كان من دواعى سرورى أننى التقيت بالعم العجوز حمدى الصاوى وهو من المصريين الأوائل الذين هاجروا إلى عاصمة الضباب وحققوا نجاحات طيبة وهو فى نفس الوقت عديل للكاتب الصحفى الكبير جلال سرور أطال الله عمره، فهو أيضا من الذين اتجهوا إلى لندن بعد أن استشعر أنها سوف تكون عاصمة الصحافة العربية فى تلك الأيام.وكانت المناسبة التى جمعتنى بالعم حمدى الصاوى هى مناسبة سياحية عظمى، حيث أقيم سوق السياحة العالمى فى لندن وكان لمصر مشاركة لا بأس بها فى هذا المعرض الدولى، وقد فاتحنى العم حمدى فى شأن ولد فاشل خايب مدع عمل مديرا لمحطة لندن اسمه «إتش»، هذا الخايب الأعظم لا يؤدى وظيفته خدمة لمصر للطيران مؤسستنا الوطنية العريقة، ولكنه يؤدى عمله فقط من أجل تلميع نفسه، فهو يؤمن تماما بعملية الورنيش الإعلامى من أجل الارتقاء فى المناصب والصعود إلى الأعلى، هذا «الإتش» لا مانع لديه من أن يستخدم أى شىء وكل شىء من أجل الصعود ولو سنتيمترا واحدا إلى الأعلى، ثم يقوم بعد ذلك على طريقة الانتهازيين بإلقاء السلم الذى صعد عليه حتى لا يكون هناك مجال لغيره بالصعود وفى نفس الوقت لا يجد هو نفسه طريقا للعودة من الأعلى إلى الأسفل، فهو فقط يتحرك من الأسفل إلى الأعلى، وهذا الكلام بمجمله سبق أن ذكرته فى مقالات سابقة لى.. ولكن هذا الكلام لم يعجب الأستاذ حمدى الصاوى وقد حاول العم الصاوى أن يجد العذر للواد الخايب، ولكنه للأسف لم يفلح فى أن يغير رأيى الشخصى، بل ورأى كل المصريين فى بريطانيا فى هذا المدير الفاشل الخايب، ولكن الأمر المثير للدهشة هو أن الخايب العايب وجد بالفعل طريقه إلى الترقى فى المناصب، وأصبح مديرا كبيرا لإحدى الإدارات التابعة لعملية الورنيش الإعلامى، وهو أمر أدعو وزير الطيران المدنى إلى مراجعته وياريت يطلب معالى الوزير شهادة كل المصريين الذين نالهم من غطرسة وادعاء هذا الشخص الأذى العظيم، وقد كنت أنا شخصيا أحد ضحاياه، فقد كنت فى عاصمة الضباب وتعرضت أعز الحبايب أمى الغالية لأزمة صحية خطيرة وطلبت من هذا الخايب العايب أن يجد لى مكانا أنا وأولادى على أقرب طائرة متجهة إلى مصر لكى أكون إلى جانب أمى فى محنتها، ولأنه لا يعلم شيئا عن شهامة أولاد البلد، وليس له فى الجدعنة، فقد قال: إن الأمر شديد الصعوبة، ثم تجاهل اتصالاتى به حتى كتبت هنا فى صباح الخير أصل الحكاية ولأن حجة البليد دائما لابد أن تصب فى مصلحته، فقد قال هذا المدعى والخايب الأعظم بأننى طلبت أن أعود إلى القاهرة على الدرجة الأولى.. بالله عليكم كيف يستقيم هذا الطلب مع ما تعانيه ست الحبايب، المهم أن هذا المدعى له ملف فى الوزارة أتمنى من الوزير مراجعة ملف الواد «إتش» الخايب ومتابعة كل ترقياته ومن وقف خلفها، وفى النهاية للوزير الحق فى اتخاذ ما يراه.. ولكن هل منظومة مصر للطيران تأثرت بمثل هذا النموذج غير المشرف العايب الخايب.. الحق أقول أن الناس تلعن هذا الشخص ولا تلعن