لا أعرف كيف أخاطبك فى المائة يوم الأولى.. هل أخاطبك بالرجل البسيط الذى خرج من رحم الثورة.. أم برجل السياسة وموبقاتها.. أم بعالم الفلزات بهندسة القاهرة.. أم برجل جماعة الإخوان المسلمين بما لها وعليها.. أم برئيس الجمهورية المنتخب فى أشرس معركة انتخابية فى تاريخ مصر.. حديثا وقديما.. وأخيرا هل أخاطبك بأبو الأولاد والبنات. المهم.. المواطن يا دكتور مرسى فى الوزارات والمصالح الحكومية وأصحاب المحلات وغيرهم من شرائح المجتمع لم يشعر بعد بوجود ثورة ولم يتذوق نتائجها بأدنى مستوياتها.. لذلك سيبقى الاحتقان والتذمر حتى لو لم يظهر فى صوره الاحتجاجية المعلنة.. إلا أنه سينعكس على أى قرارات تأخذها حتى لو كانت صحيحة.
د.مرسى.. أنت تعلم أن الوظائف الحكومية فى جميع الأماكن كانت معاييرها الأساسية رضا مباحث أمن الدولة والأجهزة الأمنية المختلفة دون الخبرة والكفاءة والأخلاقيات.. بدعوة ترسيخ مبدأ الولاء لتقنين الفساد ولحساب الكبار أو النخبة أو الصفوة.
فأتمنى منك أن ترسخ مبدأ العدالة والكفاءة.. وأن تنشئ لجنة ذات ثقة من مؤسسة الرئاسة.. بل يمكنها الذهاب إلى الوزارات المختلفة لمناصرة أصحاب المظالم ومحاسبة المقصرين والمفسدين مهما علا شأنهم وتقديمهم إلى المحاكمة إن تطلب الأمر.
الأمر الذى يجعل حالة الاحتقان النائم فى قلوب هؤلاء المواطنين تذوب بمرور الوقت.. بعد سنوات من القهر والظلم والاستبداد وعبارة «اضرب دماغك فى الحيط.. أكبر ما فى خيلك اركبه».
أعتقد يا دكتور مرسى أنه اقتراح وليس عيبا أن تقبله من مواطن ليس إخوانيا ولاينتمى لأى فصيل سياسى إلا مصلحة الوطن العليا.
د.مرسى.. هناك من الكلام الكثير.. ولكن أطالبك بدافع الوطنية المصرية التى تجمعنا أن تدعم هذه اللجنة بكل قوة وشجاعة وصبر.. وصلاحيات حقيقية.
د.مرسى.. حاول أن تذهب إلى المشاكل قبل أن تأتى هى إليك.. وتوقف مسيرة برنامجك أو مشروعك.
د.مرسى.. ثق فيما أقوله لك.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.
وأخيرا أشكرك على تحيتك الجليلة لرموز الوطن.. الجيش.. الشرطة والقضاة.. وفضيلة الإمام شيخ الأزهر.. د.أحمد الطيب. ولنتواصل.