فى مدخل البهو المهيب لمبنى هيئة الأرصاد الرئيسى الذى افتتح فى 28 أبريل 1952 تستشعر عبق الماضى العريق بدأنا جولتنا بحوار مع مايسترو هذه المنظومة اللواء جوى «هشام طاحون» رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد، فكان هذا الحوار: • نوَدّ أن نتعرف على تاريخ هيئة الأرصاد؟ - حظيتُ بشرف رئاسة الهيئة العامة للأرصاد الجوية أحد قطاعات وزارة الطيران المدنى وإحدى القلاع العلمية والتطبيقية فى مصر والمنطقة العربية وإفريقيا، مؤسّسة لها تاريخ عريق وساهمت على المستوى الدولى منذ زمن طويل، فلدينا رصدات منذ عام 1829 كتبت بخط اليد، ورصدت للدول المجاورة كإيطاليا واليونان؛ حيث لم تكن هذه الدول تملك من الإمكانيات ما يخدم علم الأرصاد آنذاك.. وما نفخر به أن الدكتور فتحى طه كان رئيسًا للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية لدورَتين متتاليتين لمدة 8 سنوات فى چنيف، وصورته فى مدخل المنظمة للآن، والدكتور «الفندى» من علماء الأرصاد بالهيئة وكتبه لاتزال تدرّس للآن فى الخارج كمرجع فى علوم الأرصاد، ولدينا اليوم ما لا يقل عن 80 دكتورًا تخصص أرصاد و130 دكتورماجيستير.. وترأس مصر متمثلة فى وزير الطيران اللواء «محمد منار» مؤتمر الوزراء المَعنيين بشئون الأرصاد الجوية (AMCOMET). • وما شروط تجديد شهادات «الأيزو» للسنة الثالثة؟ - يتم ذلك بعد اجتياز المراجعات الدولية والتأكد من تطبيق أعلى القياسات الدولية فى مجالات توقعات الطقس والطيران والتنبؤات البحرية، ومراقبة الغلاف الجوى، وصيانة ومعايرة أجهزة الأرصاد الجوية، وتدريب واعتماد خبراء ومراقبى الأرصاد الجوية ومجالات البحث العلمى، والتفتيش الفنى والمالى والإدارى، فضلًا عن التعاون المحلى والإقليمى والدولى للأرصاد الجوية والبث وتبادُل وتوزيع معلومات الأرصاد الجوية. • ما إدارات الهيئة، وما القطاعات التى تخدمها فى الدولة؟ - إدارات الهيئة هى الإدارة المركزية للتحاليل والتنبؤات، وتضم الإدارة العامة للتحاليل الجوية والإدارة العامة للتنبؤات الجوية والإدارة العامة للحاسب الإلكترونى والإدارة المركزية للمحطات والأجهزة والإدارة العامة للمحطات السطحية والإدارة العامة للمحطات العلوية والإدارة العامة لأرصاد القوات المسلحة والإدارة العامة للأجهزة والمعامل والورش والإدارة المركزية للبحوث والمناخ والإدارة العامة لبحوث الأرصاد والإدارة العامة للمناخ والإدارة المركزية للتدريب وتضم الإدارة العامة للتدريب التخصصى والإدارة العامة للتدريب الفنى والإدارة العامة للتدريب للبرامج والتقييم، كما تضم الهيئة شبكة كبيرة من محطات الرصد الجوى المتنوعة تصل إلى أكثر من مائة محطة رصد موزعة على أنحاء الجمهورية، وتقوم الهيئة بعدة خدمات لمختلف قطاعات الدولة. ومن حق المواطن معرفة أن دور الهيئة لا يقتصر على «هنلبس إيه النهاردا؟» أو معرفة درجة حرارة أو وجود أمطار فقط! لأنه للأسف حصرت معرفة دور الهيئة لديه فى ذلك.. لكن التنبؤات تخدم قطاع الطيران المدنى بالكامل ومسئولة عن تأمين الملاحة الجوية فى مصر والطيران القادمة والمسافر وإصدارات لتأمين الطيران وقطاع الملاحة البحرية، للبحرالأحمر والمتوسط وهو إصدار يومى، وخدمة قطاع الزراعة بتقديم تنبؤات للمزارع عن درجات الحرارة والصقيع، والأمطار خلال ثلاثة شهور ،ولنا إصدارات تخص معدلات التلوث وهناك تعاون مع وزارة الإسكان، فلو أن هناك مشروعًا سكنيّا فى مكان معين ندرس طبيعة الجو فيه هل المنطقة معرّضة لسيول وأمطار؟! والكبارى المعلقة نقوم مع وزارة الإسكان بعمل كود السيول نمدهم بكمية الأمطار لعمل مخرات سيول، فلم يعد الموضوع عشوائيّا، ولو مشروع زراعى هل المنطقة تصلح للزراعة؟!