لعنة الله على هذا الفيس بوك وعلى من اخترعه وعلى من أساء استخدامه، كلما دخلت عليه وجدت كلاما لا يسر عدوا ولا حبيبا وعلى وجه الخصوص إذا تعلق الأمر بأحد فنانينا الكبار وقد نال مؤخرا الفنان الكبير نور الشريف الجانب الأعظم من حقد هؤلاء المتعطلين عن أى مهنة معدومى الموهبة الذين فقدوا ذمتهم أو عاملوها كما يعاملون أحذيتهم فيبدلونها حسب الطلب. أحد هؤلاء المفسدين على صفحات الفيس بوك قال إن نور الشريف مات إكلينيكيا وأن مسألة موته أصبحت محسومة خلال ساعات معدودة على أصابع اليد الواحدة.. ولأن توقيت قراءة هذا الكلام كان متأخرا فقد لجأت إلى أصدقائى من الذين يعلمون بواطن الأمور على دراية بأحوال العم نور الشريف اتصلت أولا بأبونا الجميل بطرس دانيال وزير ثقافة الظل راعى الفن وأهله وسألته عن أحوال نور الشريف ولم أجد عند الرجل ما يفيد بأن الأحوال تدهورت أو ساءت أو بلغت الموت الإكلينيكى.. وبعد ذلك توجهت بالكلام للعزيزة الغالية عزيزة حرم الفنان الجميل والكوميديان الذى ليس له نظير المنتصر بالله وجدت عزيزة وقد عطل الخبر عندها لغة الكلام فإذا بلحظة صمت طالت كثيرا فأعدت عليها كلامى فقالت أنا على اتصال بالأستاذ نور ولكنه لم يرد علىَّ فى الأيام الأخيرة وداخلها القلق حول صحة نور الشريف والحق أقول أننى خاطبت كل الأحباء على الفيس بوك ولكن على الماسينچر المعروف بالخاص، بحيث لا يعلم أحد بما يدور وجاء الرد من فنان صاحب أداء خاص كوميديان راقى الحس لا يهبط على الإطلاق إلى أى إسفاف لكى ينتزع الضحكات ولذلك فهو مقل فى عمله إنه منير مكرم أحد أخف وأظرف من قدم برنامج الكاميرا الخفية هو ومعه زميله الذى لا أعرف أين ذهب، المهم أن منير مكرم غاب قليلا ثم عاد بالشىء المفرح المبهج، إنه الخبر الذى تمنيت أن أسمعه عن نور الشريف فقد اتصل منير مكرم متأخرا يوم الثلاثاءأو قل صباح الأربعاء فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وجاءه صوت نور الشريف سليما معافى بأمر ربى واطمأن الفنان المحبوب منير مكرم على أحوال «نور» الصحية وقال له إنه فى الأغلب والأعم يضيئون شمعة فى الكنيسة للأحباب ولكن لمقام نور الشريف العالى فقد قام منير مكرم بإشعال كنيسة من أجل نور الشريف.. فجاءت ضحكات مجلجلة، ويضيف منير إنت يا أستاذ نولعلك فى نفسنا عشان خاطرك لأنك رئيس فريق التمثيل فى بر مصر كله وبعد هذه المكالمة قام منير على صفحته فى الفيس بنشر حقيقة الأحوال الصحية للفنان الكبير ولله الحمد فقد خاب إخواننا الفيس بوكية عليهم لعنة الله بالطبع لا أقصد منهم سوى هؤلاء الذين يتمتعون بالجهالة والثقالة والجهامة ويكرهون البشر والفنون والفنانين ويذيعون أخبارا ما أنزل الله بها من سلطان وهم يقتلون بالفعل كل يوم فنانا كبيرا ولم ينج منهم أحد على الإطلاق وأعود للفنان الجميل نور الشريف وأقول إننى من حسن طالعى أننى ذات يوم وأنا بأحد المولات فى مدينة الشيخ زايد وجدته أمامى جالسا على أحد المقاهى وتبادلنا الأحاديث فقد باعدت بيننا الأيام لفترة طويلة وإن كان التواصل ولله الحمد لم ينقطع