فى غفلة كروية خرجت مصر من البطولة الأفريقية فى تصفياتها الأولى للمرة الثانية على التوالى.. لم يهتم الجمهور المصرى كالعادة فى الأيام الأخيرة بهذه النتيجة الصعبة لأنه كان مشغولاً بأشياء أخرى أكثر أهمية بالنسبة له، فالكرة بعيدة كل البعد عن اهتمامات المواطن المصرى، الذى انشغل بتسليم السلطة إلى رئيس مدنى لأول مرة، والذى انشغل بشكل الصراع فى مصر الآن بين الإخوان والعسكر والقوى الأخرى، المواطن مهموم باستقرار الوطن الذى بات على سطح صفيح ساخن ملتهب، لا تكاد تبرد أطرافه حتى تعود لتشتعل مرة أخرى ويزداد الأمر سخونة! وسط كل هذه الأجواء خرجت مصر غير مأسوف عليها من هذه التصفيات الأفريقية بهزيمة فضيحة فى القاهرة من أفريقيا الوسطى، وتعادل مع نفس الفريق خارج القاهرة، ليودع هذا الفريق الذى توسمنا فيه خيرًا فى تصفيات كأس العالم.. واستبشرنا خيرًا بالمدرب الأمريكى، لكن سرعان ما تبددت هذه الأوهام بعد هذا الخروج المهين من تصفيات أفريقيا، وهذه التصفيات التى اعتقدنا أننا سنجتازها بسهولة شديدة، فالمنافس أضعف من أن يقارن بالفريق المصرى صاحب الإنجازات الأفريقية!
لكن هذا الفريق المصرى أيضا بدا مشغولاً بأشياء أخرى، فاللاعبون مهمومون بمستقبلهم هم أيضا فى مصر.. تبدو الصورة ضبابية بالنسبة لاستئناف النشاط الكروى.. وتبدو الصورة ضبابية بالنسبة لمستحقاتهم المالية لدى أنديتهم التى كانت غنية، وتبدو الأندية عاجزة عن توفير الحد الأدنى المطلوب لإرضاء هؤلاء اللاعبين الذين اعتادوا على الملايين أيام الوفرة والعز الكروى!
خرجت مصر من التصفيات الأفريقية، وبقى على المدرب الأمريكى أن ينتظر عامًا بأكمله ليلعب هذا الفريق مرة أخرى ويستكمل تصفيات كأس العالم.. فماذا على هذا المدرب أن يفعل طوال هذه الفترة، هل يحصل على إجازة صيف طويلة ليعود إلى أمريكا، يراقب ما يحدث فى مصر وينتظر هو الآخر الاستقرار حتى يستطيع أن يقود هؤلاء اللاعبين المهمومين بأشياء أخرى غير الكرة، أم يستقيل ولا يعود! وماذا سيفعل اتحاد الكرة أمام هذه المعضلة، إذا كان هناك اتحاد كرة؟ أم أن الأمور كلها ستظل معلقة لحين انتخاب اتحاد كرة جديد ليتخذ هو القرارات الصعبة فى هذه الأوقات الصعبة.
عمومًا الفريق القومى محظوظ لأن الناس مهمومة بأشياء أخرى، وإلا فإن الحساب كان سيكون عسيرًا!