تنمية شاملة بعد عقود من الإهمال| مشروعات زراعية وصناعية وبنى تحتية فى كل شبر من أرض الفيروز    تحرير سيناء.. «قصة كفاح نحو البناء والتنمية» ندوة بمجمع إعلام قنا    سيناء من التحرير للتعمير    رئيس اقتصادية قناة السويس: جذب 13 شركة معظمها صينية للاستثمار بصناعة المنسوجات بالقنطرة غرب الصناعية    بتخفيضات 30%.. الكاتدرائية المرقسية تستضيف مبادرة «خير مزارعنا لأهالينا»    عاجل.. تنبيه مهم من البنوك لملايين العملاء بشأن الخدمات المصرفية    وزير الاتصالات: مصر تطرح رؤيتها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في المحافل الدولية    «شهادات الموت والرعب والأمل».. أهل غزة يصفون 200 يوم من الحرب | خاص    جمعة فى مؤتمر رابطة العالم الإسلامى بالرياض: نرفض أى محاولة لتهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته    السيسى يحذر من أى عمليات عسكرية فى رفح الفلسطينية    سفير الصين: العلاقات مع مصر في أفضل حالاتها.. وتجمعنا طموحات مشتركة    تعرف علي عدد الأندية المصرية الموقوف قيدها حاليًا بفرمان من «فيفا».. مستند    تشكيل البنك الأهلى لمواجهة بيراميدز    رياضة الوادى الجديد تختتم فعاليات الحوار المجتمعي «دوي» وإعلان المبادرات الفائزة ببرنامج نتشارك    تريزيجيه ينافس مبابي ووالكر في قائمة مميزة حول العالم    بالصور| السيطرة على حريق اندلع داخل مصنع للمسبوكات بالوراق    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم الناقد العراقي مهدي عباس    تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "شقو"    عناوين مكاتب تطعيمات الحج والعمرة بمحافظة كفر الشيخ ومواعيد العمل    عاجل من الصحة بشأن منع هذه الفئات من الخروج في الموجة الحارة (فيديو)    فوز مصر بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    رغم توافر السيولة الدولارية.. لماذا يرفض التجار استلام بضائعهم من الموانئ؟| تفاصيل    قريبا.. مباريات الدوري الإسباني ستقام في أمريكا    زيادة وتيرة حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    حجز قضية مصرع شاب على يد 6 أشخاص في المنصورة للنطق بالحكم (فيديو)    العروسة في العناية بفستان الفرح وصاحبتها ماتت.. ماذا جرى في زفة ديبي بكفر الشيخ؟    طلاب كولومبيا: لن ندخل في مفاوضات مع إدارة الجامعة    هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تلقينا بلاغ عن وقوع انفجار جنوب شرق جيبوتي    الصحفيين والمهن التمثيلية تعقدان اجتماعا مشتركا لوضع ضوابط تغطية جنازات الفنانين    عيد الربيع .. هاني شاكر يحيى حفلا غنائيا في الأوبرا    توقعات برج الثور في الأسبوع الأخير من إبريل: «مصدر دخل جديد و ارتباط بشخص يُكمل شخصيتك»    عزف على أوتار الفقد    حكم الاحتفال بشم النسيم.. الإفتاء تجيب    هل هناك أذكار وأدعية تقال في الحر الشديد؟.. رد واضح من الإفتاء    أوراسكوم للتنمية تطلق تقرير الاستدامة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات    إجازة شم النسيم 2024.. موعدها وعدد أيامها بعد قرار مجلس الوزراء بترحيل الإجازات    رئيس جامعة جنوب الوادي يكرم الوفود المشاركة بالملتقى الفني 21 لشباب الجامعات    محافظ المنيا: تقديم كافة الدعم للأشقاء الفلسطينيين بالمستشفى الجامعي لحين تماثلهم للشفاء    خدماتها مجانية.. تدشين عيادات تحضيرية لزراعة الكبد ب«المستشفيات التعليمية»    حزب الحركة الوطنية