قبل كورونا، طبقت جمعية «حواء المستقبل» طريقة جديدة لتعليم الكبار، تعتمد على تدريب المتحررين حديثًا من الأمية، على استخدام التابلت التعليمى، فى التفاعل مع منهج «المرأة والحياة» الذى تطبقه الجمعية فى محو الأمية. كانت الجمعية قد أعطت لشركة مايكروسوفت المنهج الورقى «المرأة والحياة» الذى يعتمد على المعرفة والمهارات من أجل الحياة، ليحوله إلى رسوم متحركة وحوار، ليكون أكثر جاذبية للطلاب، وليمكن للمتحررين من الأمية متابعة هذا المنهج، بعد الانتهاء من إنهاء دراسة التسعة أشهر واجتياز امتحان محو الأمية. دربت الجمعية المعلمين على كيفية تعليم الدارسين استخدام التابلت، والدخول إلى الموقع ومتابعة الأفلام الكرتون بشخصياتها الموجودة فى الكتاب، ليثبتوا المعلومات التى تلقوها فى الفصول من خلال المنهج الورقى. بعد كورونا، شاركت الدكتورة إقبال السمالوطى، رئيس الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار، هذه التجربة خلال لقاء نظمته اليونسكو عبر تطبيق زووم، لمناقشة مستقبل تعليم الكبار بعد كورونا، بمشاركة 100 مشارك من المنظمات العاملة فى مجال التعليم. قاد اللقاء خبير اليونسكو ورئيس هيئة تعليم الكبار الأسبق فى مصر، د. رأفت رضوان، وتوصل المناقشون إلى أهمية تدريب المعلمين على التعليم عن بعد والتعلم المستمر عن بعد، وإمكانية الاختبارات ومنح الشهادات أونلاين، وتبادل التجارب والدعم الفنى للنماذج الرائدة المبدعة باستخدام التعلم عن بعد والمستمر للكبار، وخاصة للفئات الأكثر احتياجاً «المرأة، الأشخاص ذوى الإعاقة، اللاجئون والنازحون...إلخ». بالطبع أغلقت فصول محو الأمية بجمعية حواء المستقبل، ضمن تعليق الدراسة فى المدارس، وكان الدارسون قد سلموا أجهزة التابلت، «حوالى 200 تابلت»، لكن تجربة دخولهم على الإنترنت قد قربتهم من أولادهم، وجعلتهم ينطلقون و«هو ما نريده حتى لا يرتدوا للأمية مرة أخرى». بعد عودة فتح الفصول وقبول دفعة جديدة، تنوى د.إقبال وضع منهج المرأة والحياة الإلكترونى على منصة تعليمية تفاعلية، لتكون بداية للتعليم عن بعد بالتوازى مع التعليم داخل الفصول، ولاستمرارية التفاعل مع الدراسين والمتحررين من الأمية حتى لا يرتدوا للأمية مرة أخرى، بشكل أكثر مرونة وبتفاعل لايف من أى مكان.