فى دراسة قدمت بندوة (الوعى بالإرهاب) بمكتبة الإسكندرية، أكد عدد من الباحثين على ضرورة التمييز بين مستويات الراديكالية المختلفة.. وأن هناك مستويين رئيسيين حول هذا الأمر، هما : (مستوى الإرهاب)، و(مستوى التطرف).. فعندما نتحدث عن الإرهاب نتحدث عن فعل يستهدف النظام العام واستقرار البلاد وهذا الفعل له مراحل قد تكون فى بداية التخطيط للفعل أو توفير الوسائل لتطبيقه قبل المرور إليه.. هنا المواجهة الأمنية ضرورية لأنها وقائية فالعملية الإرهابية تطرح إشكاليات عديدة حول جدوى المواجهة الأمنية التى تحول دون وقوع الفعل الإرهابى. كما تؤكد الدراسة أن الجانب الأمنى وحده لا يكفى لمواجهة التطرف وهناك ضرورة لاعتماد وسائل لتحسين الأوضاع الاقتصادية واعتماد المواجهة الثقافية التى ينبغى أن تعمل على نشر قيم التسامح وتكريس الحوار وتقبل الآخر. أصبح صوت المثقف ضعيفا ولم يعد له القدرة على المواجهة على الرغم من أن للثقافة المصرية وللمثقفين دورا فعالا فى مواجهة التطرف، عن ذلك يقول نبيل عبدالفتاح الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية : لا يزال الاهتمام بدور الثقافة الشعبية يتسم بالحزبية ويفتقد الرؤية فى مواجهة الفكر المتطرف وأيديولوجية العنف ذى السند الدينى وفق برنامج يتسم بالتكامل، من ناحية أخرى لا تزال المؤسسات الدينية تقف عند حدود ردود الأفعال والرد على بعض الفتاوى الفقهية للأفعال الإرهابية دون تعمق فى دراسة هذه الجماعات ومراجعات وسلوكيات العنف المادى والرمزى ومراجعتها الفقهية والفكرية وتفكيكها والرد عليها. وقال الدكتور عبدالحى عزب رئيس جامعة الأزهر الأسبق خلال الندوة : إن من بين أسباب انتشار الإرهاب والتطرف الغلو فى الخلاف والمبالغة فيه فضلا عن إشغال الدعاة عن مشاكل المجتمع والجهل الدينى لدى الشباب لقلة البرامج المخصصة للتوعية وسيطرة لغة المال مما يجعل بعض القنوات تستغل جهل الشباب للتغرير بهم وكذلك نشر فكر الجماعة المتطرفة. أكد الدكتور هشام عبدالله العباسى - أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية - على إعادة النظر فى مضامين العمل الصحفى والإعلامى واستبدالها بمضامين جديدة تركز على معالجة انتشار ظاهرة الإرهاب والعنف، والتصدى لوسائل الإعلام المشبوهة التى تمارس أدوارا تحريضية مدمرة تهدف إلى التأثير فى عقول الشباب وتهديد أمن الشعوب والمجتمعات. إلى جانب التصدى للمعلومات الهدامة التى تبرز على شبكة الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعى ومعالجتها من خلال التشريعات الكفيلة بإغلاق مثل هذه المواقع التى تروج للعنف والأفكار المتطرفة - والرد عليها من قبل الجهات المختصة وبنفس الطريقة التى استخدمتها الفئة الضالة من خلال المواقع الإسلامية. وطالب فى بحثه بإقامة مركز أو جهة رسمية لتوحيد الخطاب الإعلامى لرفع مستوى التوعية، وإقامة اتصالات ودورات توعية مشتركة بين ممثلى الجهات الرسمية والإعلام عن كيفية معالجة الحوارات الإرهابية إعلاميا والابتعاد قدر الإمكان عن الإثارة فى نشر معلومات تتناول الأحداث الإرهابية. بالإضافة إلى ضرورة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والتأويلات الفاسدة لنصوص القرآن الكريم والسنة الطاهرة فيما يتعلق بعلاقة المسلم بأتباع الديانات الأخرى. وأشار إلى إلغاء مادة التربية الدينية الإسلامية والمسيحية فى المدارس واستبدالها بمادة الأخلاق والقيم والمبادئ. وتم الاتفاق على ذلك بين وزارة التربية والتعليم والأزهر ووزارة الأوقاف والكنيسة المصرية..