أقيم مؤخرا بقاعة المعارض بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، معرض ضم أعمال الفنانة فاطمة عبد الرحمن في مجال الرسم، قدمت خلاله أعمالا فنية اعتمدت فيها علي الاختزال والتبسيط، من خلال اللعب علي مساحات الكتلة والفراغ. انتقلت فاطمة عبد الرحمن في لوحات معرضها إلي عالم آخر من اللعب علي مساحات الفراغ الواسع في محيط أعمالها، ليحتل البياض معظم لوحاتها، معتمدة علي إيصال موتيفاتها الفنية بالتهشير بالقلم الحبر، ولاعبة علي فكرة المستويات المختلفة واختلاف المنظور والرؤية. انقسمت لوحات المعرض إلي مستويين أو أكثر، شكلت نسيج لوحاتها بخطوط متواترة شديدة النعومة والحساسية، كما نلحظ الفنانة في أعمالها المعروضة قد زاوجت بين أعمالها الخطية، التي طالما قدمتها باللونين الأبيض والأسود فقط مع مزاوجات لونية لألوان بسيطة مجردة، مكملة بها مشهد لوحاتها شكلا أو تكوينا، وحصرتها غالبا في في اللون الأصفر والبني بدرجاته المختلفة، ليظهر اللون في أعمالها علي استحياء، في انتقالة لمرحلة فنية جديدة علي أعمالها الفنية. الشكل في أعمال عبد الرحمن يميل تجاه التجريد الخطي، حيث تأخذنا في عوالم خيالية، تنسجها بخطوط متداخلة، أبطالها أشكال محورة، تختلف في شكلها عن سابقاتها من الأعمال الفنية، التي كانت ترسمها وكأنها شقوق صخرية، تجمع في طياتها بين النعومة والحدة في آن واحد، لتقدم في هذا المعرض عوالم خرافية، نراها وكأنها كائنات مجهرية دقيقة، تتداخل أوصالها وتتراكب، مع أهداب من القماش، بثنياته وتعرجاته الملساء، تتفكك حدودها وتتبعثر أحيانا لتهيم في فضائها السرمدي، تتشابك وتتكاثف أحيانا أخري. لم تهمل الفنانة في أعمالها اللعب علي أوتار الظل والنور، نحس أن إضاءتها كونية، تأتيها من خارج اللوحة، ترسم وتؤكد بها علي ملامحها الفنية.