شريف عامر: قانون الإجراءات الجنائية الجديد أحد أهم القوانين على مستوى العالم    مفارقة أكتوبر الأرقام تكشف ارتفاعًا شهريًا وتراجعًا سنويًا فى التصخم    نتنياهو يوجه رسالة إلى ترامب بعد مطالبته بالعفو عنه    تطورات مفاوضات الأهلي مع حامد حمدان.. وموقف اللاعب    تفاصيل مران منتخب مصر استعدادا لمواجهة أوزبكستان وديا    كرة سلة - سموحة يتفوق على الاتحاد السكندري في ذهاب نصف نهائي دوري المرتبط    طقس الخميس| تحذير من عدم استقرار وأمطار رعدية على هذه المناطق    جمال شعبان عن وفاة إسماعيل الليثي: الدنيا ساعة ويا رب نجعلها في طاعة    أكلات مهمة لطفلك ولكن الإفراط فيها يضر بصحته    وزير خارجية أوكرانيا: نحن بحاجة إلى دعم شركائنا لوضع نهاية للحرب الروسية    موعد نهائى كأس السوبر المصرى لكرة اليد على قنوات أون سبورت    نجم منتخب فرنسا خارج مواجهة أوكرانيا    الكرملين: الأسلحة النووية مفيدة للردع لكن الخطاب النووي خطير    رسمياً.. مجموعة ستاندرد بنك تفتتح مكتبها التمثيلي في مصر    محافظ كفرالشيخ يتابع فعاليات المسابقة الفنية لمحات من الهند ببلطيم    تحصين 2.2 مليون رأس ماشية ضد «القلاعية»    احذرى، فلتر المياه متعدد المراحل يُفقد الماء معادنه    منتخب مصر مواليد 2009 يختتم استعداداته لمواجهة الأردن    مركز أبحاث طب عين شمس يحتفل بمرور خمس سنوات علي إنشاءه (تفاصيل)    غرامة 500 ألف جنيه والسجن المشدد 15 عاما لتاجر مخدرات بقنا    بعثة الجامعة العربية لمتابعة انتخابات مجلس النواب تشيد بحسن تنظيم العملية الانتخابية    نائب المحافظ يتابع معدلات تطوير طريق السادات بمدينة أسوان    أمور فى السياسة تستعصى على الفهم    محمد رمضان يقدم واجب العزاء فى إسماعيل الليثى.. صور    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ شمال سيناء يتفقد قسام مستشفى العريش العام    صحفيو مهرجان القاهرة يرفعون صورة ماجد هلال قبل انطلاق حفل الافتتاح    وزيرالتعليم: شراكات دولية جديدة مع إيطاليا وسنغافورة لإنشاء مدارس تكنولوجية متخصصة    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    الداخلية تكشف تفاصيل استهداف عناصر جنائية خطرة    الرئيس الفلسطيني يبحث مع رئيسة البرلمان الفرنسي تعزيز العلاقات الثنائية    وزير العدل الأوكراني يقدم استقالته على خلفية فضيحة فساد    طلاب كلية العلاج الطبيعي بجامعة كفر الشيخ في زيارة علمية وثقافية للمتحف المصري الكبير    مكتب التمثيل التجاري يبحث مع المانع القابضة زيادة استثمارات المجموعة فى مصر    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    ضبط مصنع حلويات بدون ترخيص في بني سويف    ما عدد التأشيرات المخصصة لحج الجمعيات الأهلية هذا العام؟.. وزارة التضامن تجيب    أسماء جلال ترد بطريقتها الخاصة على شائعات ارتباطها بعمرو دياب    سعر كرتونه البيض الأحمر والأبيض للمستهلك اليوم الأربعاء 12نوفمبر2025 فى المنيا    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    محمد صبحي يطمئن جمهوره ومحبيه: «أنا بخير وأجري فحوصات للاطمئنان»    ذكرى رحيل الساحر الفنان محمود عبد العزيز فى كاريكاتير اليوم السابع    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    نجم مانشستر يونايتد يقترب من الرحيل    حجز محاكمة متهمة بخلية الهرم لجسة 13 يناير للحكم    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    بتروجت يواجه النجوم وديا استعدادا لحرس الحدود    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    القليوبية تشن حملات تموينية وتضبط 131 مخالفة وسلع فاسدة    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    18 نوفمبر موعد الحسم.. إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات النواب 2025 وخبير دستوري يوضح قواعد الفوز وحالات الإعادة    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فوزى إبراهيم الشاعر المهموم بالآخر
نشر في صباح الخير يوم 05 - 04 - 2016

ذهبت مجلة «صباح الخير» لزيارة الشاعر فوزى إبراهيم الذى كان لنا معه حوار طويل عن مشواره الفنى الزاخر بالإبداع..
