تمكن عدد كبير من الشباب من دخول البرلمان بفضل الكوتة التى حددها الدستور والقانون، الذى نص على تخصيص 16 مقعدًا للشباب فى القوائم الانتخابية، بعضهم ترشحوا باسم أحزاب سياسية وآخرون خاضوا المعركة كمستقلين. اعتبر البعض أن نجاح الشباب فى الدخول لبرلمان 2015 هو أكبر صفعة لمن يرفضون التغيير، حيث ذهبت أصوات كثير من الناخبين للشباب بغرض ضخ دماء جديدة وفكر مختلف. 60 نائبًا منتخبًا تحت سن ال35 سنة و125 نائبًا تتراوح أعمارهم بين 36 إلى 45 عامًا ليصبح إجمالى عدد الشباب تحت القبة 185 نائبًا بنسبة 32% من إجمالى عدد النواب لتقترب من الثلث طبقًا لتصريحات اللواء رفعت قمصان مستشار رئيس الوزراء للانتخابات. وبعد ما يزيد على عام ونصف العام من عمر المجلس، هل النواب الشباب راضون عن أدائهم تحت القبة؟ هل طرحوا قضايا الشباب؟ وما أهم المعوقات التى تواجههم؟ وهل يوجد فرق بين النائب الشاب الذى ينتمى لحزب وبين النائب المستقل؟ وهل ينسقون فيما بينهم أجندة أولويات برلمانية لتسهيل عملهم تحت القبة وتوحيد مطالبهم؟ يصف النائب أحمد بدوى وكيل لجنه الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تجربة برلمان الشباب، بأنها تجربة رائعة، والشباب لهم دور كبير كوكلاء للجان ورؤساء للجان، ولهم دور تحت القبة فى إدراج موضوعات مهمة وطلبات إحاطة. يؤكد بدوى أن الشباب البرلمانى خلال دورى الانعقاد الماضيين أخذ خبرة كبيرة فى التشريعات، موضحا أن العديد من البيانات العاجلة وطلبات الإحاطة جاءت معبرة عن مشاكل الشباب. فى المقابل يرى أن أهم مشكلة تواجه النواب الشباب هى عدم التعاون الحكومى وتخاذل الأجهزة التنفيذية، خاصة فيما يتعلق بعلاج مشاكل البطالة. وتابع بدوى أنه لا فرق بين النائب الشاب الذى ينتمى لحزب وبين النائب المستقل فى طرح أفكاره والأداء البرلمانى تحت القبة، لكن الفرق الوحيد هو فى تحقيق النتيجة. دولة الموظفين النائب أحمد على نائب المرج عن حزب المصريين الأحرار يرى أن التجربة الشبابية فى البرلمان تجربة ثرية، وأنه منذ دخوله للبرلمان وهو مهموم بتنفيذ الجزء الخاص ببرنامجه الانتخابى لكسب ثقة أهالى الدائرة، موضحًا أن المشكلة التى تواجه شباب النواب هى التعامل مع الأجهزة التنفيذية، فتوجد فجوة بين السياسة العامة للدولة والجهاز التنفيذى قائلا: «نحن عايشين فيما يسمى دولة الموظفين». وأشار إلى أنه فى بداية انعقاد المجلس كان الشباب يجتمع لوضع أجندة برلمانية تخص الشباب لإنجاح التجربة، مؤكدا أن الظهير الحزبى شىء مهم لأنه فى البداية يعطى الفرصة وهو الذى يكمل الاهتمام بمشروعات القوانين، مؤكدا أنه راضٍ عن أداء النواب الشباب. ظروف اقتصادية النائب حسن عمر أصغر نواب البرلمان، يقول إن النواب الشباب يعملون بجدية، لكن الظروف الاقتصادية للبلد تؤثر على الأداء البرلمانى، ولا تساعد الأجهزة التنفيذية، فضلا عن مشاكل غياب معايير ترشيح الشباب لتمثيل مصر فى الخارج. هناك أيضا مشاكل فى طلب الكلمة والرد على طلبات الإحاطة، لكن يبقى التحدى الأكبر والأهم هو المعوقات المادية لتنفيذ القرارات. وأوضح عمر أنه يركز على القضايا التى تهم الشباب، مشيرا إلى أنه فى بداية الدور الانعقادى الأول كان النواب الشباب يجتمعون معا لوضع آلية للعمل، وجدول أعمال، ولكن بسبب إحباطهم من بطء الجهاز التنفيذى فى الاستجابة أصابهم اليأس ولم تعد الاجتماعات موجودة كالسابق. وتابع عمر أن الشباب استهدفوا المنافسة على مناصب أمناء سر اللجان النوعية بنسبة كبيرة نظرا لكونه منصبًا تنفيذيًا يساعدهم على اكتساب المزيد من الخبرة. النائبة نشوى حسن عضو لجنة الإدارة المحلية تقول: إن مشاركة الشباب والمرأة بثت روحًا جديدة للبرلمان وهى تجربة ثرية استفدنا منها جميعا، وتواجه النواب الشباب وغيرهم مشكلة طلب الكلمة، وبشكل عام النواب الشباب يقومون بعملهم دون أى تهميش. تقصير رامى محسن مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية يرى أن البرلمانيين الشباب لم يقدموا أى دور يختلف عن دور باقى البرلمانيين ولم يهتموا بقضايا الشباب ومشاكلهم كما كان يعول عليهم قبل الانتخابات فلم يقدموا أى تصور لتقليل نسب البطالة أو لتطوير التعليم، ولم نر لهم أى مشاركة ملموسة فيما يخص المشروعات الصغيرة. وأشار محسن إلى أن النواب الشباب اجتمعوا مرة واحدة فى الدور الانعقادى الأول للاتفاق على أجندة عمل وهو اجتماع واحد بعدها لم يحدث ذلك نتيجة غياب استراتيجية التنسيق فيما بينهم فكل واحد أصبحت لديه أيديولوجيته المختلفة.•