؛ لأن المعلومة مفيدة لصانع القرار؛ لأن استخدام العلم عن طريق الخريطة التفاعلية التى نعمل عليها الآن يتنبأ بمشاكل توضّح الصورة المستقبلية لصانع القرار. وتضم الهيئة مركز القاهرة الإقليمى للتدريب، معتمد من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الذى يقوم بتأهيل وتدريب العاملين فى مجالات الأرصاد الجوية على المستوى الإقليمى امتددًا لدورنا الريادى فى المنطقة. • ماذا عن التنسيق بينكم وبين مجلس الوزراء والمحافظين؛ خصوصًا مع موسم الشتاء والأمطار؟ - هناك تنسيق مباشر بين غرفة العمليات المركزية بالهيئة وجميع أجهزة الدولة المَعنية على مستوى المحافظات وقطاع إدارة الأزمات والكوارث بمركزالمعلومات التابع لمجلس الوزراء؛ لمتابعة وتجنّب حدوث أى أزمة مع دخول الموسم الشتوى لهذا العام، وذلك وفقًا للدور الوطنى المهم المنوط بالهيئة العامة للأرصاد الجوية فى الحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين وتأمين المنشآن، وهذا الاتصال المباشر مع غرفة الأزمات بمجلس الوزراء، وكذلك مع المحافظين يُحدث دقة وسرعة لاتخاذ القرار، فعند اتخاذ قرار بإجازة مثلًا من قبل المحافظ، يعتمد على تنبؤات الهيئة؛ خصوصًا المحافظات الساحلية كالإسكندرية، فالاتصال يكون أيضًا تليفونيّا بشكل فورى، فالتحذير يحد من الكوارث لوجود الاستعداد، ونعمل اليوم على الخريطة التفاعلية حتى عام 2100 لجهاز شئون البيئة مع إدارة المساحة والمعلومات التاريخية للجو ومساعدة صانع القرار، ونعمل كذلك على إخبار المواطن العادى ليعرف خريطة الأمطار والجو بأكثر من إصدار، وهناك جدول للتنبؤ ب 6 أيام فى المستقبل القريب والعمل على وجود «موبايل أبليكيشن» للهيئة.. ويجب أن نقر بأن هناك إرادة سياسية وحرصًا على تطوير مؤسّسات الدولة، فالرئيس السيسى فى عام 2016 دَعّمَ الهيئة ب 180 مليون جنيه لخطة التطوير التى أشرف عليها الرئيس بنفسه. وعلى مدار عصور تغير وزراء كثيرون، ولكن الوزير «محمد منار» من أكثر الوزراء اهتمامًا بالهيئة لمعرفته بالدور الذى تلعبه الهيئة لأنه طيار يدرك أهمية وتأثير الهيئة. • ما مشروعات التطوير المستقبلية؟ - لدينا 3 مشروعات تطوير مستقبلية، أولها شراء ثلاثة رادارات أوتوماتيكية لرصد الطقس وتوقعات الأمطار ومعرفة كثافة السحب وأماكن سقوط الأمطار، ما سيُحدث طفرة فى هذا المجال فى ثلاثة مواقع: مرسى مطروح والغردقة والقنطرة شرق، وثانيًا وشراء ثلاثين محطة آلية، وثالثًا التعاون مع شركة IBM فى إعداد بنية تحتية لازمة لتطوير إدارة للبحث العلمى لخدمة الهيئة وتركيب حاسب آلى عملاق فائق السرعة لتجميع الكم الهائل من المعلومات وتحليلها فى أقل وقت بأدق أسلوب للتنبؤ وسرعة عمليات الرصد والإنذار المبكر والاتصال السريع بشبكة المعلومات العالمية.