يناقش خطة عمل المرحلة المقبلة والاستعداد لانتخابات المحليات    مديريات تعليمية تعلن ضوابط تأمين امتحانات نهاية العام    روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    تفاصيل مؤتمر بصيرة حول الأعراف الاجتماعية المؤثرة على التمكين الاقتصادي للمرأة (صور)    حقيقة حديث "الجنة تحت أقدام الأمهات" في الإسلام    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    دماء على «فرشة خضار».. طعنة في القلب تطيح بعشرة السنين في شبين القناطر    وكالة الفضاء المأهول الصينية تحدد يوم غد موعدا لاطلاق سفينة الفضاء المأهولة شنتشو-18    هل يجوز أداء صلاة الحاجة لقضاء أكثر من مصلحة؟ تعرف على الدعاء الصحيح    نقيب «أسنان القاهرة» : تقديم خدمات نوعية لأعضاء النقابة تيسيرا لهم    الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة    عمرو الحلواني: مانويل جوزيه أكثر مدرب مؤثر في حياتي    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    بشير التابعي: أتوقع تواجد شيكابالا وزيزو في التشكيل الأساسي للزمالك أمام دريمز    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق مهاب مميش:القناة بلا منافس
نشر في صباح الخير يوم 08 - 05 - 2019

رُغْمَ أنه خلع بزّته العسكرية منذ توليه هيئة قناة السويس فى 2012 فإنه لايزال مقاتلًا فى موقعه، حمى القناة من كل ما مَرّ على مصر من ثورات وتغيرات كان من الممكن معها أن يحدث أى حادث لهذا المجرى الملاحى المهم، ولكنه كان على قدر الأحداث، فلم تهدأ الملاحة فى القناة ساعة واحدة وظلت كما كانت مصدر الدخل الرئيسى لمصر.
تعود به الذاكرة إلى أولى أيامه فى القناة ليفتح لنا قلبه ويحكى لنا عن ساعات اتخاذ القرار وما مَرّ عليه من لحظات حرجة وصعبة أثناء حفر القناة.
يعود الفريق مميش بذاكرته إلى الساعة التى تم تبليغه فيها بأنه أقيل من منصبه فى القوات البحرية فى رمضان 2012، حيث كان يستعد لحضور احتفالية ليلة القدر ليرن الهاتف ويعلم خبر أنه انتفت صفته العسكرية، وفى المكالمة ذاتها يعلم أنه تولى مسئولية قناة السويس ليشعر بعدها براحة كبيرة كما يصف.
ويكمل: سعدتُ سعادة كبيرة ولم أفكر فى شىء إلا مهمتى الجديدة، ومنذ أول مشوار لى للهيئة وأنا يخطر فى بالى ذلك الحلم قناة مائية توازى القناة الأساسية لمجرى القناة الملاحى، ولكن ليس بطول القناة.
«لو أننا عملنا قناة بنفس الطول ده كان ممكن يخلى سيناء مستقلة عن مصر، وهذا خطر جدّا، فكرتُ فى هذا الحلم قبل أن أتولى الهيئة، الحكاية فكرة تختصر الوقت على كل الحاويات والسفن التى كانت تَعبر القناة فى 22 ساعة وقلت فى نفسى هو الشعب ما يقدرشى يخلق مشروع عملاق يضاهى فى عظمته ما صنعه أجدادنا فى قناة السويس؟ ومنذ اليوم الأول وجدتُ ما أراح عقلى وقلبى وتأكدتُ من سلامة يقينى دراسات تؤكد ما يجول فى خاطرى، لكن تركت الفكرة فى بالى تختمر وتتطور ووضعتها مجددًا فى الأدراج لأنى لم أكن أثق فى نظام جماعة الإخوان الذى كان حاكمًا لمصر فى ذلك الوقت!
وتمُر الأيام وتأتى ثورة يونيو وبعدها يتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحُكم.. يكمل الفريق مميش: «وقتها شعرت أنه حان الوقت لأعرض الفكرة على من يفهمها ويُقدّرها، ولملمتُ أوراقى وذهبتُ للرئيس أعرض عليه الدراسات والمشروع بالكامل وفائدته، وكنت بدأتُ فى دراسة مخطط المنطقة الصناعية أيضًا مع كل الخبراء ومساحتها (460 كم) وكان معى الخرائط وكل شىء...
