الاختفاء عن المشهد

ليس صحيحاً ما تدعيه مجلة ال«فورين بوليسى» الأمريكية من أن المشير عبدالفتاح السيسى المرشح لرئاسة جمهورية مصر العربية مختف وبعيد عن جماهيره ومؤيديه من الشعب المصرى، وهذا الادعاء والكذب من ضمن الادعاءات المغرضة التى دأبنا على سماعها، ومنها أن السيسى يخشى عمل مناظرة مع منافسه الوحيد صباحى وتناسوا أن تلك المناظرات تعقد فى مناخ سياسى عادى غير الظروف الاستثنائية التى تعيشها مصر فى الفترة الحالية والتى تحارب الإرهاب فى ربوع مصر كلها، وهو أيضاً مرشح ليس بحاجة إلى دعاية كغيره من المرشحين الحاليين أو السابقين لنفس الظروف الاستثنائية التى دفعته للترشح، لذلك ليس عيباً أن يحرص المشير وأعضاء حملته على الحفاظ - بقدر الإمكان - على حياته المهددة - سواء من الخارج أو الداخل - من أجل هذا الوطن، لذلك يجب أن تكون كل خطواته وتحركاته محسوبة، هذا بالإضافة إلى أنه هو والمسئولين عن حملته حريصون على عدم إعلان برنامجه السياسى قبل فتح باب الدعاية الانتخابية رسمياً يوم 2 من مايو الجارى وذلك التزاماً منهم بالقانون وبالإجراءات التى وضعتها لجنة الانتخابات الرئاسية.

ومع ذلك لم يكن المشير بعيداً عن فئات الشعب المختلفة حيث التقى مع بعض أهالى النوبة، وشيوخ وأهالى سيناء وبعض المعاقين، كما عقد اجتماعاً آخر مع وفد من المجلس القومى للمرأة، كما أنه التقى بأكثر من ستين شخصية رياضية من مسئولى الأندية والاتحادات والنقاد الرياضيين ودعاهم إلى نبذ التعصب والعمل على تهدئة الأجواء فى الوسط الرياضى خلال الفترة المقبلة، كما التقى المشير وفداً من رموز الفكر الاشتراكى والناصرى واليسارى فى إطار التواصل مع مختلف التوجهات السياسية والرموز الوطنية والشخصيات العامة لمعرفة رؤيتهم للمشكلات التى تواجه المجتمع المصرى وسيناريوهات حلها بما فيه مصلحة الوطن، وأخيراً كان المشير مع وفد اتحاد الغرف السياحية لسماع العديد من الرؤى والاقتراحات لتنمية قطاع السياحة بمصر لزيادة عدد السياح ليصل إلى 35 مليون سائح سنويا.. وهكذا.. لذلك أنا أعتبر الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى مصر قريباً جداً - إن شاء الرحمن - لن تكون مثل أى انتخابات رئاسية أُجريت من قبل سواء فى مصر أو فى أى دولة أخرى وذلك للظروف العصيبة التى تمر بها البلاد وعندى اليقين أن الله سيوفقنا إلى ما فيه الخير، وسيولى مصر لمن يأخذ بيدها - وتحيا مصر.