- لا شىء هنا يُفرِّح الآن. قلتُ: والشمس التى أشرقت وبعد لم تغب؟ - ساعة أو ساعتين.. تأملى ترينها فى كل يوم تنتحب وربما تَشْقى فى حضن البحر أو تذوب قلتُ: القمر جنونه روعة التحديق فى وجهه وهو يهتف فى السماء كل ليلة: أكون أو لا أكون فيكتمل - هو آفل كالآفلين مهما استدار فإنه إلى منازله يعود مثلنا قطًا أليفًا يمضى إلى ركنه ويغفو فى سكون قلتُ: الجبال تُحبنا فى قلب كل صخرة نبتٌ صغير أخضر - وكل نبتة دمعة! أَمَا رأيتِ بحرة الدمع وقد جرت من القمم حتى السفوح؟ قلتُ: اتئد تُولد العَبَرات أحيانًا من قلب السرور فى كل حزن ثَمَّ أفراح صغيرة كما تنمو الزهور هذه الدنيا إذا شئنا جنة على الأرض وإن لم نر سوى نارها تَوَقَّدت فينا الجِمار وأشعلت فينا الرماد فنولد من جديد فابتسَم - هل كل شىء يفرح هاهنا كما ترين؟ قلتُ: من عطر الوجود شىء ما يبقى فى كل روح ويفرح إن يشأ إذا أراد أن يكون.