مثله مثل الكثير من البسطاء ولكن ليس أى بسطاء، فهو من البسطاء المبدعين جاء إلى القاهرة منذ 30 عاما ولم يأت إلى القاهرة كشاعر..
أنهى تعليمه الجامعى فى محافظة الشرقية حيث مكان العائلة، لكنه نشأ وترعرع فى قرية تابعة لمركز الزقازيق تدعى «الزنكالون» وهى مسقط رأس والديه، وانتقل فى المرحلة الابتدائية إلى محافظة الشرقية بعد وفاة والده عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات حيث حى الحسينية بالشرقية ذلك الحى الذى احتضن العديد من النجوم أمثال أحمد زكى ، لنستطيع أن نقول إن النشأة الحقيقية فى الزقازيق.
• كيف كانت بدايات الشاعر فوزى إبراهيم؟!
- بداية علاقتى بالفن كنت فى حالة بحث دائمة عن نفسى ، وأول دخول لى فى عالم الفن كان من خلال مدرس التربية الفنية فى المدرسة الابتدائية، ليس لأنه رسام جيد أو مبدع لا مثيل له، وإنما لأنه إنسان حساس للغاية، وكان يراعى شعورى لأبعد مدى فعشقت الرسم واهتممت به طوال فترة الابتدائى وربما المرحلة الإعدادية، لتأثرى بهذا المدرس الذى لن أنساه أبداً فعندما رحل والدى وأنا فى المرحلة الابتدائية وأبلغت هذا المدرس وجدته يبكى ويشهق كأن والده هو الذى رحل وليس والدى أنا.
بالإضافة إلى مواقفه العديدة التى لا تنسى أبدا.
وبعد ذلك اتجهت لكتابة تعليقات شعرية على الرسومات وخواطر وعندما انتقلت إلى الزقازيق كان نشاط التمثيل والغناء هو الأبرز وهو الذى يأخذ مراكز على مستوى المحافظات ويحظى بالاهتمام الأكبر إنما الشعر والأدب لايحظيان بمثل هذا الاهتمام فاتجهت إلى التمثيل والغناء وكنت وقتها أمتلك صوتا عذبا فحفظت ربع القرآن الكريم وكنت أقلد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى تلاوته القرآنية وكانوا يحضرون لنا شيخا فى المرحلة الإعدادية لتعلم أصول التلاوة والتجويد وعندما سمعنى هذا الشيخ أخذ منى عنوان منزلنا وذهب لأمى طلب منها أن أساعده فى تلاوة القرآن فى المآتم بأجر رمزى لأساعد الأسرة على المعيشة، ولكن والدتى رفضت تماما بالرغم من ظروفنا الأسرية السيئة للغاية ومعيشتنا الضيقة بعد وفاة والدى وقالت له أريده أن يكمل تعليمه تحت أى ظرف من الظروف وأن يلتحق بالجامعة وينهى تعليمه ثم يفعل ما يشاء وما يحلو له؟