وفى نهاية المقابلة لم يرد الرئيس على إلّا بكلمة شكرًا؟ تعجبت وحدث لى إحباط كبير وقلتُ له العفو، وخرجت وأنا فى رأسى تساؤل كبير هو احنا مازلنا فى أيام عدم الاهتمام بالمشروعات العملاقة أو تقدير بالمجهودات ورَوّحت بيتى ونمتُ مغتاظا، وفى الصباح الباكر وجدتُ الرئيس يكلمنى وقال لى: أنت نمت؟ ورديت قلت أيوة، قال لى: أنا بقى ما جاليش نوم وطول الليل بأفكر فى اللى قلته لى وبأسألك أنت متأكد من الدراسات اللى أنا شفتها ومن دقتها؟
رديت بسرعة: متأكد جدّا وواثق من كل كلمة قلتها لحضرتك ومعايا خبراء ونقدر ننفذ من بُكرة! وذهبتُ له مَرّة أخرى بالخرائط واقتنع تمامًا أنه مشروع قومى كبير وبعدها جلست مع هيئة العمليات وأخذت إشارة البدء واشتغلنا ووقت الإعلان عن هذا المشروع الضخم قال لى الرئيس قبل ما ندخل للمؤتمر «أنا محضّر لك مفاجأة»!
وسألته إيه هى؟ قال لى «مفاجأة».. وفى أثناء وقوفى للإعلان عن بدء العمل فى قناة السويس الجديدة وقلتُ سيستغرق العمل ثلاث سنوات وجدت الرئيس بيقول لى أمام الناس كلها «هى سنة واحدة»!
وكانت دى المفاجأة التى أربكتنى، قعدتُ بعدها أعيد الحسابات فى كل شىء حتى أنفذ وعد الرئيس الذى وعده للشعب، وبجهود كل من عملوا معى أصبحت قناة السويس الجديدة وكل ما حولها من منطقة صناعية مشروع مصر العملاق، وكما قال الرئيس السيسى إن هذه القناة ليست هدية للمصريين فقط ولكن هى هدية مصر للعالم لينطلق صوت الأمل لكل الشعب»..
ويتابع الفريق مميش كلامه: «هل تعلم أن قناة السويس سُميت بهذا الاسم لأن وقت حفر القناة لم يكن هناك أى مدينة أخرى غير مدينة السويس، وبعد الحفر وجدت الإسماعيلية وبورسعيد لأن القناة حياة متكاملة.... عشان كدة عندما حفرنا القناة الجديدة هدفنا خَلق حياة متكاملة لكل من يعيش على ضفاف القناة وصولًا إلى سيناء التى بينها وبين القناة اليوم كبارى وأنفاق ولدينا خطة اقتصادية شاملة لتطوير سيناء وتشغيل أولادها»!
كم يبلغ عُمق غاطس قناة السويس فى الاتجاهين، وكم سفينة تعبر يوميّا؟
- اليوم يبلغ غاطس عُمق الممر الملاحى فى الاتجاهين إلى 66 قدمًا لتلبى احتياجات النقل العملاق ليرتفع عدد السفن العابرة من 49 سفينة يوميّا إلى 97 سفينة، ويواكب الحفر إنشاء كل الخدمات اللوجيستية والمشروعات الملاحية والتجارية والصناعية لتكتمل الحياة على ضفتَى القناة وتتحول مصر إلى مركز عالمى تجارى وصناعى يحقق أعلى قدر من معدلات الأمان فى عبور السفن....
• كم وصل عدد المصانع اليوم فى المنطقة الصناعية؟
- وصل عدد المصانع اليوم إلى 200 مصنع بعد أن كانت خمسة مصانع فقط، وحتى نستطيع توفير عمالة على أعلى مستوى اتفقنا مع شركة سيمينز الألمانية من أجل تدريب العمال لدينا، ولكن يجب أن يكون هذا العامل لديه معرفة بالصنعة التى سيتدرب عليها، وللأسف لدينا فى مصر نظرة متدنية للعمالة الفنية ووجدتُ لو لم اهتم بأولادى وتطويرهم فنيّا سأجد أن عمال العالم هم يعملون فى مصانعنا وولادنا هيقعدوا على القهوة لأجل ذلك بدأنا ندرب أولادنا مع الألمان ويبقى فى غاية الكفاءة بعد سنة، وطلبتُ من المصانع أنها تشغل المصريين بدلًا من العمالة الهندية والبنجالية؛ لأن هذه الاستثمارات يجب أن يعمل فيها أولاد مصر، شريطة أن يكونوا أكفاء؛ لأن المستثمر عاوز يكسب وأنا عاوز أكسب حتى أدخل للدولة دخلًا..
