هذا العام وصل 403 مشاركات ارتفاعا من 375 مشاركة فى الدورة الماضية، و293 مشاركة فى الدورة الأولى للجائزة فى 2015. وأبدى كثيرون تحفظهم على القيمة المالية للجائزة التى وصفوها ب«المُبالغ» فيها إذ تصل إلى 60 ألف دولار لكل فائز من خمسة فى حقل الروايات المنشورة، و30 ألف دولار فى فئة الروايات غير المنشورة، و15 ألف دولار للدراسات النقدية، واستحدث فرع جديد بدل الدراما هو روايات اليافعين بقيمة 10 آلاف دولار لخمسة فائزين، وسبق أن فاز بها من مصر إبراهيم عبدالمجيد وسامح الجباس وناصر عراق. منى الشيمى المصرية الصعيدية، روائية تتمتع بقيمة أدبية كبيرة، وهى خريجة آثار وتعمل بالتدريس، فازت بجائزة المسابقة عن روايتها غير المنشورة «وطن الجيب الخلفى»، تدافع فيها عن تاريخ مصر القديم ضد محاولات تزييفه من قبل الصهيونية. بطل الرواية، ألمانى من أصل مصرى، يُكلف من المنظمة التى يعمل بها، بكتابة سيناريو لفيلم تدور أحداثه عن الجالية اليهودية التى كانت مقيمة فى جزيرة إلفنتين، الفيلم يتنقل زمنيا بين الواقع والقرن الخامس قبل الميلاد وقت وجود اليهود؛ ومن خلال الحوارات والأحداث يتم إلقاء الضوء على كيفية حدوث التزييف، وصراع البطل بين هويتين، مع خلفية للأحداث الآنية فى مصر.