زادت اهتماماتى الفنية بالتمثيل فى المراحل التالية وكان المخرجون فى المدارس الثانوية يستحسنون أدائى جدا وأخذت العديد من الجوائز فى التمثيل مما شجعنى على استكمال مسيرتى فى التمثيل وبقيت على هذا حتى أنهيت تعليمى وانتقلت إلى القاهرة بحثا عن فرصة كممثل، أتيت إلى بيت المعز بمشروع ممثل وليس فى حساباتى أى شيء آخر وكان تركيزى منصبا حول كيف أصبح ممثلا مشهورا ملء السمع والأبصار وأخرج كل ما لدَّى من موهبة تمثيلية وأقنع مخرجى العاصمة بموهبتى وأدائى ، وأول وصولى القاهرة ذهبت إلى مسرح البالون للانضمام للفرقة الاستعراضية الغنائية واجتزت الاختبار ووقعت معهم عقدا للعمل كممثل ومطرب وعملت مسرحيتين الأولى كانت «رابحة» مع الفنانة عزة كمال رحمها الله وحسن حسين ورضا الجمال ورضا حامد والثانية كانت «عرابى زعيم الفلاحين» مع أحمد ماهر وقابلت أحمد الحجار فى مسرحية «رابحة»، وبدأنا علاقة صداقة بعيدة تماما عن الشغل والمسرحيات والألحان وكنا نرى بعضا يوميا ونحكى عن أحداث يومنا وكان وقتها أحمد الحجار اسما معروفا وملحنا كبيرا وله ألحانه المسموعة هو والموسيقار عطية شرارة، وطارق فؤاد وكان هو البطولة الغنائية فى المسرحية فكنا ثلاثتنا نلتقى يوميا، وفى أثناء جلسة من جلساتنا اليومية بالحسين وشارع المعز، اكتشفوا داخلى الشاعر الذى لم أكتشفه أنا من قبل، وبالفعل كانت لديّ بعض الكلمات التى كنت اكتبها وأدخرها فى درجى الخاص بمكتبى فأعطيتها لهم وبعدها بفترة فوجئت بأن أحمد الحجار لحن بعضهما ومحمد رؤوف البعض الآخر وطارق فؤاد وكانت أول كلمات ألحان محمد رؤوف فى ألبوم باسم «ويايا» وجلست أفكر فى أمرى كممثل حيث كنت أجلس ساعات طويلة فى المسرح مع الممثلين الصامتين دون أن أفعل شيئا، وهم لا يشعرون بما داخلى من موهبة كممثل، فى حين أننى عندما أعطى كلماتى للملحن يحسنون معاملتى واحترامى وأذهب إلى الاستوديو والجميع ينتظرنى فقررت أن أخوض تجربة الكتابة وأن أترك المسرح الذى لا يعبأ بموهبتى ولايقدرنى ، ووجدت نفسى فى الكتابة وكانت أول أغنياتى سنة 1993 «أنا جاى جاى » ألحان وغناء طارق فؤاد، «الروح ريحالك» ألحان سامى الحفناوى وغناء هانى شاكر، «القلب أولى بيكى »، ألحان سامى الحفناوى وغناء طارق فؤاد، «جيالى أنت الفرحة» ألحان سامى الحفناوى وغناء هانى شاكر، «ولومى »، ألحان وغناء طارق فؤاد، «سهرة سهرة» ألحان طارق فؤاد وغناء حنان ماضى ، «ماشى فى الشقة يامّه»، غناء طارق فؤاد وكلمات محمد رؤوف، و«يايا دايما ويايا»، ألحان طارق فؤاد وغناء محمد رؤوف، وكذلك «والله زمان يا عيون حبايبنا» كل هذا الكم الزاخر كان سنة 1993 وبعدها فازت أغنية «لازم تخاف» لحن طارق فؤاد بأفضل أغنية نسائية فى مهرجان التليفزيون عام 1993 ثم فى 1994 لحن لى خليل مصطفى «أنا عايش عمرى » وغناها هانى شاكر، «بعد السلام والابتسام» غنتها باسكال مشعلانى ولحنها صلاح الشرنوبى، ولحن لى أيضا فى تلك السنة «بين القلوب يا عيد» وغنتها نادية مصطفى.
