«تعبيرية اللحظات» هو اسم المعرض الجديد للفنان التشكيلى الكبير عمر النجدى، الذى افتتحه الدكتور عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء الأسبق بجاليرى جراند بوسط البلد، بعد توقف أنشطته عدة أشهر والمعرض يستمر حتى 24نوفمبر الجارى، وما يميز أعمال النجدى الجديدة قدرة الفنان على التقاط الأحاسيس والانفعالات العابرة وتحويلها إلى شحنة إبداع نادرة.
حيث يؤكد الفنان عمر النجدى: أعمل من لحظة إحساس أو انفعال وتوهج معينة أعرفها تماما، فأنا إذا دخلت معرضا على سبيل المثال، ربما تأتينى هذه اللحظة التى أسميها الانفجار بعد مرورى بعدد من اللوحات، وأسارع إلى تسجيلها وغالبا أعود إلى اللوحة بعد فترة من إفراغ الشحنة الأولى لوضع اللمسات النهائية.
ويبرز فى اللوحات الإيقاع عن طريق حركة الخطوط والألوان واحتشاد الشخوص والعوالم، فأنت تحتاج إلى زيارات متعددة للوحة لاكتشافها وهى سمة أعمال الفنانين الكبار برغم أنها- أى الأعمال- تدور فى نفس العوالم الفنية التى يقصدها النجدى فى أعماله دائما، فتجد النساء والأطفال والرجال بملامحهم الشعبية المصرية المميزة وتجاورها الخطوط والموتيفات العربية والإسلامية بأسلوب خاص بدا أنه يستند إلى تراكم ضخم من الخبرات والثقافات العالمية حتى وإن كان المكون الأكبر أو الأساسى فيه للفن الاسلامى.. وحول ذلك يقول الفنان عمر النجدى: طبعا تأثرت بالبيئة، كونى نشأت أساسا فى بيئة شعبية، دائما تأخذ عينى المآذن والزخرفة الإسلامية، هناك العرائس والأكف التى ترتفع بالدعاء وألاحظ العلاقة بين الكتلة والفراغ وهى علاقة لا تجدها بمثل هذه الخصوصية إلا فى الفن الإسلامى. وقد أضاف إلى دراسته الفن الإسلامى والقبطى والفرعونى والمدرسة الشعبية والمدارس الفنية من تجريدية وسوريالية وتكعيبية وخلافه، ويقول إنه تأثر بثلاثة فنانين هم بول سيزان، من حيث التكوين، وجوجان من حيث اللون، وفان جوخ من حيث العاطفة الجياشة.
بقى أن نشير إلى أن النجدى غزير الإنتاج وله معرض يقام سنويا بباريس على مدى 18سنة متواصلة، وهو من الفنانين العرب المعروفين فى أوروبا وله مقتنيات فى أغلب عواصم ومتاحف العالم، خصوصا فى إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا واليابان وكوريا الجنوبية، حتى إن أحد مقتنى أعماله تطوع بإقامة متحف خاص يحمل اسمه فى مقاطعة «فيرنو» جنوب العاصمة الفرنسية باريس، قريبا من متحف رائد المدرسة الانطباعية كلود مونيه.∎