وسط استمرار موجة ارتفاع أسعار السلع الغذائية العالمية، من تداعيات للأزمة الروسية الأوكرانية اهتمت الصحف الأوروبية الأسبوع الماضى بآثار تضاعف أسعار الحبوب فى أوروبا، ودعوات الحكومات فى دول الاتحاد الأوروبى للمواطنين بترشيد الاستهلاك. وأشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيريوك إلى تضاعف أسعار الحبوب مشيرة إلى أنه لابد من إجراءات لمواجهة أزمة الغذاء. فيما دعا «نيلز أنين»، وزير الدولة للشؤون البرلمانية بوزارة التعاون الاقتصادى والتنمية فى برلين، المواطنين لتقليل استهلاك المواد الغذائية واللحوم فى محاولة للسيطرة على تداعيات نقص وارتفاع أسعار السلع منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية, وقال الوزير حسب تقارير نشرتها صحفا أوروبية لابد من إجراءات لتقليل المساحات التى تزرع لعلف الماشية، وبالتالى توفيرها لزراعة منتجات أخرى، لافتا إلى أنه لو تم تقليص استهلاك لحوم الخنازير على بنسبة 30 %، سيساهم فى «تحرير» مليونى هكتار أراضى صالحة للزراعة، لمحاصيل أخرى فى مواجهة أزمة عالمية, ورافقت الأزمة الروسية الأوكرانية أزمات فى الأوضاع المعيشية داخل أوروبا، حيث ارتفعت معدلات التضخم بنسبة كبيرة، كما ارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية والوقود التى تزايدات حدة آثارها مع فرض العقوبات الاقتصادية على موسكو, وسببت العقوبات على روسيا فى مشاكل اقتصادية فى أغلب الدول الغربية، كون موسكو من أكبر الدول المصدرة لموارد الطاقة فى العالم، إضافة للحبوب وكثير من السلع الغذائية. وألمانيا واحدة من أكثر الدول تضررًا من الأزمة وأكثرها سرعة فى التعامل مع المخاوف من نقص الغذاء العالمي، الأزمة التى تلوح فى الأفق, ودعت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك دول العالم لمزيد من حشد الجهود لمواجهة أزمة الغذاء، مشيرة إلى أن أى شخص يتوجه إلى أى سوق الآن يدفع للحبوب ضعف الثمن الذى كان يدفعه، وقالت إن هناك نحو 38 مليون رجل وامرأة وطفل معرضون فى غرب أفريقيا لأزمة غذاء الأشهر المقبلة، وهو ثلاثة أضعاف ما كان عليه هذا العدد منذ نحو 3 سنوات.