وتوالت الأعمال وغنى لى إيهاب توفيق ومحمد عبدالستار وجورج وسوف ووائل جسار وديانا حداد ونانسى عجرم وآمال ماهر وسميرة سعيد وسوزان تميم ومجد القاسم وأمل حجازى وهدى عمار وفضل شاكر، ووجدت نفسى بعد إهمال المسرح لى ومخرجيه، فدائما المخرجون ينظرون لأهالى الأقاليم على أنهم يريدون الشهرة فقط دون البحث داخلهم عن الموهبة، ليس شرطا أن يأتى الشخص من الأقاليم بحثا عن الشهرة فربما داخله موهبة حقيقية تريد أن تتبلور فى العاصمة وتأخذ حظها، ولكن فى الشعر وكتابة الأغانى أصبحت لا أحتاج كل هذا الجهد والمعاناة بل يكفينى فقط أن أكتب الأغنية وأذهب للاستوديو وأعامل باحترام شديد جدا، وأصنع علاقات كثيرة فى وقت قصير بالملحنين والموزعين والمطربين، ووجدت أن كلمتى هى واسطتى السريعة جدا ووضعتنى فى منطقة كُرمت بها إلى أبعد مدى.
• كيف دخلت عالم الصحافة؟
- فى ذلك الوقت كنت أعمل بشركة سياحة لأنى تخرجت فى الجامعة مرتبطاً.. وحسناتى كفلاح تلزمنى بحفظ الوعد والالتزام ولذلك كان لابد أن ارتبط بعمل لأستطيع أن أتكفل بمصاريف المنزل والمولود الذى سيأتى بعد عدة أشهر وفى تلك الأثناء تعرفت على الأستاذ سيد فرغلى وكان وقتها نائب رئيس تحرير مجلة الكواكب فى سهرة كنا فيها أنا وعلى الحجار وطارق فؤاد وأخذ يراقبنى فوجدنى شخصاً ودوداً وأكسب حب الناس بسهولة وواسع الثقافة والعلاقات الاجتماعية، قال لى ذات يوم: «هو أنت مفكرتش تشتغل صحفى »، فقلت له: «لا.. عمرى » فقال إننى أمتلك مقومات الصحفى الشاطر وأخبرنى أنه يراقبنى منذ فترة وتأكد من هذا جيدا، كنت أتقاضى 200 جنيه فى شركة السياحة وكنت ملزما ببيت وأسرة ومولود على الأبواب فقلت له: «ستعطينى ال200 جنيه» فأخذ يضحك وقال لى «طبعا» وكان وقتها رئيس تحرير مجلة لبنانية تدعى «الخلود»، وبالفعل بدأت أعمل معه فى تلك المجلة وتركت شركة السياحة لأعمل بالصحافة وتلك كانت البوابة لدخولى عالم الصحافة وبعد سنتين من عملى معه فى مجلة «الخلود» اللبنانية وجد دائرة علاقتى اتسعت وثقافتى وبدأ يشعر أننى كثير على هذا المكان واقترح على أن أذهب إلى «الكواكب» وأن أتخذ من عملى فى «الخلود» كعمل إضافى فقلت له: «طالما ستوفر لى مصاريف منزلى أنا معك» وقد كان.. ذهبت إلى مجلة «الكواكب»، وحرصت على أن أصنع مساحة غير موجودة فى مجلة «الكواكب» لكى أحفر اسمى فى أذهان القراء، لكن قبل أن أذهب إلى الكواكب كان قد أخبرنى الأستاذ سيد فرغلى أنه لايوجد تعيين بها وافقت وأخذت اجتهد وأعمل دون أن أعبأ بالتعيين.
وكنت أكتب عن طلبة أكاديمية الفنون وأتابع أخبارهم وأنشطتهم؟ فهم الوجوه الصاعدة وشباب المبدعين، أعجب سيد فرغلى بالفكرة كثيرًا وأخبر بها الأستاذة حُسن شاه التى أبدت إعجابها هى الأخرى وبدأت أكتب عن هؤلاء الطلبة وعن أنشطتهم، واتضح أن ذلك الباب كان يكتب فيه الأستاذ غنيم عبده منذ سنوات قبل أن أذهب أنا إلى الكواكب وأقترح هذا الاقتراح، كان جميلاً أن يجد هؤلاء الشباب من يكتب عن مشاكلهم وجديدهم وما يبدعونه وكانوا يعتبروننى الملجأ الذى يذهبون إليه فى مشاكلهم، وكان وجهى أصغر من سنى وعندما كنت أجلس وسط الشباب كانوا يحسبوننى طالبًا مثلهم، حتى إن الأستاذة حُسن شاه بعد عملى معهم لمدة سنة ونصف قابلتنى فى المصعد فسألتنى إذا كنت أنهيت تعليمى أو مازلت أدرس، فى ذلك الوقت كان الدكتور فوزى فهمى رئيس أكاديمية الفنون الذى تفهمنى كثيرًا واحتوانى فوق ما توقعت.
