استغرقت «سعادة» ملايين الأرجنتينيين بفشل البرازيل في المونديال 24 ساعة فقط، بعد هزيمة فريقهم الكبيرة أمام ألمانيا، بات أمامهم أسباب عديدة للشعور بالإحباط. وأوجز دييجو مارادونا المدير الفني الأرجنتيني الأمر بعد الخسارة صفر/4 أمام ألمانيا بقوله «إنه بلد يعيش كرة القدم ويتنفسها، لا أعتقد أن هناك من قد يشعر بالسعادة». فيذلك الأمر أصاب تماما، لكن هل هناك أسباب كييشعر الأرجنتينيون بالإحباط؟ أحدها الضربة الموجعة التيتعرضت لها كرامة التانجو، الأرجنتين باتت موقنة أن صيامها عن الألقاب سيفوق البرازيل، التي وقفت 24 عاما دون كأس بين بيليه عام 1970 فيالمكسيك والثنائيروماريو بيبيتو عام 1994 في الولاياتالمتحدة. لا أحد يعرف إذا ما كانت الأرجنتين ستتمكن من اقتناص ثالث ألقابها فيكأس العالم عام 2014 فيالبرازيل، لكنها حتي لو فعلت فسيكون ذلك بعد 28 عاما من التتويج في المكسيك عام1986 كانت الفرصة سانحة أمام الأرجنتين فيجنوب أفريقيا لتقليص الفارق مع ألقاب البرازيل الخمسة. لكنها لم تنتهزها. وتستمر الأرقام السلبية: فالأرجنتين لا تتجاوز دور الثمانية في إحديبطولات كأس العالم منذ 20 عاما، عندما تغلبت علي يوغوسلافيا بضربات الترجيح، ولم تفز في الوقت الأصليلهذا الدور منذ مباراة انجلترا الشهيرة 1/2 فيالمكسيك عام 1986 . وقد تظهر الإحصاءات أمورا كثيرة، ليست كلها ذات أهمية. فأرجنتين مارادونا كانت تبحث عن انتصارها العاشر علي التوالي بعد الفوز علي كوستاريكا 2/3 وجامايكا 1/2 وألمانيا 1/صفر وهاييتي4/صفر وكندا 5/صفر ونيجيريا 1/صفر وكوريا الجنوبية 1/4 واليونان 2/صفر والمكسيك 1/3 وكان الفريق قد نال آخر هزيمة له أمام إسبانيا 2/1 في14 نوفمبر عام 2009 . ولا تمثل جامايكا وهاييتي وكندا منافسين لأحد كبار عالم الكرة. لكن الإحصاءات المهمة هي التي تعكس تراجع نتائج الأرجنتين بطل العالم مرتين والوصيف مرتين آخريين بدءًا من عام 1986 . في عام 1990 بإيطاليا تأهل الفريق إلي المباراة النهائية بصورة عسيرة بعد أن وصل أبناء المدرب كارلوس بيلاردو إلي أبعد مما كان منتظرا بفضل عبقرية مارادونا وقدرات كلاوديو كانيجيا التهديفية وصدات سيرخيو جويكوتشيا الحاسمة. ضربة قاصمة فيالولاياتالمتحدة عام 1994 بخروج فريق المدرب ألفيرو باسيلي من دور الستة عشر بالهزيمة أمام رومانيا 3/2 بعد أيام من الكشف عن فضيحة تعاطيمارادونا العجوز المتألق للمنشطات. فيفرنسا عام 1998 بدأت عقد دور الثمانية بهزيمة في الوقت القاتل أمام هولندا 2/1. فلم يتمكن دانييل باساريللا المدرب من رفع الكأس التي حصل عليها لاعبا. فيكوريا الجنوبية واليابان عام 2002 كان منتخب المدير الفني مارسيلو بييلسا هو المرشح الأول للقب مع فرنسا، لكن الفريقين ودعا من الدور الأول. في ألمانيا عام 2006 أدهشت الأرجنتين الجميع بفوز 6/صفر علي صربيا في الدور الأول، وسيطرت علي ألمانيا في الشوط الأول لمباراتهما معا لينتهي اللقاء بالتعادل ويحتكم الفريقان إلي ضربات الجزاء الترجيحية مرة أخريفيدور الثمانية. ترك المدير الفني خوسيه بي كرمان علي مقاعد البدلاء النجم الصاعد وقتها ليونيل ميسي. وانتهي الأمر بامتنان الألمان له لأنه فعل. وفي المباراة الماضية عادوا إلي إفساد الحفل علي الأرجنتين.