سؤال واحد هو ما يشغل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم هل سيترشح المشير السيسى للرئاسة وماذا سيفعل مع إسرائيل إذا وصل إلى كرسى الحكم؟!..نعم ماذا سيفعل السيسى مع اسرائيل إذا وصل إلى كرسى الرئاسة، سؤال طرحه مشروع، خاصة إذا كان السيسى يذكر العرب واللبنانيين بشخصية وحضور وروح الزعيم جمال عبدالناصر الذى جمع العرب على قلب رجل واحد، عبدالناصر الذى لم يكن يعترف بحدود (سايكس - بيكو) التى قسمت البلدان العربية فكان تواقا للوحدة مع كل العرب، حتى وإن لم ينجز منها إلا الوحدة مع سوريا أو الوحدة مع ليبيا، ولأن ناصر مازال فى قلب كل عربى يحب بلده وأرضه وعرضه لذا فلا عجب أن يتربع فى قلوب الكثير من اللبنانيين ولا عجب أن يأتى المشير السيسى ليذكرنا ويذكرهم بمواقف وشجاعة وعزم وجرأة عبدالناصر. لكن هل بالفعل يستطيع السيسى أن يعيد كتابة بنود معاهدة كامب ديفيد، والتى يجدها الكثير من المصريين والعرب معاهدة مجحفة فى حقنا وحق الوطن العربى هل يستطيع الفريق السيسى أن يوقف المزاعم الإسرائيلية والتهديدات اليومية لضرب قطاع غزة أو أراض أخرى فلسطينية، والسؤال الأهم هل تخشى اسرائيل على أمنها لو جاء السيسى رئيساً لمصر؟
كلها أسئلة مشروعة ومطروحة ربما ليست فى أجندتنا المصرية لكنها مطروحة فى الأجندة العربية بالتأكيد!!
وفى رحلة قصيرة إلى بيروت استطعت أن أقابل مسئول العلاقات العربية - العربية بحزب الله الشيخ (حسن عز الدين) ومساعده (عباس قدوح) ورئيس الشئون الإعلامية فى الحزب (إبراهيم الموسوى) كنت أحمل الكثير من الأسئلة عن الأسرار والخبايا التى بدأت فى ليلة السادس والعشرين من يناير وانتهت باقتحام السجون وهروب المساجين، لاسيما مساجين (خلية حزب الله) التى كانت فى أروقة القضاء منذ سنة 2010 وتم الحكم فيها بأحكام تتراوح بين السجن المشدد وإعطاء بعض المتهمين سنة مع الشغل والنفاذ، إلا أنه بالطبع تم الحكم على المتهم الرئيسى اللبنانى القيادى بحزب الله (محمد يوسف منصور) الشهير بسامى شهاب بالسجن المشدد فكان سامى شهاب، وأغلب من تم حبسهم بأحكام فى هذه القضية من المجاميع الهاربة إلى خارج الحدود المصرية عبر الأراضي الأسوانية المصرية ومنها إلى السودان ذهبت إلى حزب الله أبحث عن أجوبة، وهل ما حدث من هروب لمتهمين منتمين لهم هو صفقة بينهم وبين الإخوان وحماس أم أنهم بالفعل دخلوا بأنفسهم وشاركوا فى هذا الهروب الكبير!! هل بالفعل كان من بينهم قناصة قتلوا المصريين وروعوا الأمن المصرى، أم أن الموضوع هو (فبركة إعلامية) من قنوات فضائية مصرية زاد عليها بعض الشهود الذين لايفرقون بين اللكنة الفلسطينية واللكنة اللبنانية لأنه فى الحقيقة صعب على أى شخص عادى أن يفرق بينهما، لأن الفرق بينهما كبير!