ثم جاء الأستاذ رجاء النقاش رئيسًا لتحرير مجلة «الكواكب» مرة ثانية بعد الأستاذة حُسن شاه حيث كان رئيسها فى الستينيات أيام عبدالناصر ثم عاد فى 1993 ليكون رئيس تحريرها للمرة الثانية.
وفى أول ساعة له كرئيس تحرير سأل عن أى شخص يفهم فى الشعر الغنائى وأنا فى هذا التوقيت غنى لى هانى شاكر وطارق فؤاد وهدى عمار وعلى الحجار وكثير من المطربين، فقالوا له إن هناك شاعرا غنائيا يعمل معنا يدعى فوزى إبراهيم وبالفعل ذهبت له فطلب منى عمل صفحتين أو أكثر عن أحدث الألبومات، فطلبت منه إضافة عمود انتقد فيه كلمات الألبوم سواء بالسلب أو بالإيجاب فرحب جدًا بالفكرة وبالفعل بدأت أكتب عن الألبومات الحديثة وما تحويه من كلمات.
وأثناء مشوارى الصحفى كنت أكتب الأغانى والأشعار، كنت أسير فى الصحافة والأشعار بشكل متوازٍ وعُرفت أننى كصحفى أنتقد العمل بكل صراحة فلا ينتظر منى الأصدقاء أن أمتدح عملهم وكذلك أنا أترك الجميع ينتقد أعمالى كما يحلو لهم، وعُرف عنى أيضًا أننى فى شغلى كصحفى أنسى تمامًا فوزى إبراهيم الشاعر والعكس صحيح.
بعد ثلاث سنوات من رئاسة تحرير الأستاذ رجاء النقاش طلب منى السيرة الذاتية لتعيينى بشكل ثابت فى مجلة «الكواكب» وكنا وقتها فى يناير 1996 ويعتبر هذا التعيين الأسرع فى تاريخ مجلة «الكواكب» وذلك لجهودى التى كنت أبذلها فى المجلة وكان الأستاذ رجاء يقدر مجهود الناس بشكل كبير جدًا، ففى يوم من الأيام توفى المطرب فؤاد عبدالمجيد وطلب منى الأستاذ رجاء أن أكتب مقالا وكتبت المقال بعنوان «فؤاد عبدالحميد فنان قتلته عزة النفس»، وسلمته صباحًا وفى المساء حضرت اجتماع التحرير فوجدت النقاش يستقبلنى استقبالا حافلا بالأحضان والقبلات وقد عرف عنه أنه لا يقبل أحدًا عند مصافحته وقال لى إنه مقال رائع وينشر فى الجرائد والمجلات العالمية وكنت وقتها لم أعين بعد «صحفى تحت التمرين»، وقد جعل الكاتب الأمير أباظة يضع اسمى فى مقال ثابت كان يكتبه بعنوان «قالوا» كان يضع فيه أسماء كبار الكتاب ففوجئت باسمى وسط كل هؤلاء العمالقة، ولذلك عندما أصبحت رئيس تحرير كنت أفعل مثلما تعلمت منه، كنت أقدر مجهود الأشخاص.
