التقي جمع من أهل الفنون والأدب والصحافة في سرادق عزاء الكاتب الراحل الجميل الذي مر علينا كما النسمة أحمد بهجت ومع شديد الأسف اتفق الجميع علي أن اللقاء بين هؤلاء جميعا تعذر هذه الأيام لدرجة أن المكان الوحيد الذي يشهد تجمعهم أصبح هو تقديم واجب العزاء ومع شديد الأسف فقد انعكست الأحوال علي نفسية الجميع وكان الاكتئاب هو سيد الموقف فالأحوال لا تسر العدو قبل الحبيب ودولة الفنون أصبح الخطر يهددها من كل صوب وحدب، ومع ذلك فإن الأمل يحدو الجميع أيضا بأنه ربما تظهر انفراجة تدفع الأمور للأمام هكذا كان رأي الفنان خالد زكي الذي ينظر إلي الأمور من خلال نظارة تفاؤل وأمل لواحدة من أهم الصناعات التي تتميز بها مصر وهي صناعة الفنون وراقب من بعيد نجم العرب الكبير عادل إمام وهو يستقبل ابن العم أحمد السعدني ويبشره بأنه أخيرا تم الاتفاق علي البدء في تصوير بقية مسلسل فرقة »ناجي عطا الله« وبالطبع لم تغب نتائج انتخابات المرحلتين الأولي والثانية من الأحاديث الجانبية ويستمع العم صلاح السعدني إلي رأي يقول بأن نتائج الانتخابات سيدفع ثمنها بشكل فادح أبناء مهنة التمثيل وهنا اعترض السعدني قائلا أن الشيخ حسن البنا في بدايات القرن الماضي أسس فرقة المسرح الإسلامي والتي أخرجت لنا أحد العبقريات النادرة في عالم التمثيل والإخراج وهو الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي وأيضا الممثل الكبير محمد عثمان الذي لم يأخذ حقه في الشهرة ثم يقطع المقرئ الحديث الدائر لنستمع إلي صوت جميل ينبئ ببزوغ موهبة في عالم القراءة فاستمع من الفنان القدير قيس عبدالفتاح عن حلاوة الصوت وكيف أن العملية الفنية هي التي تحكم القراءة من حيث التضغيم وقلب الحروف والنغمات فالفن يحيط بنا من كل جانب من جوانب الحياة حتي في الدين وينظر نبيل الحلفاوي حوله فيجد مسئولين سابقين ووزراء حاليين ورجالا كانوا في الحزب الوطني واختفوا من الساحة فيقول هذه هي أعظم مميزات هذا البلد أنه لايقصي أحدا ولا يحكم علي أحد بالإعدام وأن المسئول السابق المحترم يلقي نفس الترحيب والاحترام في كل مكان ويحكي محمود الجندي عن تجربة فريدة من نوعها خاضها في بلدته مع جيرانه وأهله عندما أسسوا بيت العيلة قبل أن يخرج بالفكرة شيخ الأزهر بشهور طويلة وكيف أن هذا البيت استطاع أن يستوعب المشاكل العويصة منها بالتحديد ورفع الشيء الكثير عن كاهل رجال البوليس والقضاء واستطاع حل معظم المشاكل التي عرضت عليه وخرجت الأطراف كلها سعيدة راضية بالأحكام وتمني محمود الجندي لو أن هذه التجربة تم تعميمها في أنحاء مصر وهنا انبري عمر عبدالعزيز للكلام فرشح صلاح السعدني عمدة لبيت العائلة الفنية حتي يرفع عن كاهل النقابات الفنية بعض المشكلات التي تبدو أحيانا بلا حل ويدخل وائل نور فيلقي كل ترحاب من قبل الجميع ويندهش وائل من حرارة الاستقبال فإذا به يعلم السبب بعد قليل فهو الممثل الوحيد الذي يقدم عرضا مسرحيا »هذه الأيام« المفترجة والعرض قام بتمصيره وإخراجه الفنان عادل أنور ويقدم بشكل يومي علي المسرح العائم وكان الفنان وائل نور قد ابتعد عن مجاله الحيوي لما يقرب من العامين، ولكن دوره كفنان أجبره علي قبول النزول إلي ساحة الفنون وعرض العمل المسرحي في هذا التوقيت البالغ الحساسية لكي يؤكد أن دولة الفنون في مصر باقية ما بقيت الحياة.. وهنا ترحم الجميع علي مسرح الفنانين المتحدين لصاحبه الفنان الكبير سمير خفاجي وصلاح السعدني في صحبته قائلا بعد العزاء سوف نتوجه للسلام علي أبوالمسرح المصري عمكم سمير خفاجي وبالفعل وبعد انتهاء مراسم العزاء صحب صلاح أصدقاءه من أهل الفن واتجهوا إلي منزل سمير خفاجي الذي كان يعاني نوعا من الاكتئاب بفضل الجو العام الملبد بالغيوم والأحداث الدامية التي يشهدها الشارع المصري والتي منعت خفاجي من الخروج إلي الشارع ولكن السعدني أكد له أن الأمور تسير علي طبيعتها بعيدا عن مكان الأحداث ودعاه إلي جولة في شوارع القاهرة ولكن سمير طلب أن يكون اللقاء عنده وبشكل أسبوعي فتحدد يوم الخميس من كل أسبوع يوما يناقش فيه أهل الفن أمور البلاد والعباد وعلي وجه الخصوص الأحوال الفنية ومستقبلها في ضوء ما هو حادث وعندما علم خفاجي بوجود عرض مسرحي في المسرح العائم قبل الدعوة لمشاهدة المسرحية علي أن ينضم أبطالها إلي صالونه الفني والذي نتمني أن يكون له أثر علي مستقبل الفنون في بلادنا!!