وسيادة الرئيس قال لى كلمة جميلة: لو الهيئة مش هتكسب يبقى على الأقل ولادنا وفّرنا لهم شُغل وفرص عمل.. وحجم العمالة المصرية اليوم 95 % من العمالة فى المنطقة الصناعية لأننا بنعطى 10 % لصاحب المصنع من نفس جنسيته وهو بيشغل خبراء من بلده....
• للاستثمارات المصرية داخل القناة شركاء فيتناميون ومن سنغافورة؟ ماذا يقدّمون لمصر؟
- شراكتنا مع الفيتناميين فى صناعة السُّفن العملاقة؛ لأن لديهم كفاءة عالية وعمالة رخيصة، أمّا الشراكة مع سنغافورة للاستثمار فى رصيف ملاحى للقناة وأيضًا لدينا شراكة مع الصين فى استثمارات مهولة، الحقيقة دول شرق آسيا اليوم لديها اقتصاد عملاق كذلك الروس لأوّل مرّة يعملوا منطقة صناعية اقتصادية روسية القناة تربط ما بين الشرق والغرب والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ويمر لدينا فى السنة حوالى 18 ألفًا إلى 20 ألف سفينة فى السنة، والنهاردة الروس فكروا أنهم يصنعوا فى مصر ويصدّروا على طول بدل ما كانت الصادرات تأتى مباشرة من روسيا تكلفة فى الوقت والفلوس، اليوم التجارة فى العالم أصبحت من الشرق للغرب وعشان يصل أوروبا وأمريكا يجب أن يعبر قناة السويس....
• هل أثرعلى قناة السويس بالسلب مجرى ملاحى آخر؟
- التنافسية مطلوبة، وأقول لك أمر سيستعجب منه الناس طبعًا، فيه طرُق بديلة مثل قناة بنما ورأس الرجاء الصالح والقناة القطبية الروسية والقناة الإسرائيلية، وسأبدأ بالقناة الإسرائيلية، فكرت إسرائيل فى عمل قناة من إيلات لحيفا وأشدود لازم تعدّى من خليج العقبة 180 كيلو واضيفى 320 كيلو أصبح 500 كيلو مسافة كبيرة وقالوا هنعمل منطقة صناعية فى إيلات وتنقل البضاعة لحيفا ووجدوا أنهم يحتاجون عربات سكة حديد ووجدوا فيها تكلفة ووصولها حيفا تكلفة..
أحب أن أصرّح بعد قناة السويس الجديدة وقفت كل القنوات الملاحية الأخرى، ولدينا خبراء يتابعون كل التحركات حتى لانفاجأ بأى شىء.
أمّا القناة الروسية فمتجمدة ستة أشهر فى السنة وبيشتغلوا أربعة أشهر فى السنة ووجدوا مكسرات الثلوج فى السفن عملية مكلفة ولا يعبر خلال هذه الفترة إلّا 46 سفينة أو حاوية فقط.
أمّا قناة بنما التى طورت نفسها وعملت نظام الهاويس ووصلت إلى أن تَعبر فيها 18 حاوية فى السفينة، أما عندنا فى قناة السويس فممكن أن تعدّى 25 حاوية عملاقة وتحتاج إلى غاطس أكبر وعمّقنا قناة السويس حتى تعبر الحاويات العملاقة التى توفر على ممتلكيها الوقت والتكلفة.
ولو تكلمنا عن رأس الرجاء الصالح فهو مسافة كبيرة جدّا تكلفة فى الوقت والفلوس.
اليوم هل تسمعون أردوغان يتحدث عن قناته الملاحية، هو سكت لأنه كان عاوز يعمل قناة من البحر الأسود للبحر الأبيض، وعاوز يوصل أمريكا هيعمل إيه هيرجع يلف من قناة السويس مجبور!
هذا العمل العملاق صنعوه أجدادنا وهم عظماء عرفوا ماذا يفعلون، ونحن اليوم أكملنا ما بدأوا لنواكب العصر والتطور.