من جهة أخرى يعلم حزب الله أنه متورط لكن لم يكن لدى الحزب هذا التأكيد على تورطه بشكل كبير فى عدة قضايا وليس مجرد هروب (سامى شهاب) من السجون المصرية وفوجئت بأعضاء وقيادات كبار داخل حزب الله يتجهون إلى السفارة المصرية (بيروت) لمقابلة القنصل المصرى هناك المستشار (شريف البحراوى) وذلك قبل بدء أولى جلسات قضية اقتحام السجون والحدود المصرية، والتى فيها حزب الله طرف متهم أصيل مثله مثل جماعة الإخوان وتنظيمهم الدولى وحركة حماس وبعض البدو فى سيناء، المهم جلس بعض من قيادات حزب الله مع القنصل المصرى والذى قام بدوره بطمأنتهم وقال إن ذكر حزب الله هو مجرد كتابة فى ديباجة القضية وأنه لا موقف سياسيا مصريا معاديا حتى الآن بشكل واضح لحزب الله الأمر الذى جعل قيادات الحزب تفكر كثيراً قبل كشف أسرار الليالى التى تم فيها تهريب المساجين واقتحام الحدود والسجون والأقسام المصرية، ورغم يقينى بأن حزب الله ينوي الكشف عن ما جرى فى هذه القضية خاصة بعد العداء المعلن من قبل جماعة الإخوان للحزب وتحديداً فى الأشهر الأخيرة من حكم (المعزول محمد مرسى) لتنقلب الجماعة على الحزب فى السر والعلن، ونذكر جميعاً خطبة مرسى عن سوريا وكيف هاجم حزب الله وفتح الجهاد أمام المصريين لقتاله فى سوريا.. سأعود مرة أخرى لمقابلتى مع قيادات فى حزب الله أحمل فى جعبتى الأسئلة الكثيرة، وهذا الموقف العكسى فى سنوات قليلة بعد أن كان المصريون يسمون البلح والتمر باسم السيد حسن نصر الله اليوم بات داخل أغلب المصريين اعتقاد بأن حسن نصر الله أمر بقتلهم فى ميدان التحرير، وأن حزب الله هو من اقتحم السجون، وقام بتهريب المساجين ليروعوا أمن شعب إذا أحب أحب بعنف وشدة وإذا كره كره بنفس هذا العنف وهذه الشدة!
وكما ذكرت فوجئ حزب الله بكم هذه الاتهامات التى تحدثت فيها معهم وقال لى تخيلنا أن الموضوع كله لا يخرج عن تلفيق إعلامى من قبل بعض القنوات الفضائية الممولة من بعض دول الخليج والتى بالتأكيد ستكون ضدنا من باب المنطق، ولكن لم نكن نعلم بأن الوضع خطير وسألونى ماذا علينا أن نفعل هل نقوم بتوكيل محامين فى هذه القضية فقلت الحقيقة الوضع جد خطير وهى قضية حقيقية وبها اتهامات كبيرة وخطيرة للغاية، وإذا ظللتم صامتين دون أخذ موقف إيجابى فى كشف الأسرار فإن القضية ستمضى فى المحاكم المصرية، وستكون نتائجها كبيرة وخطيرة على أى علاقات مستقبلية قد يردها الحزب مع أى نظام مصرى قادم!! ويكشف حزب الله عن اتصالات جرت بالفعل بينه وبين بعض المؤسسات المصرية عقب (ثورة ثلاثين يونيو) كانت هذه المؤسسات تنتظر من حزب الله الوقوف بشكل إيجابى مع ثورة انتفض فيها ملايين من المصريين، وإنجاز الجيش لهم إلا أن حزب الله وباعتراف قياديين قالوا لى (الحقيقة أجبنا بأن موقفنا حيادى ولسنا مع أو ضد ثورة يونيو)، ولكن نتطلع إلى نتائج هذه الثورة المستقبلية وعلم حزب الله بأن الأجهزة والمؤسسات المصرية لن ترضى بمثل هذا الحياد لأن الموضوع ببساطة إما معنا أو علينا، وفى الوقت الذى أنكرت فيه إيران هذه الثورة، ولم تدعمها سعت دول أخرى جرياً وراء دعم الثورة وتهنئة مصر عليها بالطبع كل دولة علي حسب أجندتها ومصالحها ولكن يعلم حزب الله بأن موقفه الحيادى سيفسر ضده لا معه ورغم أن الحزب لديه شرح معقول فى هذه الحيادية أردت أن أنقله كما ذكره قياداته، وقالوا: نحن شيعة عندما نقول إننا نؤيد قضية تترجم سريعاً على أنها حرب بين شيعة وسنة وعلى أنها قضية طائفية، ورغم أننا نفكر كثيراً قبل أن نتكلم إلى الإعلام أو قبل أن ندلى بأى تصريح إعلامى، وأنه سنوات طويلة، ونحن نوكل السيد حسن نصر الله فى الحديث عن الحزب كله فهو الوحيد الذى له الحق فى الحديث أو اتخاذ القرار ممع ن يتحدث منا إلا أننا تحدثنا مع الأجهزة المصرية وأوضحنا شعورنا بالحرج فى ذكر أى موقف عدائى واضح من جماعة الإخوان المسلمين وهم أكبر رمز للسنة فى العالم العربى كيف نهاجمها، وإن هاجمتنا الجماعة وكيف نعلمه أننا ضدها والموقف فى الأساس متأزم هنا فى لبنان بسبب الطائفية ورغم أن قتالنا فى سوريا هو الوحيد عن قناعة سياسية بأن بشار الأسد هو الوجه الذى يصلح لسوريا الآن، إلا أن الجميع يفسر تدخلنا فى سوريا تدخلا طائفيا وعرقيا ومذهبيا وبأننا نقاتل المسلمين السنة !! فكيف نستطيع أن نجاهر بأننا مع ثورة يونيو حتى وإن وجدنا أن الإخوان المسلمين أخفقوا فى إدارة البلاد بل سنقول لك شيئا نحن فوجئنا من طريقة إدارتهم لبلد عظيم مثل مصر وتخيلنا أو هكذا فهمنا أن الإخوان عندما يصلون إلى الحكم سيكونون أكثر دراية وحنكة من الأداء الذى كانوا هم عليه!!
