«إرهاق، صداع مستمر، تقلبات مزاجية، آلام فى العظام وضعف عام فى الجسم وشعور بالتعب والإعياء، إذا كنت تعانى من هذه الأعراض فلا تعتقد أنها بسبب قلة ساعات النوم أو ضغوط الحياة، بل قد تكون دليلًا على انخفاض معدل فيتامين «د» فى جسمك، وعليك إجراء تحليل نسبة فيتامين د، لتعرف الحقيقة». إعلانات بصيغ مختلفة انتشرت خلال الشهور الأخيرة على فيس بوك، ومواقع بعض المستشفيات ومراكز التحاليل، تواكبت مع حملات إعلامية عن فيتامين «د»، وتحليله الذى يتراوح بين 2000 و1000 جنيه، ثم انخفضت إلى 800 جنيه، وأعلنت بعض الأماكن عن عروض لإجراء التحليل مع عدة تحاليل أخرى بنفس السعر. ثم انتشرت إعلانات أخرى عن انخفاض سعر التحليل، ليصل إلى 100 جنيه فى بعض الأماكن الحكومية، مع تأخر فى الحصول على النتيجة، ليصل إلى شهر. فما حقيقة الحديث عن فيتامين «د» وأعراض نقصه، ولماذا تختلف تكلفة تحليله كل هذا الاختلاف، وهل من الأفضل أخذ جرعات وقائية منه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها إجابتها فى السطور التالية.. المعهد القومى للتغذية واحد من المعامل التى تقدم خدمة التحليل بسعر مناسب مقارنة بأسعار المعامل الخاصة، حيث يصل سعر التحليل إلى 100 جنيه فقط. تحكى سماح فاروق، الكيميائية بالمعهد، أنه منذ شهر تقريبًا شهد المعهد إقبالًا شديدًا لإجراء تحليل نسبة فيتامين د، إلى أن نفدت المادة الكيميائية المُستخدمة فى التحليل، مؤكدة أن المعهد سيعاود إجراء هذا النوع من التحليل بداية من أول يوليو، بعد وصول المادة الكيميائية للمعهد. وعن سبب انخفاض سعر التحليل فى المعهد وغيره من المعامل الحكومية قالت سماح، إن الجهاز المستخدم فى المعهد هو جهاز Elisa، أما الجهاز المستخدم فى المعامل التى يصل سعر التحليل بها إلى 800 جنيه هو جهاز Hplc، والفارق بينهما هو طريقة تحليل العينة والمادة الكيميائية المستخدمة، وأضافت أن جهاز Hplc يعطى قراءة أدق لنسبة الفيتامين فى الدم. وكشفت سماح لمجلة «صباح الخير» عن خطة جديدة قيد الدراسة بين المعهد القومى للتغذية ومنظمة الصحة العالمية، حيث اقترحت المنظمة على المعهد تقديم المادة الخام لفيتامين «د» لإضافتها لبعض المواد الغذائية لتعويض نقص نسبة الفيتامين عند المصريين. ومن المقرر خلال الفترة المقبلة أن يُجرى المعهد بحثًا قوميًا فى جميع المحافظات المصرية، عند طريق أخد عينات وتحليلها لمعرفة نسبة نقص الفيتامين عند الشعب المصرى،وهو ما يُعرف باسم Suplimentian For Vitamin D، وبناء على النتيجة سيتم اتخاد القرار بإمكانية إضافة فيتامين «د» للمواد الغذائية. أكدت فاروق أن هذه التجربة تم تطبيقها فى الإمارات ولاقت نجاحًا كبيرًا، لكنها أعربت عن تخوفها من عجز الميزانية لإجراء التحليل فى جميع المحافظات المصرية. فيتامين د من أهم الفيتامينات للعظام والأسنان، وإذا أثبتت التحاليل أن هناك نقصًا فى نسبة الفيتامين فى الجسم وقرر الطبيب إعطاء مكملات غذائية لتعويض نسبة النقص، لكن يكون هناك فائدة لهذه المكملات إذا لم يتعرض الإنسان للشمس بشكل دورى، بحسب سماح مُؤكدة أن التعرض للشمس يمثل 70% من العلاج. لا ترمى صفار البيض وقال الدكتور مجدى نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، أن فيتامين د موجود بنسب مختلفة عند كل الناس، وهو من الفيتامينات المهمة فى جسم الإنسان، ويصنعه الجسم باتباع نمط سليم للحياة، عن طريق أخذ قسم كافٍ من النوم ومواعيد الاستيقاظ التى تناسب تعرض الجسم لأشعة الشمس الفوق بنفسجية بشكل منتظم لمدة 10 دقائق بعد الشروق و10 دقائق قبل الغروب، فمن يستيقظ ظهرا لايسمح لجسمه بالتعرض لأشعة الشمس، مما يؤدى إلى نقص فيتامين «د» فى جسمه. أبضا نمط الغذاء غير الصحى الذى يتبعه البعض يؤدى إلى نقص هذا الفيتامين فى الجسم، فالاقتصار على تناول الأكل الخالى الدسم والزبادى المنزوع الدسم، وعدم تناول صفار البيض، يؤدى إلى انخفاض فيتامين «د» الذى لا يتكون إلا فى وسط دهنى،مثل دهن القشطة والزبدة الحيوانى وصفار البيض. ولهذا فالنصيحة لمن يعانون من زيادة الكولسترول فى الدم، هى عدم البعد عن الغذاء الصحى، وعدم الاقتصار على تناول بياض البيض فقط دون الصفار، فالصفار كما يحتوى على الكوليسترول الضار فهو أيضا يحتوى على الكوليسترول النافع. ويرجع د. مجدى الاهتمام المفاجئ بقياس مستوى فيتامين «د» فى الجسم خلال الفترة الأخيرة، إلى «ربما الحملات الإعلانية». أسرار الكالسيوم ويوضح دكتور هانى عصام، إخصائى طب الأطفال وحديثى الولادة، أن أعراض نقص فيتامين د هى أعراض غير واضحة ولا يشعر بها الإنسان فى البداية، وتظهر فى شكل لين العظام عند الأطفال وهشاشة العظام عند الكبار، بسبب نقص مستوى الكالسيوم فى الجسم، مؤكدا أن الكالسيوم هو المسئول الأساسى عن كل ما يحويه الجسم من الأعصاب مرورا بتكوين العظام. ويستدرك د. هانى بأنه يمكن أن تظهر أعراض نقص فيتامين د عند الكبار فى شكل نقص المناعة وقلة المجهود العام والشعور بالكسل باستمرار ووجع العظام، متابعا وفى هذه الحالة يجب القيام بتحليل نسبة فيتامين «د» قبل تناول أية جرعات منه، محذرا من تناول جرعات دون استشارة الطبيب، فزيادة أو نقصان نسبة فيتامين «د» مضرة. ويرد د. هانى على من يتحسبون لنقص فيتامين د.، بتناول جرعة متوسطة من الفيتامين دون إجراء التحليل، بقوله الأفضل الاهتمام بالنظام الغذائى الصحى، الذى يحتوى على نسب منتظمة من الكالسيوم والفسفور، العنصران الأساسيان لتكوين فيتامين د فى الجسم. وعن تكلفة إجراء تحليل فيتامين د أوضح د.هانى، أنها كانت فى العام الماضى تتراوح بين 2100 و1800 جنيه، ولكن الكثير من المعامل الآن بدأت تجرى التحليل بما لا يتخطى 200 جنيه، وتنخفض فى بعض المستشفيات الجامعية والحكومية إلى 100 جنيه فقط، مؤكدًا أن أزمة ارتفاع تكلفة التحليل لم تعد موجودة بالتالى يجب على الجميع أن يجرى التحليل قبل أخذ أية جرعات. الشمس قبل الطعام أما دكتور ثريا عبدالغنى، رئيس معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية سابقا، فتوضح أن مولدات فيتامين «د» توجد تحت الجلد، وعند التعرض للشمس تتحول المولدات إلى فيتامين «د»، لذلك فالتعرض للشمس هو العامل الأساسى لتكوين هذا الفيتامين فى الجسم، أما تناول اللبن والزبدة وزيت السمك وصفار البيض، فتأثيرها أقل بكثير من تأثير أشعة الشمس على تكوين هذا الفيتامين. •
