سيادة المشير طنطاوى.. أعترف بأننى كنت ضد فكرة المجلس الرئاسى التى طرحها د. محمد البرادعى منذ فترة طويلة.. لأسباب عديدة وقتها أن نترك المواطن المصرى يفرز الغث من السمين ويعيش حياة ديمقراطية حقيقية... ويشعر كل مواطن مصرى أن صوته له قيمة.. والكل بدون استثناء يحتاج هذا المواطن صغيراً أم كبيراً... فقيراً أم غنياً.. ليستعيد هذا المواطن اعتزازه بنفسه وكيانه وكرامته التى أهدرت لسنوات عديدة.. لأسباب الكل يعلمها.. ولكن..بعدما وصلت الأمور إلى هذه السخونة أو قل الغل والحقد والكراهية التى لم يسبق أن شعر بها المواطن المصرى ضد أخيه فى الشارع وفى العمل حتى فى المنازل والأسرة الواحدة.... هذا الأمر ينبئ عن معارك فردية كبيرة ستنشب فى الشوارع والميادين ناهيك عن مخططات كلا المرشحين د. مرسى والفريق شفيق.. بما لهما من نفوذ وسلطان وأموال لا حصر لها.. فكلاهما يشعر بأن خسارة أحدهما تعنى قطع رقبته بأى شكل من الأشكال ولا داعى للتفصيل أكثر..
لذلك أدعوك أن تأخذ قراراً تاريخيا ليس حقناً للدماء فقط بل حقناً لاستمرار وتصاعد موجه الكراهية بين أفراد الشعب الواحد.. بعمل مجلس رئاسى مصغر من أبرز المرشحين وبعض القادة العسكريين لإدارة أمور البلاد لمدة سنة.
وأعتقد أن هذا الاقتراح أيضا حاول الأستاذ الكبير الذى يكن له الكثير من المصريين كل التقدير والاحترام الأستاذ فاروق جويدة فى جريدة الأهرام منذ أيام وهو رجل يعلم القاصي والداني أنه لا يبغى سلطانا أو نفوذاً وليس له مطمع فى منصب ويمكنك أيضا أن تدعو إلى استفتاء شعبى بسيط من خيرة وأساتذة الدستور والقانون وآراء نخبة من المثقفين المشهود لهم بالحيادية والشفافية وهم معروفون لدى الجميع.
سيادة المشير... لا أعتقد أن فوز د. مرسى أو الفريق شفيق سيهدأ من سخونة المشاعر بين المصريين بعضهم البعض بل سيزيد حالة الاحتقان ومشاعر الكراهية ولكن وجود فترة ما من الهدوء وتسيير مصالح المواطنين التى توقفت تماما منذ شهور سيعطى المواطن المصرى استراحة لمراجعة نفسه فى كيفية الاختيار دون ضغوط نفسية وحياتية ومعيشية أيضا.
فهل يستجيب المشير طنطاوى لقراءة هذه الفكرة بدقة وليعتبرنا سيادة المشير أصحاب هذا الرأى هم الطرف الثالث لكلا المرشحين د. مرسى والفريق شفيق ولكن دون دماء أو كراهية.