ورجعت بالحديث مرة أخرى عن (أسرار جمعة الغضب إبان ثورة يناير) ماذا حدث!! فأجدهم يصمتون ويقولون بإنهم لم يعطوا الإذن حتى الآن بالحديث فأرجع وأقول طيب هل كانت هناك صفقة ما بينكم وبين حماس والإخوان المسلمين فيهزون رأسهم دون نطق كلمة واحدة، ولكن مازالوا ينتظرون الإذن بذلك وبالطبع الإذن سيكون من السيد حسن نصر الله وليس غيره من يأخذ القرار يأتى الرد على بأن أنتظر الإجابات وستكون فى أسرع وقت ممكن!!
وسريعاً ما حول القياديان (حسن عزالدين) و(عباس قدوح) الدفة إلىَّ وبدلا من أن أقوم بطرح الأسئلة بدأ الاثنان فى طرح الأسئلة التالية:
- هل سيترشح السيسى للرئاسة وأجبت جميع المؤشرات حتى الآن تقول نعم سيترشح.
∎ ماذا سيفعل السيسى مع إسرائيل إذا وصل إلى حكم مصر؟!
- فأرد شأنى شأن أى مصرى وأقول يا جماعة.. المصريون لايفكرون الآن فى إسرائيل بل يفكرون فى لقمة العيش والأمن والأمان، دعونا نرتب البيت الداخلى ومن ثم ننتظر ماذا سيفعل أى رئيس مع إسرائيل. فيسألون مرة أخرى ولن تفعلوا شيئاً لإسرائيل طالما تحتاج مصر لأموال لدعم اقتصادها أنتم مكبلون بالديون والمساعدات ويكمل القياديان فى حزب الله يقولان: ونذكر أن عبدالناصر مرة خطب فى الشعب المصرى وقت الحرب مع إسرائيل وطلب من كل بيت أن يكتفى بنصف كيلو من اللحم وأن يشد المصريون الحزام الاقتصادى على بطونهم لتوفير الأموال للحرب مع إسرائيل فلماذا، ويوجهان لى الأسئلة (لماذا لايفعل المصريون اليوم ما طلبه منهم ناصر منذ أربعين سنة وأكثر).
فأرد ضاحكة وياسادة هناك الكثير من البيوت اليوم فى مصر لاترى اللحمة ولا تشم ريحها أصلاً دون أن ندخل فى أى حرب الوضع الاقتصادى لا يرضى أى حبيب لنا، ولكن يفرح أعداءنا فينا فأى أموال تذهب للدخول فى حرب مع إسرائيل وفى الأساس نحن فى كبوة اقتصادية لانعلم كيف سيكون آخرها.. فيرد القياديان فى الحزب: ولكن نحن ننتظر ضربة لإسرائيل على قطاع غزة وهى التى ستحدد علاقة مصر بإسرائيل فى الفترة القادمة.
∎ هنا انتهى موضوعى هذا الأسبوع أما البقية فانتظرونى الأسبوع القادم.
- حيث سأكشف عما يريده حزب الله من مصر فى الفترة القادمة.
- وكيف يدرس الحزب حالياً الظهور فى القنوات الفضائية المصرية لإيصال وجهة نظره.
- وعن الهاربين المتهمين فى (قضية خلية حزب الله) الذين يعيشون فى بيروت اليوم فى الوقت الذى يطالب به أهلهم وذووهم بإعادة محاكمتهم محاكمة عادلة فى الفترة القادمة.