بعد انتهاء شهر رمضان واستغلال المرشحين للشنط الرمضانية وموائد الرحمان في حملاتهم الانتخابية باتت البرامج هي التحدي الحقيقي للمتنافسين. وهاجمت قيادات حزبية وسياسية استخدام الشنط الرمضانية في الدعاية الانتخابية للراغبين في الترشح للمعركة البرلمانية المقبلة واعتبروا ذلك دليلاً علي غياب البرامج اللازمة لحل المشاكل الجماهيرية. وطالبوا بأن يكون عرض البرامج هو البديل منعًا حتي لا تختفي برامج الأحزاب وتتحول لمجرد كلام مكتوب لا يجد تفعيلاً علي أرض الواقع ورفضوا استخدام بعض المرشحين لدور العبادة في الدعاية الانتخابية معتبرين ذلك تكريسًا لفكرة خلط الدين بالسياسة. قال حسين عبدالرازق عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع استخدام المرشحين للشنط الرمضانية في الترويج لأنفسهم نوع من استغلال حاجة الناس المؤقتة بتقديم حل جزئي ومؤقت لها بدلاً من طرح سياسات وبرامج لحل المشاكل من خلال حشد القوي اللازمة لهذا. وأضاف: هذه مسكنات ورشاوي انتخابية تلجأ لها القوي السياسية والمستقلون من رجال الأعمال وغيرهم ممن يغلبون سلطة رأس المال وحذر من خطورة استمرار عدم تفعيل برامج واقعية مشيرًا لتصاعد معدلات الفقر والأزمات الاجتماعية. ورفض أن تكون كوادر الأحزاب كالمستقلين بلا برامج رغم امتلاك أحزابهم لبرامج شاملة رافضًا اختصارها في مطالب مادية مؤقتة. وهاجم استغلال المساجد في الدعاية لمرشحين بعينهم لأنها تكرس خلط الدين بالسياسة رغم عدم قانونيته. وقال المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد «لا يجب أن نعود الشعب علي انتخاب من يقدم له الأموال والهدايا العينية أو من يتحدثون باسم الدين في دور العبادة لأن استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية مرفوض وخطير مطالبًا بضرورة تغيير ثقافة الدعاية للمرشحين. وانتقد فاروق العشري القيادي الناصري ما أسماه تحويل بعض المرشحين الساحة السياسية لما يشبه «سوق عكاظ» لشراء الأصوات.. من يدفع أكثر يأخذ مزيدًا من الأصوات. واعتبر هذه التحركات من شأنها أن تضلل الجماهير بما لا يجعلهم يحسنون الاختيار لأن رأس المال يسيطر علي العملية الانتخابية وعلي المرشح والناخب محذرًا من خطورة مساندة بعض رجال الأعمال لبعض المرشحين بهدف تحقيق مصالحهم بشكل غير مباشر. وأضاف: الإخوان احترفوها وتحولت لاسلوب مزايدات بين القوي السياسية المختلفة لتحقيق مكاسب سياسية.