مصر للطيران ويكفى أن كل المصريين يعلمون تمام العلم أن الواد الخايب قام باستئجار صالة للاحتفالات فى مقر بيت العائلة المصرية ودفع ثمنه من جيبه الخاص بعد أن تذلل من أجل الحصول على أعلى تخفيض وقام بتصوير الحفل وكان فيه أصحابه وأهله وقام بإرسال الصور إلى رؤسائه فى العمل على أن هذا الحدث العظيم ما هو إلا تكريمهم لشخصه على حسن سلوكه وجميل سيرته فى محطة لندن، وبالطبع لم يكن الأمر كما صوره الواد «إتش» وبالمناسبة لدى الكثير من الحكايات والوقائع وهى تحت أمر معالى الوزير، وأعود إلى شركتنا الوطنية التى لا تزال محل فخر للمصريين والحاصل أن هناك لابد أن يكون نموذج سيئ يؤكد القاعدة.. ذلك لأن لكل قاعدة شواذ، والشاذ يثبت القاعدة.. والقاعدة تقول وتؤكد بالبراهين أن هناك حسنا فى الاختيار فى أغلب المجالات، وأنا هنا أتحدث عن المحطة التى أتعامل معها وهى محطة لندن، حيث شرفها عمنا سامى عبدالكريم رحمه الله وبعد سنوات طويلة ابنه الأستاذ كريم سامى عبدالكريم والأستاذ سيد غسان وعشرات الأسماء تركوا أجمل الأثر فى نفوس كل المصريين وكان آخرهم الأستاذ ناصر الذى يضع نفسه فى خدمة زبون مصر للطيران دون حاجة إلى واسطة أو كارت توصية، فالواسطة الوحيدة أن تكون راكبا أو زبونا للشركة الوطنية ومع الأستاذ ناصر هناك شاب مصرى جميل الشكل والموضوع اسمه أحمد الوزيرى، وهو خادم لكل المصريين الذين تتولى مصر للطيران فى محطة لندن نقلهم ومن حسن طالع الذين يترددون على لندن فى السنوات القليلة السابقة أن هناك رجلا فاضلا اسمه شريف المغلوب أعاد إلى الذاكرة السيرة الرائعة لعصمت عبدالعزيز ومحمود صادق وأحمد زكى، هؤلاء الأفذاذ الذين تولوا منصب المدير الإقليمى وبالتأكيد شريف المغلوب فى فترة الثلاث سنوات التى أمضاها فى لندن، استطاع أن يذلل كل عقبة فى طريق أى مصرى وأن يجعل كل ركاب مصر للطيران العابرين للمجال الجوى البريطانى يشعرون بالفعل أنهم أصحاب المكان وليسوا فقط زبائن له، وفوق كل ذلك عظم شريف المغلوب من أرباح وأعداد ركاب مصر للطيران فى محطة لندن، ولابد للنجاح الساحق من جزاء.. فقد تم استدعاء الأستاذ شريف المغلوب لكى يضبط الأمور فى أحد أخطر القطاعات فى الشركة الوطنية، وهو القطاع التجارى، وبالطبع المهمة ثقيلة للغاية ولكن الرجل أهل لها، وبعون الله سوف نرى بصمات شريف المغلوب قريبا على أداء مصر للطيران، ولا ينبغى هنا أن نغفل جهودا طيبة لرئيسى الشركة القابضة الكابتن حسام كمال ومدير عام المحطات الأستاذ أحمد شاهين وأخيرا المايسترو الذى يقود المنظومة كلها المهندس عبدالعزيز فاضل الرجل الذى يستكمل البناء الذى أسهم فيه بالشىء الكثير الرجل الفاضل الفريق أحمد شفيق ولا ينكر أحد دور الوزير الذى لم يأخذ فرصته كاملة السيد سمير إمبابى.. وعلى كل حال فإن جهود أبناء مصر الأبرار هى وحدها التى تبنى أمجاد الوطن فقط ما نريده هو حسن اختيار القيادات.. والله الموفق!!