لم يعد للفريق أحمد شفيق أى نفوذ فى بر مصر فهو لا يملك لأحد ضرا ولا نفعا ولكن الأمانة تقضى بأن نشهد لهذا الرجل الذى خرج من المؤسسة العسكرية ليتجه إلى مؤسسة مصر للطيران فإذا بأحوالها تنقلب على يديه وينضبط العمل داخلها وقد كانت الطائرات تهبط وتطير حسب التساهيل فأصبحت تفعل الشىء نفسه ولكن حسب جداول زمنية محددة الفريق احمد شفيق قبل أحمد شفيق كان الراكب يتوجه إلى المطار وأثناء عملية وزن الأمتعة يقوم الرجل الواقف إلى جانبك بفرك يديه قبل أن يضع الشنطة على السير.. يفرك أصابعه فإذا كنت غشيما أو عملت فيها أبلها أو ضربت طناش أو أن أبديت اعتراضا تحول على الفور إلى الزبون الآخر الذى هو بالإشارة يفهم ولديه استعداد لدفع المعلوم ومعه إجراءات معقدة وجلوس يمل منه الحليم فى صالة السفر.. يتم نقل الركاب عن طريق الأتوبيسات التى تسير عدة كيلومترات حتى الوصول إلى سلم الطائرة ولا أخفى على حضراتكم أن الركاب فى بعض الرحلات كانوا يمضون داخل الطائرة وهى محطوطة على الأرض عدة ساعات.. ليه؟! لابد الطائرة فى حاجة إلى إصلاح وعملية صيانة وقد يكون أحد المحركات مضروبا وبعد الانتظار الطويل قد يتم الإصلاح وقد يتعذر ويتوكل الكابتن على الله ويطير بعد أن يعرض على شاشات التليفزيون الآية الكريمة «وإنا إلى ربنا لمنقلبون» فإذا مرت الرحلة بسلام فخير وبركة وإذا تحولت إلى جمود صخر من علٍ فإنها إرادة الله.. أما المطار نفسه فإننا نعلم جميعا أن أحدا لم يفكر فى إحداث تطوير أو تحديث أو حتى تعديل عليه وكيف يفكر فى هذا الأمر والبال مشغول بعمليات السلب والنهب والهبر المنظم ولكن مجىء أحمد شفيق كان إيذانا بميلاد جديد لمصر للطيران فانشقت الأرض عن مطار جديد لا أحيد عن الحقيقة لو قلت إنه أفضل ألف مرة من مطار هيثرو فى لندن وأجمل من مطارات كثيرة كنت أراها وأتحسر على أحوال مطار القاهرة الدولى لقد أحدث أحمد شفيق معجزة حقيقية سواء فى المكان أو الإنسان الذى يريد المكان فتحولت المعاملة لكى تليق بالبشر كل البشر دون تمييز والحق أقول أننى تمنيت لو أن أحمد شفيق عملوا له كعب داير وانتقل من وزارة الطيران ليتولى وزارة الأوقاف وما أدراك ما وزارة الأوقاف وما يحدث فيها من إهدار لحقوق أصحاب الأوقاف.. وقلت بينى وبين نفسى ماذا سيصبح عليه الحال لو أن أحمد شفيق تولى وزارة الداخلية بالتأكيد كان حتما المواطن المصرى سيرتاح كثيرا بعد أن تحول إلى محطة للضرب والطعن والنزال. ولم تتوقف أحلامى عند هذا الحد ولكنى تمنيت بالفعل أن يتولى العمل التنفيذى من أساسه فيصبح رئيسا للوزراء ولكن لأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد جاء أحمد شفيق إلى هذا المنصب والوطن فى وضع مأساوى، ثارت الأمة على الظلم والفساد وعملية التوريث السيئة السمعة فإذا بمبارك يقوم بحرق اثنين من رجالات مصر الشرفاء أولهم عمر سليمان عندما عينه نائبا لرئيس الجمهورية والثانى أحمد شفيق الذى عين رئيسا لمجلس الوزراء ونحن جميعا نعلم أن الفساد الذى وصل إلى الركب لا يمكن لأحمد شفيق ولا لغير أحمد شفيق أن يصلح حاله بين ليلة وضحاها ونحن اليوم نمر بمرحلة هدم لنظام فاسد ومحاكمة لرموزه وما أسهل الهدم ولكن ما أصعبها عملية البناء التى سوف تتم بعد أن نزيل جميع أنقاض النظام القديم.. لم يمنح أحد أحمد شفيق وقتا ولا فرصة واتهموه بأنه أحد رموز نظام مبارك وسجل الرجل العسكرى المشرف وسلوكه بعد ذلك فى الحياة المدنية يشهد أنه أبدا لم يعرف الفساد طريقا إليه وأنه عمل فأخلص فأنجز فى كل موقع تولاه وكان حسمه وحزمه وأمانته هى مفاتيح سر هذا النجاح الذى تحقق عسكريا ومدنيا.. عمنا أحمد شفيق.. إننا لك شاكرون!!