الأنبا تواضروس الذى تم اختياره البابا رقم 811 فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية يعد أحد تلامذة الأنبا باخوميوس الذى كان يعمل قائم مقام البطريرك وكان يلقى منه دعما قويا للجلوس على الكرسى الباباوى استطاع أن يحصل على المركز الثانى فى الانتخابات قبل أن يصل إلى التصفية الثلاثية ودخوله بها إلى القرعة الهيكلية والبابا الجديد من مواليد 4 نوفمبر عام 2591 أى أن عمره الحالى 06 عاما وكان اسمه قبل دخول الرهبنة (وجيه صبحى باقى سليمان) وهو حاصل على بكالوريوس الصيدلة جامعة الإسكندرية عام 7591 ثم أكمل دراسته اللاهوتية بالكلية الإكليركية ليحصل على درجة البكالوريوس عام 38 وحصل على درجة الزمالة من هيئة الصحة العلمية من إنجلترا عام 5891 وكان يعمل قبل دخوله الدير للرهبنة بأحد المصانع الخاصة للأدوية التابع لوزارة الصحة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة. ∎ بطاقة شخصية جدا
الأنبا تواضروس البابا رقم 811 للأقباط من مواليد المنصورة من أسرة مكونة من أربعة أبناء ولدين وبنتين.
وبدأ حياته زاهدا مع حياة الرهبنة فى 13 يوليو عام 8891 بدير الأنبا بيشوى باسم الراهب (ثيوؤ دور) وتم رسمه فيما بعد أسقفا فى 51 يونيو 7991
∎ كتبه ومؤلفاته
- له العديد من المؤلفات والكتب الدينية والروحية من بينها (هذا إيمانى) وتتكون من 6 أجزاء إلى جانب 21 مؤلفا آخر.
- وقد مارس خدمته بمحافظة البحيرة فى 51 فبراير 0991 ليتم رسمه فيما بعد أسقفا عاما فى 51 يونيو 79 وكان يعمل مقررا للجنة الطفولة بالمجمع المقدس.
- قام بتزكية البابا تواضروس الثانى قبل اختياره بالانتخابات ومن بعدها القرعة الهيكلية الآباء الأساقفة الأنبا أندراوس أسقف أبو تيج والأنبا باخوم أسقف سوهاج والأنبا دميانى الأسقف العام بألمانيا والأنبا رافائيل أسقف عام كنائس القاهرة (المرشح الأول ضمن القرعة الهيكلية ) وكذلك الأنبا سوريال أسقف ملبورن وأستراليا والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا.
∎ عيد مولده واختياره
ومن مصادفات القدر أن يكون اليوم الذى يتم فيه اختيار الأنبا تواضروس البطريرك رقم 811 على كرسى القديس مارمرقس الرسول هو اليوم الموافق لتاريخ مولده حيث ولد 4 نوفمبر من عام 2591 وهو يكمل فيه عامه الستين ، وكان الطفل (بيشوى جرجس سعد) قد تم اختياره من بين خمسمائة طفل تقدموا لاختيار البابا عن طريق القرعة الهيكلية ليتم تصفيتهم فيما بعد إلى 21 طفلا، تم اختيار الطفل المذكور عن طريق القرعة والذى قام بدوره بسحب الورقة الخاصة بالبابا الجديد والمدون فيها اسم الأنبا تواضروس ليكون البابا رقم 811 فى تاريخ البطاركة لتدق أجراس الكاتدرائية والكنائس عامة معلنة فرحتها بقدوم البابا الجديد والذى قال عنه المقربون بأن شخصيته تتسم بالعقلانية فى اتخاذ القرار ويتمتع بالروح العشرية ويهتم كثيرا بشئون الآخرين خاصة الذين يذهبون إليه طالبين منه المعونة أو العمل على حل مشاكلهم كما أنه يتميز بصفة التواضع فى تعامله مع جميع أنواع البشر ولا يعرف فى حياته محبة الذات أو الأنا ومن أبرز اهتماماته الرغبة الدائمة فى البحث عن المعرفة.. أيضا يتمتع البابا تواضروس الثانى بذهن حاد جدا ويميل إلى النشاط الدائم ويتعامل مع الكل بقلبه ومشاعره فى كل شىء ويستمع باهتمام بالغ لوجهات نظر الآخرين ويملك الكثير من الأفكار القوية وقوة الإرادة، خاصة فيما يتصل بالعدل، والعمل فى حياته يعطيه الأولوية وقبل أى شىء آخر
∎ مهام صعبة للبابا
وينتظر البابا الجديد أيضا العديد من الملفات المهمة وفى مقدمتها ملف التعليم المنوط به إعداد رجال الدين والقادة الروحيين ومنظومة مدارس الأحد واجتماعات الشباب والملف الخاص بالرهبنة باعتبارها الأساس أو الأصل فى اختيار الآباء الأساقفة ودراسة تقنين التكريسات كرافد رهبانى يختلط مع احتياجات المجتمع خارج أسوار الدير ثم ملف الأحوال الشخصية للأقباط المسيحيين لفض الاشتباك القائم بين جميع التأويلات المختلفة للنصوص الذى تحكمه وبما يحقق سعى الكنيسة ورعاية شعبها ومن ضمن المهام الثقيلة التى تلقى بظلالها إعادة هيكلة الدائرة المعاونة للبابا وبما يتفق ومتطلبات العصر الذى نعيشه وأسلوب الكشف أو المصارحة مع توظيف جميع الطاقات من أبناء الكنيسة فى هذا المجال حتى يتم توفير المعلومات، وكذلك البيانات الصحيحة مع طرح الحلول وبما يعينه على اتخاذ القرار على أن تتكون كل وحدة من عدد من المتخصصين فى نطاق ما يخصها ويتم اختيارهم من أهل الخبرة وبواسطة لجنة مشكلة من مجمع الأساقفة والأراخنة.