بفضل عطائه الفنى العظيم على مدار أكثر من خمسين عاما كان نور الشريف خلالها يختار فيحسن الاختيار لدرجة أن الولد الشقى السعدنى الكبير عليه رحمة الله عندما شاهد فيلمه الكبير «سواق الأتوبيس» قال هذا أعظم فيلم أنتجته السينما المصرية بعد رحيل عبدالناصر وكان السعدنى الكبير يرى نور الشريف فنانا متميزا فى اختيار الورق الأمر الذى جعله يملك رصيدا متنوعا من الأعمال حقق به تفردا فى دنيا الفنون والجنون.. أما العم الغالى صلاح السعدنى فقد كان دائما ما يصارحنى بأن نور الشريف فى جيلهم هو أعظم ممثل بلا جدال وقد التقى السعدنى مع نور الشريف فى عدة أعمال منها فى التليفزيون «أديب» ومنها فى السينما وأهمها «زمن حاتم زهران» وإن كانت الصداقة التى بينهما هى بالتأكيد أضخم بكثير من كل الأعمال الفنية التى قدماها خلال مسيرة العطاء الفنى، وعندما علم الفنان نور الشريف أن العم صلاح مهموم بسبب أزمة صحية وخضوعه لجراحة دقيقة تحت إشراف فريق طبى من مستشفى الصفا ومستشفى الشروق على الفور قرر الفنان نور الشريف أن يقوم بزيارة من أجل رفع معنويات السعدنى ويشد من أزره وبالفعل جاءت النتائج كما المعجزات فإذا بالسعدنى يخرج من الحالة الحرجة التى سيطرت عليه واستعاد هو ونور الشريف ذكريات مسلسلات «الضحية والرحيل والساقية» التى لعب فيها السعدنى أول أدواره وأخلدها شخصية أبوالمكارم، وتذكر السعدنى بالخير دور نور الشريف الخالد فى «القاهرة والناس» الذى مهد لنجومية غير مسبوقة لنور الشريف بعد ذلك فى عالم الفن، وتذكر السعدنى حكاية عجيبة حدثت له أمام خزينة التليفزيون فى بداية الستينيات عندما ذهب ليقبض أجره عن أداء دوره فى الجزء الأول من الخماسية وهو الضحية فإذا بالصراف يقول له بأن اسمه ليس فى كشوف الممثلين ويدوخ صلاح دوخة الأرملة فإذا به يكتشف أن اسمه انضم بفضل موظف أهبل وعبيط إلى الكومبارس وعندما سألوا الرجل عن السبب قال الله هو مش عامل دور واحد أخرس يبقى صامت. حيقبض إزاى!! وقد استطاع مسئول رفيع بالتليفزيون أن يصحح هذا الخطأ ونال السعدنى أجرا بحسابات تلك الأيام يعتبر من أدوار البطولة فقد ثبت السعدنى أقدامه على طريق النجومية بعد أن أجاد فى أداء دور أبو المكارم الأخرس وبلغ أثره إلى أنحاء الوطن العربى وأمضى السعدنى ونور الشريف أمسية رائعة وهما يستعيدان زمنا رائعا وجميلا فى فنه وذكرياته.. وهو بالتأكيد ليس له مثلا، يكتفى أنه كان خاليا من هذا الفيس بوك وتلك الشخصيات الناقصة التى تجد فى شبكة التواصل الفيسبوكية الملاذ الآمن لتبث سمومها وأخبارها الكاذبة حول أهل الفن وأهل السياسة ولكن يبقى أخبث هؤلاء جميعا هم من يزيفون واقع الحال فى بر مصر والحق أقول لو كنت مسئولا عن هذا البلد لأمرت بإغلاق هذا الفيس بوك وكل ما هو تابع له من ماسينجر إلى واتس آب إلى «فايبر» لعنة الله على كل من أساء استخدام هذه الوسائل ووجه من خلالها ما تسبب فى كوارث لأهل الفن الذين نتمنى أن يديم الله عليهم نعمته لكى ينيروا حياتنا ضياء وشعاعا وفكرا وفنا ولو كره بعض الفيسبوكيين.. خيبة الله عليهم!! ∎