• كيف استقبلت نقد محمود سعد لأغنية «أخاصمك آه»؟
- كتبت أغنية «أخاصمك آه» لنانسى عجرم ألحان محمد سعد عام 2003، كان وقتها الصحفى النابه محمود سعد جاء رئيسًا لتحرير «الكواكب» وكتب مقالا ينتقد فيه الأغنية بشكل فج، ويبدى عدم إعجابه بالأغنية، قرأت المقال ولم أبد أى رد ولم أعاتب محمود سعد على ما كتبه، إلى أن جاءه تليفون من نجوى إبراهيم قالت له إن الأغنية جميلة ولون جديد افتقدناه من زمن وشكل أنثوى مختلف وجديد، وكان يجلس بجانبه وقتها أحد الزملاء فى المجلة وقال له إنها كلمات الشاعر فوزى إبراهيم والصحفى زميلنا بالمجلة، تفاجأ محمود سعد وأخذ يؤكد على الزميل ويقول له «حقًا.. كلمات فوزى إبراهيم زميلنا بالمجلة» قال له: «نعم»، ثم كلمنى محمود سعد وأخذ يقول لى كيف لا تخبرنى أنها كلماتك وكيف تصمت كل هذا الوقت ولا تبدى أى اعتراض على المقال.
طوال الوقت أرفض المناصب وأشعر أنها ستبعدنى عن الشعر وطوال الوقت لا أهتم سوى بالهم العام لا تسعدنى المناصب ولكن فى يوم ما، قال محمود سعد للمصممين فى المجلة إنه يريد أن يأتى ليغير شيئا فيها، وبالفعل اتصلوا به فجعل اسمى نائب رئيس تحرير وجاءتنى الاتصالات الهاتفية بعدها من الناس المباركين والمهنئين وأنا لا أعرف شيئًا وعندما ذهبت فى الصباح الباكر إلى المجلة هنأنى الزملاء والأصدقاء وأنا لا أعلم شيئًا أيضًا وبعدها عرفت أننى أصبحت نائب رئيس تحرير، ثم رئيس تحرير لمجلة «الكواكب»، وقدمت برنامج منوعات غنائية على الفضائية المصرية التقيت فيه بمعظم نجوم الفن بالوطن العربى كان اسمه «ياليل طول» من 2004- 2007.
• كيف وبماذا بدأت عملك كرئيس تحرير للكواكب؟
- كان كل ما يشغلنى هو الفن الراقى ، الفن الحقيقى وأول عملى كرئيس تحرير أطلقت حملة بعنوان «الفن الجميل إلى أين»؟ وكنت أبحث دائمًا عن الفن الحقيقى ، وأنادى به، وبالفعل نجحت فى هذا بعض الشيء وعملت حفلات لعلى الحجار وأنغام وغيرهما من كبار المطربين والمطربات.
• كيف نرتقى بالأغنية وكيف الأغنية ترتقى بالبلد؟
- الأغنية المصرية كانت تدر دخلاً للبلد وليس مجرد شيء للترفيه فشركات الإنتاج الموسيقى كانت تتبنى الشعراء والملحنين والموزعين والموسيقيين ومهندسى الصوت وأصحاب الاستديوهات والموظفين فى الاستديوهات بداية من مدير الاستديو فضلاً عمن يعملون فى المطابع التى تطبع البوسترات والعمال الذين يعملون فى تعليب الأسطوانات والذين يعملون فى مجال التسويق لتوصيل الأشرطة والأسطوانات للمحلات، كل هؤلاء كانوا يعولون أسرًا وعائلات، ثم يأتى الجمهور الذى يشترى المنتج والضرائب التى تحصلها وزارة المالية، كل هذا يدر دخلاً كبيرًا للبلد فأرجو انتباه المسئولين لأهمية صناعة الأغنية لأن باستطاعتها تعديل الدخل القومي.
• ما رأيك فىكلمات المهرجانات؟
- المهرجانات تعتبر صوت مصر فىهذه المرحلة، وفىكل وقت الشعبى هو لون الغناء الوحيد الذىيعبر عن الفرحة داخلنا، فالشعب المصرىبطبعه يحب هذا اللون من الغناء كثيرًا.
• ماذا تقول لقرائك ومعجبيك؟
- أقول لهم لا تكن لنفسك فقط كن لغيرك فأنت فىالأساس بهم، كن لهم أيضًا.•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.