∎ الدين والسياسة
جدير بالذكر أن الكنيسة الوطنية المصرية تكاد تكون هى الوحيدة بين كنائس العالم التى يشارك أبناؤها من العلمانيين فى اختيار القيادة الروحية على عكس الكنائس الأخرى فى العالم التى يختص فيها رجال الدين (الأكليروس) دون سواهم بهذه المهمة أو هذا الاختيار.. وترى الغالبية العظمى للأقباط أن البابا الجديد والمختار من الله عن طريق القرعة الهيكلية يجب أن ينصب اهتمامه للعمل الكنسى بالدرجة الأولى وكذلك بالقيادة الروحية فقط دون التطرق إلى الأمور الأخرى ولا يخلط الدين بالسياسة أو العكس ويتعين عليه أن يعطى (ما لقيصر لقيصر.. وما لله لله) حسب ما ذكره الكتاب المقدس ومع ذلك يعتقد الآخرون أن الشأن السياسى فرض نفسه على الساحة والبابا الجديد قد يكون مضطرا إلى الاهتمام به فمصر تمر بظروف استثنائية إذ تسعى لبناء نظام جديد يحقق أهداف الثورة ومن خلال مناخ يختلف تماما عما كان سائدا من قبل إذ يسيطر الإخوان المسلمون على مقاليد الحكم وعلى رأسهم الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية المنتمى لجماعة الإخوان ثم ظهرت على الساحة السياسية قوة جديدة لم يعمل لها حساب من قبل وهى تشكل ثقلا لا يستهان به وهى القوى السلفية فى الوقت الذى أصبحت فيه حرية التعبير أو الرأى مكفولة للجميع دون قيود وفى ظل تصارع العديد من القوى السياسية .
∎ الدور الوطنى للكنيسة
والبابا الجديد مطالب أيضا بصياغة علاقة جديدة مع الدولة ، وكذلك جميع الأجهزة المعنية والتعامل معها بأسلوب يتواءم فيه ما بين القوة والمرونة حتى يتمكن بالعبور بالكنيسة إلى بر الأمان وحمايتها ، وكذلك رعاية أبنائها وحماية حقوق الأقباط فى إقامة شعائرهم الدينية.. إنه بالفعل عبء ثقيل سوف يتحمله يتطلب منه قدراً كبيراً من الحكمة والصبر والأناة وكذلك الرؤية الثاقبة ، وبالإضافة إلى هذا هناك العديد من المشاكل العالقة التى تنتظره منها ما يختص بملفات الكنيسة مثل تعديل لائحة انتخاب البطريرك التى أعدت منذ عام 75 وبها الكثير من العوار والتى كانت بمثابة جدل شديد داخل المجمع المقدس فهى فى حاجة إلى إعادة نظر ، ومن ثم تعديلها لمواكبة التطورات التى حدثت فى السنوات الأخيرة ، كذلك على الكنيسة ، خصوصا أن اللائحة الحالية صدرت منذ سنوات كثيرة ، وهو ما لم يتوافق مع مستحدثات العصر الذى نعيشه.
∎ الثورة والتغييرات
والحقيقة أن كل الأنظار أيضا تتجه إلى البابا تواضروس الثانى رقم 811 فى ظل التغييرات الكثيرة وحالة الزخم السياسى التى طرأت على مصر بعد الثورة.
وهناك الكثير والكثير من الأمور ولكن يبقى شىء مهم وهو الحفاظ على الدور الوطنى للكنيسة فى مصر حتى تظل رمزا شامخا لكل العصور.
كذلك لن تنسينا فرحة اختيار البابا الجديد فى تاريخ البطاركة للكنيسة الأرثوذكسية بقدر ما ندعو له ونصلى كى يعينه الله على مهمته الشاقة وأجندته الخاصة المتخمة بالقضايا المختلفة ، وكذلك الأعمال التى تنتظره من ملفات أخرى شائكة داخل الكنيسة أو خارجها وإن كان الأكثر إلحاحا العمل على حل المشاكل الداخلية وفى مقدمتها قانون الأحوال الشخصية ، وأيضا قانون دور العبادة وبناء الكنائس والعديد من المشاكل الكثيرة التى تنتظره... ربنا يعينه ويحفظه من أجل مصر والكنيسة المصرية.