قناة السويس الجديدة أوقفت كل حلم طامع أو طامح فى أن تستبدل بقناة ملاحية فى دولة أخرى، وكذلك أوقفت الأحلام التركية فى صنع قناة ملاحية بديلة لقناة السويس...
• هل يتم معاملة المستثمر المصرى كالمستثمر الأجنبى فى القناة؟
- هيئة قناة السويس لا تُُسيس الاستثمار على الإطلاق، الكل سواء والمستثمر المصرى ده ابن بلدى، ولكن ما حدث أن البعض قاموا بشراء أراضى وتصقيعها عوضًا عن إنشاء المصنع الذى كان متفقًا عليه وقت حصوله على الأرض، لذا أنذرناهم بمهلة ثلاث سنوات، أمّا بناء المصنع أو أخذ الأرض منهم ودفعهم غرامة أيضًا النهارده كله بينفذ وبيبنى المصنع بتاعه الذى تم الاتفاق عليه، وعلى فكرة ده قرار سيادة الرئيس أن يتم سحب الأرض.
النهاردة عندنا 200 مصنع بعد أن كان عدد المصانع لا يتجاوز الخمسة مصانع، على سبيل المثال لدينا المنطقة الصناعية الروسية بتكلفة 7مليارات دولار، ولدينا مصنع لمرسيدس فى العين السخنة، ولدينا أيضًا موانئ دبى العالمية باستثمارات هائلة، ولدينا الشراكة «المصرية- الفيتنامية» لصناعة السفن، كذلك لدينا موانئ سنغافورة العالمية.
ولدينا أيضًا شراكة مع الصين فى الاستثمار والخدمات اللوجستية.. وسافرنا إليها مع الرئيس لمزيد من الاتفاقات والاستثمارات.
وأخيرًا الرحلة التى قمتُ بها إلى بكين حيث وقذعت مذكرة تفاهم لتطوير المرحلة الثانية من منطقة تيدا الصناعية فى مساحة 6كم بغية تأسيس قطاعات صناعية متطورة، وهذا سيوفر 25ألف فرصة عمل للشباب.
• دعنا نتحدث بصراحة؛ لماذا لا يشعر المواطن المصرى اليوم بكل هذا الجهد وحجم هذه الاستثمارات على حياته الاقتصادية؛ خصوصًا بعد تعويم الجنيه؟!
- مصر كل سنة الزيادة السكانية فيها زيادة مهولة، والمفروض أن موارد الدولة تزيد مع الزيادة السكانية، وده عبء كبير النهاردة إيه مصادر الدخل؟ الضرائب التى يدفعها الشعب وما تدخله قناة السويس فقط ومطلوب من الدولة توفير التعليم والأكل وفرص العمل والمستشفيات، يعنى حتى السياحة لم تعد حتى الآن مثل الأول، عشان كده سنحتاج وقتًا حتى نشعر بكل هذه الاستثمارات.
• فى الصين مثلًا هناك كثافة سكانية مهولة، والصين دولة اقتصادية هى الثانية على مستوى العالم؟
- الإنسان المصرى غير الصينى؛ لأن من البداية اتعلم الاعتماد على النفس، وهناك من لا يعمل ينتهى تمامًا حتى فى الإنجاب حددوا لهم طفلًا واحدًا.
احنا شعب عاطفى، والصينيون شعب عملى، وده الفَرق، هنا احنا خلصنا هذا الصرح العظيم للقناة الجديدة فى سنة لأن كان فيه إصرار وعزم ولكن يجب أن يكون ذلك فى كل قطاعات البلد وقتها هيشعر المصرى بالرخاء الاقتصادى، خاصة لو طوّر من نفسه فى ظِل متغيرات السوق والعمالة.
• شاهدنا المزارع السمكية فى قناة السويس وتخيّل المواطن أن سعر السمك سينخفض، ولكن لم يحدث ذلك وأسعار السمك ارتفعت، لماذا؟
- بداية أنا مَن اقترح على الرئيس المزارع السمكية فى مياه القناة النظيفة، وبالفعل أحضرتُ زريعة أسماك من أفخم وأجود الأسماك فى العالم، وبدأنا بالجمبرى والثعابين وسمك قشر البياض، واليوم لدينا أفخم أنواع البورى والبلطى الهولندى الأحمر، والاثنين الكيلو لا يتجاوز 35 جنيهًا.
