عم الفساد وانتشرت الرشوة.. العبارة الأشهر الممهدة للثورات وهو ما كان واقعا قبل الثورات المصرية الأخيرة والذى مازال سلسلة ممتدة حتى اليوم وازداد ، ومايدهش أن جميع الحكومات قبل 25 يناير وبعدها اعترفت بالفساد حتى أن مسئولا ذا شأن اتهم بعد ذلك فى قضايا فساد، اعترف بأن «الفساد فى المحليات أصبح للركب» وكأنه يحفظ ماء وجه النظام «البرىء» والذى يجاهد لمحاربة الفساد دون جدوى، فأصبحت الرشوة بوابة العبور إلى مصالح العباد وتغلغلت الواسطة والمحسوبية فى جميع الهيئات الحكومية وغير الحكومية، فالفساد فى كل قطاعات الزراعة والصحة والتعليم و.... حتى الصحافة والإعلام. توحش الفساد والقضية الشهيرة فى أكبر مؤسسة صحفية مازالت أمامنا والتى استغل رئيسها نفوذه فى مجاملة محاسيبه وبيع الإعلانات لهم.
وهو ما يقودنا إلى قضية أخطر الآن وهو الإعلانات التى يدفع أموالها بعض رجال الأعمال التى يعلم الجميع تورطهم وقرب صلتهم بالجماعات المتطرفة، لعل هذه الإعلانات تساهم فى تبييض وجههم فنرى صفحات كاملة عبر الصحف واستضافة برامج الفضائيات لرجال أعمال فى حوارات مطولة يتخللها فى استحياء سؤال عن ما يتردد عن علاقة الضيف بتلك الجماعات والذى يجيب بالطبع أن أصحاب رؤوس الأموال دائما مستهدفون بالشائعات.
بينا نجد أحد المرشحين للرئاسة يتحدث عن تبنيه مكافحة الفساد وهو يذكرنا بالأحاديث التى كان يتلوها علينا مسئولوا العهود السابقة عن تفعيل آليات معاهدات الفساد وتنظيمها بين الدول، ولكون التوصيات الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب جديدة نسبيا ولعدم وجود خبرة كافية فى تفسيرها وأيضا تنفيذها فيجب الانتباه إلى عدة توصيات اعتمدتها الأممالمتحدة بشأن غسل الأموال وتنظيم الإرهاب وفى مقدمتها تجريم تمويل الإرهاب والمنظمات القائمة به ووضعها ضمن الجرائم الأصيلة فى جرائم غسل الأموال.
وتجعل من أنشطة هذا التمويل جرائم مستقلة ومحدودة وكذلك وجوب تنفيذ إجراءات تجميد الممتلكات المملوكة للإرهابيين المادية أو العينية واتخاذ الإجراءات الملائمة كتمكين السلطات المختصة بحجز ومصادرة الممتلكات المخصصة أو المزمع تخصيص عوائدها فى تمويل الإرهاب والمنظمات الإرهابية.
وكذلك الإبلاغ عن المعاملات المشبوهة فى حالة ما كان هناك ارتياب أو حين توجد أسباب معقولة فى أن الأموال ذات صلة بتمويل الإرهاب.
واذكر فى «مزاميرالأمن» أيضا التعاون الدولى فى تسيلم الإرهابيين ، والذى جعلته قطر «تهاون» الدول وإيواء الإرهابيين ودعاة الفتن وتهريبهم إذا لزم الأمر.
المدهش أن المجتمع الدولى يدعو الدول وكل السلطات المحلية إلى تفعيل التوصيات الخاصة بمكافحة الإرهاب وتمويله عبر صفحاتها على الشبكة العنكبوتية ،بل وإصدار قوانين تسهل للحكومات القضاء على الإرهاب .
تذكر الإحصائيات الرسمية أن نسبة الفساد وصلت إلى التصفيات النهائية ونحن مازلنا نستمع لأحاديث «جودو» والذى لن يأتى لنا كفارس من العصور الحجرية ليغير واقعنا الفاسد.