تحتفل دار الأوبرا المصرية فى 10 أكتوبر الجارى بمرور ثلاثين عامًا على إعادة افتتاحها، بحضور وفود من عشرين دولة عربية وأجنبية، وأشهر الفرق والعازفين والمطربين والراقصين، الجميع يتوافدون لمشاركة نجوم وجمهور دار الأوبرا المصرية احتفالهم بعيدها الثلاثين وعلى مدار عام كامل سوف تواصل الدار تقديم برنامجها الفنى والثقافى من خلال أشهر العروض والحفلات، التى تشهدها خشبة مسارحها حتى يونيو 2019. أنشأ الخديو إسماعيل تحفة معمارية، وضع تصميمها اثنان من أشهر مهندسى العالم «أفوسكانى» و«روسى»، وعلى مدار ستة أشهر عكف أشهر مثالى ورسامى العالم لبناء وتزيين دار الأوبرا، ثم حانت اللحظة الحاسمة، فى حضور كل من الخديو إسماعيل، وزوجة الإمبراطور نابليون الثالث الإمبراطورة «أوجينى»، والإمبراطور «فرانسوا جوزيف» عاهل النمسا وولى عهد بروسيا بالإضافة إلى الكثير من عظماء الفكر والفن والسياسة، وكان الخديو إسماعيل، معروفًَا بشغفه العظيم بالفنون، من هذا المنطلق كان قراره بإنشاء أعظم كيان ثقافى وترفيهى على مر العصور على أرض مصر «دار الأوبرا الخديوية»، ملتقى الحضارات والثقافات ومنارة الفكر والإبداع. تم افتتاح دار الأوبرا الخديوية فى عام «1869» فى مشهد ستظل تتوارث ذكراه وفخره الأجيال، وكان من المقرر أن يشهد الافتتاح عرض أوبرا عايدة، إلا أن ظروف الحرب الفرنسية الألمانية، وما أسفرت عنه من صعوبة فى وصول الديكورات والملابس حالت دون ذلك، ليتم تقديم عرض ريجوليتو للموسيقار فردى، أما أوبرا عايدة فقد تم عرضها عقب عامين لأول مرة على مسرح دار الأوبرا الخديوية.. فى 28 أكتوبر 1971 شهد العالم واقعة حريق دار الأوبرا الخديوية، والتهام النيران لمئات السيمفونيات، والأوبرات. الآلات. اللوحات. الجدران . إلا تمثالى «الرخاء» و«نهضة الفنون» للفنان محمد حسن، لم تستطع النيران التهامهما، ليظلا حلقة الوصل بين الأوبرا الخديوية والأوبرا الحديثة، وفى عام 1985 كانت مصر على موعد مع الحدث الأعظم فى تاريخها الثقافى، حيث وضع حجر الأساس لأهم مركز تنويرى «دار الأوبرا المصرية»، وعقب 34 شهرًا وتحديدًا عام 1988 تم افتتاح دار الأوبرا المصرية، أول دار أوبرا فى الشرق الأوسط، على مساحة 13855 مترًا مربعًا من إجمالى مساحة 45000 متر مربع، وعلى ارتفاع سبعة طوابق. المسرح الكبير، صمم ليسع 1200 مقعد، بالإضافة إلى قاعدة الأوركسترا كما تتضمن الأدوار الثلاثة قاعتين للباليه. بالانتقال إلى الدور السادس، نجد ردهتى كبار الزوار بالإضافة إلى باقى مدرجات المسرح الكبير وأخيرًا الدور السابع، حيث توجد بعض المدرجات والشرفات بالإضافة إلى غرف التحكم فى إضاءة خشبة المسرح. بصمات محفورة فى عام 1937 تولى الفنان منصور غانم رئاسة دار الأوبرا المصرية كأول مصرى يشغل هذا المنصب، ثم تولاها الفنان سليمان نجيب فى الفترة من 1938 حتى عام 1953، ثم الشاعر عبدالرحمن صدقى ثم محمود النحاس، صلاح طاهر، صالح عبدون حتى حريق الأوبرا فى الثامن والعشرين من أكتوبرعام 1971. شهدت دار الأوبرا المصرية الكثير من الإنجازات، بصمات حفرها رموز فى عالم الثقافة، جمع بينهم هدف واحد، شغف واحد، حلم واحد ألا وهو أن تظل دار الأوبرا المصرية نافذة العالم للاطلاع على أرقى الفنون. بداية جديدة فى تاريخ دار الأوبرا المصرية شهدها عام 1988، بتولى الدكتورة رتيبة الحفنى منصب مدير الدار، لتتوالى بصماتها الإبداعية داخل هذا الملتقى التنويرى المصرى حتى رحيلها فى أبريل عام 2013 كما تولى الدكتور طارق على حسن مهام، مدير دار الأوبرا المصرية، ثم الدكتور ناصر الأنصارى، ثم خلفه الدكتور مصطفى ناجى، مرورًا بكل من الدكتور سمير فرج، ثم الدكتور عبدالمنعم كامل، ثم الدكتورة إيناس عبدالدايم التى استطاعت أن تواجه قوى الظلام وجهًا لوجه، ويتولى الآن رئاسة الدار الدكتور مجدى صابر، الذى يواصل بناءه وعينه على غدٍ أفضل. (أوبرا مصرية) منذ عام 1840 حتى عام 1869 حيث تم بناء أول دار أوبرا مصرية كانت الأصوات الأجنبية تتصدر المشهد من خلال أى عرض أوبرالى تشهده أرض مصر، ولكن عقب تأسيس الكونسرفتوار، وفرقة أوبرا القاهرة، كان الجميع على موعد مع أول عرض أوبرالى باللغة العربية أوبرا «لاترافياتا» لتتوالى بصمات فرقة أوبرا القاهرة بتقديم أشهر العروض مثل السنوات الراقصة. مداد بترفلاى. السيمفونية التاسعة. وتقف عشرات الصوليستات لتمثل مصر اليوم على أكبر وأشهر مسارح العالم ،تحفر أسماء مبدعين مصريين فى الموسوعات العالمية لفن الأوبرا. (معهد الموسيقى العربية) فى عام 2001 أصدر فاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك قرارًا بضم معهد الموسيقى العربية الذى تأسس عام 1914 إلى دار الأوبرا المصرية ليصبح أحد مسارحها، ويتسع ل300 متفرج، وهوتحفة فنية، تم ترميمها وافتتاحها فى عهد الدكتور سمير فرج، بهدف الحفاظ على التراث المصرى والعربى فى عالم الموسيقى والطرب. •