فى البداية قلت أعمل منفذ بيع وجدتُ سيارات نقل تأتى من الإسكندرية وتشترى السمك وتعطيه للمطاعم الكبيرة، وبعدين قررتُ أن أسلم السمك إلى منافذ البيع لدَى وزارة التموين ومنافذ القوات المسلحة.
الإنتاج السمكى من القناة لايزال فى بدايته ويُعتبر 10 % من استهلاك المصريين للأسماك عشان كده لا يكفى احتياج الشعب، ولكن نحن نطوّر ونزيد من المزارع السمكية ومن زريعة الأسماك فى قناة السويس.
والله لو ذهبت للعين السخنة ستجد مصانع تفخر بها مصر فى المنطقة الصناعية وليس مجهودى وحدى على الإطلاق، معى ناس مخلصين تعبوا جدا، إحنا فريق متكامل موجود لتنجح مصر.
• الفريق مميش يشجع أى فريق مصرى كروى؟
- أهلاوى صميم، وعندما يلعب الأهلى أمام أى فريق أشجع الأهلى طبعًا، وأتعجب من مستوى فرق مدن القناة الذى لم يعد فى مستوى جيد للأسف تحولت الرياضة إلى بيزنس ولم يعد لدَى اللاعب المصرى بمن فيهم لاعبو الأهلى هذا الحماس والجهد الذى كان فى لاعب الأمس الأكثر انتماءً لناديه..
• كم يدخل لمصر من قناة السويس، ولماذا ربط الشعب بين حفر القناة وانخفاض قيمة الجنيه؟
- ليس لمشروع قناة السويس علاقة فى انخفاض قيمة الجنيه، بالعكس القناة هى الدخل الرئيس للعملة الصعبة فى البلد وبندخل (ستة مليارات)دولار سنويّا أرباحًا أسلّمها لخزينة الدولة، وفى 2023 سنصل إلى دخل يتجاوز 13 مليار دولار سنويّا.
• إذن قناة السويس الجديدة بريئة من هذه الافتراءات، ثم مَن الذى مَوّل القناة؟
- المصريون هم من دفعوا ثَمَن هذا المشروع العملاق 64 مليون جنيه، حفرنا القناة، وكان هناك بنية تحتية حتى يأتى المستثمر كان لا بُدّ من إنشائها، وعملنا عدة موانئ فى الإسماعيلية وبورسعيد والسخنة وباقى المنطقة الصناعية والاقتصادية كانت شراكات استثمارية بين مصر والمستثمر المصرى والأجنبى، وعلى فكرة كل من اشترى أسهم فى القناة يقبض فائدتها كل ثلاثة أشهر بانتظام.
• هل يمر من خلال قناة السويس سلاح؟ وما هى البضائع المُحرمة التى ترفض مصر مرورها؟
- طبعًا بيمر فى القناة سلاح لأنها تجارة مشروعة، وهناك ثلاث بضائع لا تمر هى تجارة الرقيق وتجارة المخدرات أو مرور السلاح من دولة فى حالة عداء معلن أو حرب معلنة على مصر، غير ذلك كل البضائع تمر من أى مكان إلى أى مكان..
• ما أصعب ما واجهك أثناء حفر القناة؟
- لن أستطيع أن أنسى حادثتين، الأولى وقت ما أشيع عن انفجارأثناء حفر القناة وأنه توفى 240 شخصًا، وبداية القصة كنتُ وقتها فى إسكندرية وشعرتُ أنى قلقان ورجعت الإسماعيلية لأجد تليفون أن فيه حوض حدث له انهيار وفيه 240 واحد ورحت على حوض 12 طبعًا أهم حاجة الناس واطمنت على الناس ولم يحدث أى شىء ووجدتُ الرئيس بيكلمنى من الإمارات قلتُ له يا فندم مفيش حد اتخدش.
