30 يونيو 2014، يوم لا يُنسى في تاريخ مصر، يوم انتفض الشعب المصري ورفض استمرار حكم جماعة الإخوان المسلمين، وقرروا جميعاً الاتحاد للإطاحة بالنظام الإخواني. في الوقت الذى استمر فيه حكم الاخوان المسلمين سنوات طويلة في بلدان مختلفة، لم يتحمل المصريين الفكر الإخواني أكثر من عام واحد فقط، وقرروا بعدها إزاحته من مكانه بإرادة وشجاعة، فلماذا رفضوه..وكيف جاءت كلمة النهاية سريعا هكذا.. سؤال سيظل البحث عن اجابته مجال دراسات تاريخية واجتماعية ونفسية أيضا..لسنوات طويلة قادمة.. وهنا بعض الاجابات. أحمد بدير:يوم عاد المصريون لعقولهم يصف الفنان أحمد بدير ماحدث فى 30 يونيو، قائلا:"اليوم الذى عاد فيه المصريين لعقولهم، وأصلحوا بأيديهم اختيارهم الخاطيء"، مُشيراً أن مصر فى هذا الوقت كانت على وشك الضياع والانهيار لكن أبنائها دائماً يقومون بإبهار العالم فى اللحظات الحاسمة بقوتهم وإرادتهم التى واجهت العديد من الأنظمة الحاكمة.. فى رأى بدير أن الشرارة التى كانت بداية لخروج المصريين يوم 30 يونيو 2013، جاءت بعد أن ظهرت نوايا جماعة الإخوان الخفية وبدأت تنكشف للجميع، وخاصة بعد إعلان الرئيس وقتها محمد مرسى رغبته فى الإعلان عن دستور مكمل، يحوله إلى فرعون وإلاه لن يستطيع أحد مخالفته، لذلك كان القرار الصائب هو النزول فى 30 يونيو.. وصف بدير مشاعره هذا اليوم بأنها شابهت مشاعر المسجون الذى شعر بالحرية والأمل بعد انقضاء الكابوس، وأكد أنه شارك فى 30 يونيو هو وأبناءه وأحفاده، لأنها كانت من المواقف الهامة فى تاريخ مصر. هبة شاهين:دعوت طلابى لانقاذ مصر وفى رأى د. هبة شاهين عضو الهيئة الوطنية للإعلام ورئيس قسم علوم الاتصال والإعلام بآداب عين شمس، أن خروج الشعب فى 30 يونيو كان نتيجة متوقعة بعد الأخطاء الفادحة التى ارتكبها الرئيس محمد مرسى فى حق المصريين، ورغبته فى نشر الفكر الإخوانى وتطبيقه على جميع المصريين دون تحقيق أى إنجازات ملموسة فى المجال الاقتصادي، إلى جانب تدهور الوضع السياسى وازدياد أعداد الشهداء فى سيناء نتيجة لعدم توفير الدعم الكافى للجنود لمواجهة الإرهاب.. لم تشارك هبة شاهين فى 30 يونيو بالنزول إلى محيط قصر الاتحادية، بل كانت تحث أبنائها وطلابها فى الجامعة على المشاركة فى إنقاذها من أيادى جماعة الإخوان الذى سلبت مصر أمانها واقتصادها ومكانتها المميزة بين الدول. فتحى الشرقاوي: رفضنا التهديد يحلل د. فتحى الشرقاوى رئيس قسم علم النفس والاجتماع بآداب عين شمس، سبب ثورة الشعب المصرى ضد حكم الإخوان، بأن المصريين اعتادوا على فكر معين يحكم البلاد منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخلال فترة حكم الرئيس الاخوانى محمد مرسى لم يستطيعوا التأقلم مع خطاباته للشعب التى كانت تحمل لهجة التهديد وهو ما لم يتحمله أغلب فئات المجتمع حتى الذين أعطوه أصواتهم فى الانتخابات. الورداني: الاخوان لم يحققوا آمال المصريين أما الكاتب الروائى محمود الوردانى فيرى أن أمل المصريين فى التغيير وإعطاء فرصه للآخر كان رؤية الكثيرين وترتب عليها وصول جماعة الإخوان للحكم ، بوصول الرئيس محمد مرسى لكرسى الحكم، لكن للأسف لم تتحقق هذه الآمال، فتأكدت الصورة الذهنية المترسخة لدى كثير من المصريين، وهى أن جماعة الإخوان المسلمين مكروهة من أغلب الناس ومغضوب عليها من الأنظمة الحاكمة، فلم يتحملوا حكم الإخوان لأكثر من عام واحد. وأضاف: بعد 30 يونيو وُلد عند المصريين شعور جديد بالأمل وبالحياة الوردية، لكنها لم تتحقق بعد، بسبب موجات الغلاء وعدم الوصول إلى الديمقراطية التى يطمح إليها الكثيرون. طلال شكر: كان الوقت المناسب لانقاذ مصر فى نظر النقابى العمالى طلال شكر أن خروج المصريين فى 30 يونيو كان الوقت المناسب لانقاذ مصر، بعد أن انتشر أعوان الإخوان ومؤيدى رؤيتهم فى كافة أجهزة الدولة والمراكز المهمة والإدارات المحلية، وأصبحوا يتحدثون باسم جماعة الإخوان المسلمين، وبوجهة نظرهم وبرؤيتهم الخاصة، وكانت كل قراراتهم مؤشراً لرغبة هذه الجماعة للانفراد بالحكم والسيطرة على الدولة. عايدة أبو غريب: الدستور المكمل وضع كلمة النهاية ترى د. عايدة أبو غريب، أستاذه مناهج التاريخ بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية، أن خروج المصريين يوم 30 يونيو كان نتيجة طبيعية لقرارات مرسى التى كانت عبارة عن تنفيذ لأوامر جماعة الإخوان المسلمين. وأكدت أن الجزء الخاص بالدستور المكمل كانت الشرارة التى انفجر المصريين على إثرها وقرروا الاتحاد لإزاحة هذه الجماعة من حكم مصر قبل السيطرة عليها بشكل كامل. "عدم احترام الفن وذوق الكثير من المصريين فى الأغانى والأعمال الفنية وغيرها كانت علامات لا يمكن تجاهلها لمحاولة الإخوان المسلمين لقمع ومحاربة الفن بكافة أشكاله" ، هكذا لخصت الفنانة وفاء عامر أسباب مشاركتها هى والكثير من الفنانين فى 30 يونيو مع كل فئات الشعب المصري. وترصد وفاء كيف شهدت فترة رئاسة محمد مرسي، تجاهلاً للمرأة ولدورها المؤثر فى المجتمع فى مختلف المجالات، وكانت هذه إشارة واضحة للعودة إلى سنوات الجهل والعنصرية، وهو مالم يرض به المصريون نساء ورجالا أيضا.•