يأتى شهر رمضان بروحانيات وبهجة ينتظرها الجميع، خاصة الطلاب الذين ينتظرون هذه الأيام للهروب من ضغط المذاكرة والامتحانات، والاستمتاع بجديد الدراما والبرامج الترفيهية التى تملأ القنوات الفضائية مع انطلاق مدفع الإفطار. رمضان 2018 مختلف لدى طلاب الثانوية العامة، فبجانب حالات الطوارئ التى تفرضها كل أسرة قبيل الامتحانات استعدادًا لمواجهة عنق الزجاجة التى ستحدد مصير مستقبل الأبناء، منعت الكثير من الأسر الزيارات والعزومات المعروفة عن الشهر الكريم ولعدم تشتيت الأبناء. يوميات طالب الثانوية العامة فى رمضان تختلف عن أيام السنة الدراسية بأكملها، تقول إسراء محمد: «المذاكرة فى رمضان صعبة ومرهقة خصوصًا فى الصيف والحر بيقل التركيز، فاضطررت لتغيير نظام المذاكرة وساعات النوم بأكملها، فالمذاكر تبدأ من بعد صلاة الفجر وحتى الساعة 1 ظهرًا». تستكمل إسراء قائلة: «من بعد الظهر تقل قدرتى على التركيز والاستيعاب، فأقوم بمذاكرة المواد السهلة مثل الإيطالى أو الإنجليزى حتى الإفطار، وبعدها تبدأ ساعات النوم والراحة لبدء المذاكرة من جديد بعد السحور»، هكذا تبدل يوم إسراء منذ اليوم الأول فى شهر رمضان. لا تسير الأيام جميعها على نفس الوتيرة، فالدروس الخصوصية والمراجعات النهائية تفسد ترتيب اليوم الذى نظمته إسراء مع والدتها وشقيقتها لاستكمال الرحلة التى بدأت منذ أغسطس الماضى بنجاح كما يتمنون جميعًا. حصة رمضان 6 ساعات لم يكتف المدرسون بعدد الحصص والكتب والملازم التى قدموها للطلاب طوال العام، فالمراجعة النهائية هى خدعتهم الأخيرة لجمع أكبر قدر من الأموال لحين بدء العام الدراسى الجديد، لكن رمضان هذا العام لم يتح لهم زيادة عدد حصص المراجعات فلجأوا لخطة بديلة لكى لا يقل المبلغ الذى اعتادوا الحصول عليه كل عام. تكثيف ساعات الحصة الواحدة لكى تصل إلى 6 ساعات بدلًا من ساعتين هى الطريقة الأمثل لرفع سعر الحصة الواحدة من 50 جنيهًا إلى 120 جنيهًا دفعة واحدة، ذلك إلى جانب الملازم والأوراق التى لا تخرج عنها الامتحانات التى تبدأ فى 3 يونيو القادم «وفقًا لما يقوله المدرسون». تقول إسراء عن ساعات الدروس التى تمتد للدقائق الأخيرة قبل المغرب: «أغلب الأيام بكون تعبت لأن السنتر بعيد عن بيتى وكمان العدد الكبير فى الصيف بيخلينى أحس بضيق تنفس، لكن باضطر أحضر للنهاية علشان أعرف الحاجات المهمة اللى أركز عليها». الزيارات العائلية شىء مقدس فى عائلة إسراء خاصة فى رمضان، فتحرص عائلتها على تبادل عزومات الإفطار خلال الشهر الكريم وكذلك الخروج مع بنات خالتها للاستمتاع بالأجواء الرمضانية فى الحسين وشارع المعز وتجربة السحور وسط أضواء الفوانيس التى تزين هذه المنطقة طوال الشهر، لكن هذا العام تم منع العائلة بأكملها من هذه الطقوس السنوية حفاظًا على مشاعرها وروحها المعنوية.•