الموقف التانى اشتقت لزيارة الرسول وزوجتى طلعت معى وابنتى أم على طلعت معى وبعدين وأنا فى الحرم وجدت تليفونى بيضرب قلقت على القناة ووجدت معد بيقول لى عاوز حضرتك تدخل معانا مداخلة عشان طلعت شائعة إنك فشلت وهربت وطلعت السعودية عند أمير تمسك أسطول اليخوت عنده، وزعلت جدّا قلت له مين قال كده أنا رجل فريق فى القوات البحرية أروح أمسك يخوت عند واحد.. ده عيب، وطبعًا كذّبت ما قيل بس شوفى النفوس السيئة التى تضمر الشر.
أنا طلبت من الرسول وأنا فى بيته أن ربنا ينجحنا فى القناة، والحمد لله.
• أعلم أن هناك خمسة كبارى تصل ما بين مدن القناة سميتها بأسماء بعينها، حدثنا عنها؟
- نعم لدينا خمسة كبارى سمينا كل كوبرى باسم شهيد مسلم وشهيد مسيحى وشهيد من الشرطة وشهيدان من الجيش، هذه الكبارى تربط ما بين الشرق والغرب، أحد هذه الكبارى باسم الشهيد أحمد منسى، وزوجته تعمل معنا اليوم فى قناة السويس، والكوبرى الآخر باسم الشهيد أبانوب جرجس وهذا الكوبرى هو كوبرى القنطرة غرب.
هذه الكبارى تنشّط حركة التجارة ونقل البضائع فى ثلاث دقائق بعد أن كان النقل بيستغرق ساعتين والكبارى بيتم فتحها وغلقها وبها أعلى معدلات الأمان.
ليه أسمينا الكبارى بهذه الأسماء؛ لأن ده اعتراف من بلدنا بتضحيتهم هم وغيرهم من الشهداء، ولعل أهم شىء فى مشروع القناة أنه أعاد اللحمة بين المصريين بعد أن فرقنا جماعة الإخوان أثناء حُكمهم لمصر، فأصبح الشعب على قلب رجل واحد.
• لديك كام حفيد؟
- عندى خمسة أحفاد من ابنتى، حفيدى الكبير عبدالله عاوز يدخل الكلية البحرية هذا العام، وحفيدى إسماعيل نفس الشىء، والاتنين بيلعبوا رياضة وبياخدوا المواد الأساسية التى تؤهلهم للالتحاق بالبحرية.
باقى أحفادى صغار، ودائمًا أوصى الصبيان ينضبطوا ويبقوا مستقيمين فى حياتهم، وأحفادى عاوزين يبقوا مثلى قلت لهم اشتغلوا وارضوا ربنا هتنجحوا فى حياتكم، أحفادى أكثر من يسعدنى فى الحياة، وعاوز أقول لكل الناس استثمروا فى تعليم ولادكم، والحمد لله أنا عندى ابنتى دكتورة أسنان وابنتى الأخرى صيدلانية، والاثنتان مهتمتان بتعليم أولادهما جدّا.
وسأقول شىء عندى حفيد عايش معايا وربنا شاء أنه يكون متوحد، حفيدى اسمه على- يسكت لبرهة الفريق مميش متأثرًا- ويكمل: وعلى هو وش السعد على قناة السويس، والنهاردة أنا رئيس جمعية التوحد فى مصر، ويجب على مصر أن تحرص على الأولاد المتوحدين؛ لأن تقدم أى بلد يقاس بالاهتمام بذوى القدرات الخاصة، هم أولاد صغار ليس لديهم ذنب فى شىء. صحيح ورائى أسرة وأحفاد لكن أضع مصر بلدى قبل الكل ومتفرغ للعمل تمامًا لأن بلدنا محتاجة نشتغل عشانها، ولن يعيد مصر إلى عظمتها إلا أبناؤها، وهقول حاجة حفرنا فى القناة قدر الهرم 200 مرّة خلال سنة وكان ولادى فى القناة رافضين أى أجازات حتى انتهاء المشروع، وأذكر أننا عملنا أول تجربة قبل عرضها على الرئيس على مسئوليتى؛ لأننا نفذنا التجربة، وكانت الكراكات شغالة وعبرت بثلاث سفن عملاقة، وأول سفينة قدتها بنفسى فى عمق 27 مترًا بعد ما كان 16 مترًا فقط...كل ما حدث من نجاح كان توفيقًا من الله وبعزيمة المصريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.